اقتصاد » تطوير بنى

سنرمي قطر الى فم الحوت

في 2018/04/19

جاسر الدخيل- خاص راصد الخليج-

أكثر ما يسعدني هو قدرتنا على الابتكار، حين نصنع من العدم ما لا يخطر على بال بشر.. نعم نحن مبتكرون وليصمت كل من لم يدرك بعد قدراتنا غير المحدودة.
أليست قناة سلوى ابتكارا عظيما؟..
قد يجرؤ أحدكم على القول لا، ليست ابتكارا. ومن منطلق حرية القول التي نعمل لتحقيقها سأجيبك بشكل حر، بتحليل مبسط لأسباب اتخاذ هذا القرار التاريخي، وبالتالي سيتبين لك عظيم ابداعنا.
ان قناة سلوى التي ستمر بالقرب من مدينة سلوى وحتى خور العديد أو خليج سلوى هي ابداع لم يخطر على بال الاجداد ويفوق ما فعله اندادنا.
ليست الفكرة الابداعية هي في حفر القناة، وانما حفر القناة التاريخية هو ابتكار الحل لأزمة كبرى.
لقد بلغ الصلف القطري ضد مملكتنا حداً لا يطاق، مؤمرات ودسائس ومساندة لأعدائنا، لا بل استأجرت قوات عسكرية وأنزلتها على أراضيها، درءاً لغضبنا، واستغلت انشغالنا بوجع اليمن وتضحياتنا الكبيرة عند الحدود الجنوبية فبنت استقلالها واتخذت لنفسها كفيلاً آخر واستغنت عنا.

كل ما فعلناه حتى تستكين قطر ويعود ذلك القزم الى حظيرتنا، لم ينفع. أقفلنا الحدود البرية فركبوا البحر، أغلقنا الأجواء على طائراتهم فذهبوا الى الأجواء الشمالية.
كان ظننا في غير محله، حين أتينا بالمعارضة القطرية ونرفع بها العصى لحاكمها الأرعن.. فكان مؤتمر هذه المعارضة في لندن هشاً بشاً، لا بل تحول الى طرفة في عالم السياسة المعاصر.
نعم.. لقد فعلتها قطر واستغنت عن كفالتنا. لا تريد منا الغذاء وهي تستطيع أن تأتي به من ايران أو تركيا أو من اي دولة في العالم، ولا تريد منا الدواء ولا الماء، ولا تريد منا اللباس وقد وفرت لها تركيا كل ما تحتاجه.. اذاً ما حاجتها إلينا؟
لا تريد من المملكة شيئاً، ليس الأمر كذلك، لأنه يبدو أنها تريد كل شيء.. وقد وصل الأمر بحاكمها الى حد مشاركتنا في قضايا دفعنا فيها من مالنا وجهودنا، ويصير هو من يحل مع ايران ويربط مع العراق ويعقد الصفقات مع الاتراك ويناور مع الحوثي ويغازل الامريكي ويحضن الفرنسي ويمد الخيوط الى روسيا.. لم يبق الا أن يأتي تميم ويجلس على كرسي قصر اليمامة.
لذلك.. نحن لا نريدها ولا نريد أي صلة لنا بها، وليسمح لنا العم العزيز ترامب فلا يتدخل لأن هذه من خصوصيات بيتنا، فكما هو لا يقبل أن نتدخل في لباس ابنته الحسناء ايفنكا أو نحكي سيرة زوجته ميلانيا، فنرجوه أن لا يتدخل في ما بيننا.. هي قصة خلاف في بيت واحد، أحد أبناء هذا البيت خرج على طاعة والده أو أخيه الأكبر ويجب أن يلقى عقاباً مناسباً.

 نعم يجب أن يلقى حاكم قطر الملعون درساً.. لن نأتي بجنودنا من حدود اليمن ونذهب اليه كرمى لعيون عمنا الاميركي ولن نرسل طائراتنا الى سماء الدوحة لترميها بما تستحق، ليس خوفاً من أردوغان وجنوده، بل لأن لدينا أساليبنا الأكثر ايلاماً..
سنرمي قطر في البحر، وسنقطع التراب الذي يجمعنا بها، سنجعلها تغرق حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة وحتى لو عادت الينا صاغرة فلن تجد طريقا تسلكه.
ان قناة سلوى التي بوشرت التحضيرات لحفرها ستجعل قطر جزيرة معزولة منسية في وسط البحر، ربما نستفيق يوماً فلا نجدها.. بلعها تسونامي أو أكلتها أسماك القرش أو التقمها حوت جائع..
المهم أننا بقناة سلوى العظيمة سننسى قطر وستصبح خارج منظومتنا الخليجية.
أليس هذا ابتكاراً سعودياً، يوفر علينا عناء الذهاب بجنودنا، والتضحيات التي قد تسلتزمها حرب قد تطول؟
أليس هذا في صالح وطننا؟ علينا أن نعترف.. فآخر الدواء ليس الكي.. بل البتر وهذا ما نفعله. بتر قطر كعضو مريض عن خليجنا.

لقد اشتهيت وأنا أكتب هذه السطور عن قناة سلوى وجبة سمك مشوي عند رأس بوقميص ..