اقتصاد » فساد

أدلة بحوزة المحقق «مولر»: اجتماع سيشل بحضور إماراتيين لم يكن مصادفة

في 2018/03/09

washingtonpost - ترجمة خالد المطيري-

جمع المحقق الخاص «روبرت مولر» أدلة على أن اجتماعا سريا انعقد في جزيرة سيشيل قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لم يكن مصادفة وإنما كان مرتبا لإنشاء قناة خلفية بين الإدارة الحالية والكرملين؛ ما يتناقض مع إفادات أدلى بها أحد المشاركين في الاجتماع المذكور لنواب بالكونغرس، وفقا لما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر مطلعة على المسألة.

ففي يناير/كانون الثاني 2017، التقى مؤسس شركة «بلاك ووتر» الأمنية الخاصة والمستشار غير الرسمي لفريق «ترامب» خلال فترة الانتقال الرئاسي «إريك برنس» بمسؤول روسي مقرب من الرئيس «فلاديمير بوتين»، ووصف لمحققي الكونجرس فيما بعد الاجتماع بأنه لقاء جرى بـ«الصدفة»، ولم يكن نقاشًا مخططًا للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

لكن شاهد عيان يتعاون مع «مولر» قال للمحققين إن الاجتماع تم إعداده مسبقا، وكان الغرض منه الجمع بين ممثل عن «ترامب» ومبعوث من موسكو لمناقشة العلاقات المستقبلية بين الدول، وفقا للمصادر المطلعة ذاتها، التي تحدثت شرط عدم الكشف عن هويتها بالنظر إلى حساسية الأمر.

وشهد «جورج نادر»، وهو رجل أعمال أمريكي لبناني حضر اجتماع «سيشيل» وشارك في تنظيمه، على هذه المسألة أمام هيئة محلفين كبرى تجمع أدلة حول المناقشات بين فريق «ترامب» الانتقالي ومبعوثي الكرملين؛ كجزء من تحقيق مولر في الجهود الروسية للتدخل مع انتخابات 2016.

وبدأ «نادر» التعاون مع «مولر» بعد توقيفه في «مطار دالاس الدولي»، منتصف يناير/كانون الثاني الماضي؛ حيث تم استجوابه أكثر من مرة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وفي العام الماضي، أخبر «برنس» نوابا في لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي ووسائل الإعلام أن اجتماع سيشيل مع مدير الصندوق الروسي للتمويل (صندوق ثروة سيادية تسيطر عليه الحكومة)، «كيريل دميتريف»، كان لقاءً غير مخطط له وغير مهم، وتم بمحض الصدفة خلال تواجده في فندق بجزيرة سيشل مع مسؤولين من الإمارات.

وفي تصريحاته تلك، نفى «برنس» على وجه التحديد التقارير الصادرة عن صحيفة «واشنطن بوست» التي قالت إن اجتماع سيشل، الذي عقد قبل أسبوع من تنصيب «ترامب»، كان جزءا من جهد لإنشاء قناة اتصال خلفية بين موسكو والإدارة الأمريكية القادمة.

وزعم أنه لم يخطط للاجتماع مع «ديمتريف» في سيشل، لكنه عندما كان يناقش صفقات تجارية محتملة مع مسؤولين إماراتيين، في أحد فنادق الجزيرة، اقترح الحضور التوجه لحانة الفندق، وهناك التقى المسؤول الروسي مصادفة.

وقال إنه تحدث مع «ديمتريف» لمدة لا تزيد على 30 دقيقة.

وعن تفاصيل ما تحدثا بشأنه، أضاف: «تحدثنا حول مواضيع تتراوح بين أسعار النفط  ومدى رغبة بلاده في استئناف العلاقات التجارية الطبيعية مع الولايات المتحدة».

وزعم «برنس» أنه ذهب إلى سيشيل كرجل أعمال خاص، وليس كمبعوث رسمي أو غير رسمي لفريق «ترامب» الانتقالي.

وتعرف «برنس» على «نادر»، منذ سنوات؛ حيث استعان به مرة واحدة في محاولة لعقد صفقات تجارية مع الحكومة العراقية، في السنوات التي تلت الغزو الأمريكي للعراق في 2003.

وكان «نادر» معروفاً لمسؤولي إدارة «ترامب» بوصفه شخصاً له صلات سياسية في منطقة الشرق الأوسط، ويمكنه المساعدة في التغلب على الدبلوماسية المعقدة بالمنطقة.

كما حضر «نادر»، في ديسمبر/كانون الأول 2016، اجتماعاً في نيويورك بين كبار مستشاري «ترامب» وولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد»، حسب شخص مطلع على الأمر.

ولطالما عمل «نادر» كمستشار لقيادة دولة الإمارات، وفي هذا الصدد التقى أكثر من مرة بمسؤولين من إدارة «ترامب»، ومنهم كبير مستشاري الرئيس السابق «ستيفن بانون»، وصهر الرئيس «جاريد كوشنر»، حسب أشخاص مطلعين على المسألة.

وبعد اجتماع سيشل، زار «نادر» البيت الأبيض عدة مرات، واجتمع مرة واحدة على الأقل هناك مع «بانون» و«كوشنر»، وفق المصادر ذاتها.

وفي الوقت الذي يحقق فيه «مولر» في ظروف اجتماع سيشل، فإنه يفحص بشكل أوسع الجهود التي بذلها فريق «ترامب» الانتقالي لإنشاء قناة خلفية للمحادثات السرية بين الإدارة الجديدة والكرملين.

وتم تعيين «مولر» كمحقق خاص في احتمال تدخل روسيا في انتخابات عام 2016.

كما أن «نادر» محل اهتمام فريق «مولر»؛ حيث يدرس ما إذا كانت أي أموال أو مساعدات أجنبية قد غذت حملة «ترامب»، وكيف تواصل مسؤولو «ترامب» خلال الفترة الانتقالية والأيام الأولى للإدارة مع المسؤولين الأجانب، وخاصة الروس.