خاص الموقع

اين الخليج من ترسانة "اسرائيل" النووية؟!

في 2018/05/10

أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-

هل يمكننا أن نعلن خروج الخليج من المظلة العربية وتماهيه التام مع اعداء العرب؟

في الواقع هذا أمر شديد الحرج وشديد الوطأة على نفس كل عربي بما فيه الشعب العربي في الخليج.

ان التحركات الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي كثفت وبشكل كبير التماهي الكامل مع الصهاينة والذي وصل لحد التطابق في وجهات النظر العالمية، وإذا اضفنا التكثيف الامريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية واعلان السيادة الصهيونية على المنطقة، فإن الأمر يزداد حرجا والممارسات تزداد خزيا لا يتحماه المواطن العربي والخليجي الشريف.

وكنموذج لما نود القاء الضوء عليه، يأتي التعاطي الخليجي مع البرنامج النووي الايراني في مقابل البرنامج الصهيوني!

في عام 2015 قال تقرير أمني إسرائيلي إن التقديرات الاستراتيجية تشير إلى أن الإمارات العربية المتحدة ستكون أول دولة عربية تمتلك خطة تطوير نووي لأهداف مدنية، وأنه من المتوقع أن تكون هي الدولة الأولى التي تدخل إلى الـ"نادي النووي" المدني الدولي منذ أكثر من ربع قرن.

وذكر التقرير أن (الخطوات الأولى في مجال الطاقة النووية في دول الخليج بدأت منتصف السبعينات من القرن العشرين، بالتزامن مع السعي الإيراني لتطوير سلاح نووي، فبعد عدة سنوات من النقاش، وقعت دول الخليج، متمثلة بالسعودية وقطر والكويت، عام 1978، على اتفاقية بناء مفاعل نووي مشترك، لكنه لم يطبق.

فالكويت خططت لبناء مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء في أراضيها، لكن هذه الخطة أيضاً لم تطبق، وفي الفترة نفسها بدأت في المملكة العربية السعودية دراسة الأمر للبحث عن مكان ملائم لبناء المفاعلات على أراضيها، وفي تلك الفترة كانت الدوافع، إلى جانب النووي الإيراني، هي خطة النووي الإسرائيلي والعراقي، إلى جانب أسعار النفط التي كانت مرتفعة جداً.

ويعزو التقرير سبب عدم تطبيق خطة المفاعلات النووية الخليجية المشتركة في السابق إلى عدة عوامل منها حادثة النووي في مارس/آذار 1979 بالولايات المتحدة، وتفجير المفاعل النووي العراقي، وانخفاض أسعار النفط.

لكن بعد عقود، تجددت نية دول الخليج لتطوير النووي الخاص بها أيضاً بسبب التطور الموازي لذلك في إيران، وهذا ما أعلنته دول مجلس التعاون الخليجي في القمة التي انعقدت عام 2006. فمن ذلك الحين بدأت دول الخليج بدراسة استخدام التكنولوجيا النووية للاستخدامات المتنوعة، وبمستويات مختلفة من الكثافة).

حتى هذه الفترة فالتخوف المتوازي من ايران والصهاينة يمكن تفهمه وتبريره، ولكن لا بد من ملاحظة عدم اتمام المشروع لأن  "اسرائيل" لا تضمن وصول المشروع لايدي مقاومة ومناهضة لها يمكن ان تستلم الحكم في الخليج.

تقول التحليلات الخليجية ابان عقد الاتفاق النووي مع ايران، أنه بات ملحاً على الدول الخليجية والعربية والتي حصلت على ضمانات من الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه لن يكون هناك اتفاق مع إيران على حسابها على أن تعلن على أن أي إنجاز تحصل عليه طهران من اتفاقها مع الغرب والسداسية الدولية لابد أن ينسحب بالضرورة على الدول الخليجية والعربية فإذا سُمح لإيران ببرنامج سلمي فمن حق المجموعة الخليجية والعربية أيضاً أن تمتلك برنامجاً سلميلاً ولو سُمح لها بتخصيب يورانيوم بنسبة معينة من حق الخليج والعرب أن يخصبوا بنسبة معينة كل الذي تحصل عليه إيران لا بد أن ينسحب على المحيط الخليجي والعربي.

ماذا اذن عن البرنامج النووي الصهيوني؟

نهدي لحكام الخليج هذا التقرير الأمريكي:

رغم أن إسرائيل لا تقر بامتلاك ترسانة نووية، تم التخطيط لها مع نشأة إسرائيل عام 1948، وبدأ العمل فيها منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أنه لا يوجد خلاف على أنها تمتلك قنابل نووية، بحسب مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.

ويقول تقرير المجلة:

(رغم أنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الرؤوس النووية، التي تملكها إسرائيل، إلا أنه لا يوجد خلاف على أنها تمتلك قنابل نووية، واشنطن كانت تعارض البرنامج النووي الإسرائيلي في بداية الأمر، خاصة في عهد إدارة الرئيس جون كينيدي، وبمستوى أقل في عهد ليندون جونسون، في الفترة بين عامي 1961 حتى 1969.).

ونشر موقع سبوتنيك الروسي ملخصا لتقرير المجلة قال فيه: "لكن الجانب الخفي من تاريخ النووي الإسرائيلي هو أن غالبية تمويل البرنامج النووي لإسرائيل جاء عن طريق مؤسسات أمريكية خاصة، كان في مقدمتها شخص أبراهام فينبرغ، الذي عمل مستشارا غير رسمي للرئيسين الديمقراطيين، جون كينيدي، وليندون جونسون.

ارتبط فكر ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، بحلم امتلاك سلاح نووي، يكون الملاذ الأخير للحفاظ على دولته الناشئة، في مواجهة عداء جيرانها العرب الذي لا ينتهي، بحسب المجلة، خاصة إذا استخدمت تلك الدول قدراتها البشرية الضخة في بناء جيوش تقليدية كبرى لمواجهة إسرائيل.

لكن سعي بن غوريون اصطدم بحقيقة أن تلك الدولة الناشئة فقيرة وليس لديها القدرات التقنية والموارد اللازمة لإنشاء هذا المشروع الضخم، فتحول تفكيره إلى البحث عن رعاة أجانب لهذا المشروع الضخم.

في منتصف خمسينيات القرن الماضي، بدأ الدور الفرنسي في الجزائر يتقلص بدعم مصر بقيادة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، للثوار الجزائريين، فكانت استجابت بطلب دعم استخباراتي من إسرائيل حول الوضع في الجزائر مقابل حصولها على أسلحة تقليدية.

وفي عام 1956طلبت فرنسا من إسرائيل دعم موقفها في "العدوان الثلاثي" على مصر مع بريطانيا عام 1956، وكان ذلك الحدث سببا في موافقة باريس على منح إسرائيل مفاعلا نوويا للأبحاث، لكن بعد انسحاب فرنسا وبريطانيا من قناة السويس بضغط من الدول الكبرى، كانت المكافأة الفرنسية لتل أبيب هو حصولها على مفاعل "ديمونة" لإنتاج البلوتنيوم، واليورانيوم الخاص بتشغيله، إضافة إلى مفاعل للمعاجلة.

وبحسب المجلة الأمريكية، فإن إسرائيل حصلت على كل ما تحتاجه لإنتاج البلوتنيوم اللازم لصناعة قنبلة نووية باستثناء المياه الثقيلة، مشيرة إلى أنها كانت سابقة لم تتكر منذ ذلك الحين.

ولفتت المجلة إلى أنه منذ اختراع المفاعلات النووية، لم تقم دولة بتحويل تلك التكنولوجيا إلى دولة أخرى بذات المستوى، الذي قدمته فرنسا لإسرائيل، لكن ديفيد بن غوريون ظل يواجه تحد جديد هو توفير التمويل اللازم، وهو الذي وفره عدد من الأمريكيين في حقبة الستينيات.".

لماذا يصمت الخليج اذن عن السلاح النووي الصهيوني والذي بني وتم تمويله على حساب دماء العرب وكمكافأة للصهاينة على اراقته والتعاون في اراقته؟

هل ينتظر الخليج اعتراف اسرائيل مثلا بامتلاك النووي ليعترض؟ هل اعلنت ايران انها تنتج سلاحا نوويا حتى يقف الخليج بكامله ضد المشروع؟

ان كانت هناك خلافات خليجية ايرانية فمحلها التفاوض والتسويات لا التماهي مع المشروع الصهيوني الذي يستهدف الجميع.