ح.سلفية » داعش

شُبه بمغارة علي بابا.. ما علاقة لوفر أبوظبي بمسروقات "داعش"؟

في 2018/04/03

وكالات-

في القصة ذائعة الصيت التي تتحدث عن الشخصية الأسطورية "علي بابا"، فإنه يكتشف مغارة داخل جبل تابعة للصوص، ملأى بالذهب والمجوهرات والكنوز المسروقة.

يعرف علي بابا سرّ فتح باب المغارة، وهي عبارة "افتح يا سمسم"، بعد اختبائه خلف صخرة وهو يشاهد اللصوص حين يدخلون المغارة ويخرجون منها، فقال كلمة السر ودخل إلى المغارة، وإذ به أمام كنوز عظيمة.

تلك المغارة قريبة الشبه بمتحف "لوفر أبوظبي"، بحسب ما يربط نشطاء، بعد أن أكد خبراء آثار أن الكثير من مقتنياته "مسروقة"، وتعود لحضارات ضاربة في القدم، من بلاد الرافدين ومصر وفارس والهند وغيرها.

الصحافة العالمية تطرقت في مرات عدة إلى آثار مسروقة يحتويها المتحف، وهو ما أثار ردود فعل مواطنين عرب، توضح لهم أن آثاراً سرقت من بلادهم مقرها هذا المتحف.

ومؤخراً ذكرت جريدة "24 ساعة" الفرنسية، أن وجود آثار مسروقة داخل هذا المتحف سيكون "إهانة حقيقية للإمارات وفضيحة عملاقة محتملة".

وأشارت الصحيفة إلى أن متحف أبوظبي تحول إلى معرض للأشياء القديمة التي سرقتها الجماعات الإرهابية من العراق وسوريا ومصر.

وأضافت الصحيفة أنه بعد نشر العديد من الصور ارتفعت الشكاوى على منصات التواصل الاجتماعي.

وكان العراق شهد عملية هدم آثار تعود إلى حقب زمنية مختلفة من قبل تنظيم الدولة، الذي سيطر لنحو ثلاثة أعوام على مساحات بلغت ثلث المساحة الكلية للبلاد، منذ صيف 2014 حتى أعلنت الحكومة العراقية تحرير كامل المناطق في ديسمبر 2017.

تنظيم الدولة، وبحسب تقارير دولية، عمل في تهريب الآثار العراقية بعد سيطرته على متحف الموصل، شمالي البلاد، ومناطق أثرية في مواقع مختلفة.

بالإضافة إلى ذلك فقد تعرضت البلاد إلى عملية سرقة آثار كبيرة بعد غزوها في 2003.

وعلى الرغم من نجاح بغداد باستعادة أعداد كبيرة من القطع المسروقة من المتاحف، فإنها تشير إلى أن آلاف القطع الآثارية ما زالت مفقودة، فضلاً عن آثار غير موثقة؛ لكونها استخرجت من مواقع أثرية من قبل لصوص يمتهنون البحث عن الآثار.

وسبق أن أعلنت الحكومة العراقية أنها ستحاول معرفة إن كانت القطع الأثرية الموجودة في متحف اللوفر أبوظبي ضمن القطع العراقية المفقودة والموثقة لديها، وذلك بعد عرض المتحف آثاراً تعود لحضارات وادي الرافدين.

ويبلغ عدد المواقع الأثرية في العراق نحو 17 ألف موقع، تضم آثاراً تعود إلى حقب زمنية مختلفة في الفترة الممتدة بين عام 6 آلاف قبل الميلاد و1800 بعد الميلاد.

ويؤكد خبراء الآثار العراقيون أنّ العمليات التخريبية التي تتعرض لها المواقع الأثرية، تسببت في ضياع شواهد كبيرة على الكثير من الحضارات القديمة التي نشأت في بلاد الرافدين، لا سيما في محافظات الجنوب، التي غالباً ما تتعرض للنبش والتخريب من جماعات منظمة وغير منظمة.

وأكدت الصحيفة أن احتواء معرض الإمارات على الآثار التي سرقها تنظيم الدولة، سيشكل تناقضاً رهيباً يؤدي إلى إدانة أبوظبي بتمويل المجموعة الإرهابية، التي تدعي أنها تحاربها، بشكل غير مباشر.

وكانت "الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات العربية المتحدة" ذكرت في نوفمبر الماضي، بعد تدشين الإمارات لمتحف لوفر أبوظبي، أن المتحف مليء بآثار مسروقة ومهربة من العراق وسوريا ومصر.

وأضافت الحملة أنه تم بيع جزء من هذه الآثار المسروقة لأبوظبي عن طريق عصابات تهريب الآثار ذات العلاقة مع بعض الجماعات الإرهابية، لافتة النظر إلى أن افتتاح المتحف الجديد هو "خطوة بلا قيمة وتهدف لتلميع صورة الإمارات ونظامها الاستبدادي".

وبينت "الحملة الدولية" أن القطع الأثرية المسروقة من مصر التي تم تهريبها مؤخراً، تمت بعلم بعض "المتنفذين" في مصر وأبوظبي.

وأكد الناطق باسم "الحملة الدولية" هنري غرين رفضهم لفكرة المشروع الذي تحتضنه "دولة بلا تاريخ، ولا تقيم أي أهمية للإنسانية وحقوقها".

وأوضح أن المتحف تم بناؤه بأيدي عمال منتهكة حقوقهم، تعرضوا للذل والمهانة في أثناء عملية البناء، وفقد العديد منهم حياته بسبب غياب الرعاية الصحية والعمل ساعات طويلة أثناء موجات الحر الشديد.

ودعت "الحملة الدولية" -في بيان نشر على صفحتها- السياح لمقاطعة هذا المتحف الذي "يعتبر خطوة علاقات عامة دون قيمة، وتشويهاً لصرح اللوفر العظيم في باريس".

ونشرت مقتطفات مهمة من تقارير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، تحدثت فيها عن كيفية إذلال العمال في أثناء عملية البناء، إضافة إلى تقييد حرياتهم وعدم حصولهم على أتعابهم أو السماح لهم بالسفر.

وبعد تدشين متحف اللوفر بأبوظبي، أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، آثاراً تعود لحضارات مختلفة، أبرزها للحضارات السومرية والأكادية والآشورية والبابلية والإسلامية في العراق معروضة في داخل المتحف.

ذلك ما دعا نشطاء عراقيين إلى أن يحثوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حكومتهم على العمل لاسترجاع آثار بلادهم، موجهين نقداً لاذعاً للإمارات؛ إذ يصفون احتواء المتحف لعدد كبير ومهم ونادر من آثار وادي الرافدين بأنه "سرقة".

وأطلقوا بسبب هذا وسماً حمل عنوان "أعيدوا آثارنا المسروقة"، مستغربين أن تسعى بلاد لبناء تاريخ من آثار مسروقة ومصادرة حضارات دول أخرى.

نشطاء استغربوا كيف للإمارات أن تعرض في متحفها آثاراً لدول أخرى، وما ردهم إن سُئلوا كيف وردت هذه الآثار إلى متحفهم؟!

لكن عراقية وصفت المتحف بـ"مغارة اللصوص" وهي تعبر عن رأيها بمعروضات متحف اللوفر أبوظبي!

في حين أثار ناشط عراقي آخر تساؤلاً إن كان متحف اللوفر أبوظبي متحفاً أم مغارة "الأربعين حرامي"! في إشارة إلى القصة المشهورة عالمياً، والمعروفة بمغارة اللصوص المليئة بالكنوز التي اكتشفها علي بابا.