علاقات » عربي

الخطيب: السعودية تتاجر بالقدس.. ولا أستبعد نقل سفارات عربية إليها

في 2018/05/11

في حوار خاص لـ"الخليج أونلاين"..

الشيخ كمال الخطيب: المال السعودي لدعم القدس مشبوه ودول عربية ستفتح سفارتها بالقدس

- الرياض تشتري زمم الفلسطينيين وتقود مخطط خطير لتصفية قضيتهم..

- سلطة عباس تخلت عن القدس وسكانها وتركتهم لـ"إسرائيل"..

- الدول العربية تتآمر على فلسطين وتتاجر بالقدس ..

غزة- نادر الصفدي- الخليج أونلاين

كشف الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، عن مؤامرة عربية خطيرة تقودها المملكة العربية السعودية لتصفية القضية الفلسطينية وتضييع القدس والمسجد الأقصى المبارك خدمة لمشاريع أمريكية و"إسرائيلية".

وأكد الخطيب، في حوار خاص مع "الخليج أونلاين"، أن الرياض تحاول من خلال خطواتها السياسية والفكرية تهميش القضية الفلسطينية وتغيير وضع مدينة القدس المحتلة، تماشياً مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية لتمرير "صفقة القرن".

وقال "الرياض باتت تسخر كل إمكانياتها وتضخ الملايين من أموالها نحو مدينة القدس المحتلة ليس للدعم والمساندة بل لشراء ذمم المقدسيين وترويضهم لتمرير أفكارها الخطيرة والهدامة للقبول بصفقات تستهدف القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص".

وأوضح أن المملكة ترفض أن تقدم الأموال التي "تتبرع" فيها لصالح مدينة القدس ودعم صمود سكانها إلى أوقاف القدس التي تشرف عليها المملكة الأردنية الهاشمية، وتقدمها لأشخاص وليس مؤسسات رسمية، وهذا الأمر يؤكد إنها أموال "مشبوهة" ويتم صرفها لأهداف خطيرة تستهدف القدس وسكانها.

- مشروع التصفية

وتساءل نائب رئيس الحركة الإسلامية خلال حواره، لماذا تصرف الرياض هذه الأموال الكبيرة لأشخاص وتتجاهل المؤسسات الرسمية؟، مضيفًا "هناك تلاعب كبير ومخططات يجري تنفيذها بمشاركة دول عربية بقيادة السعودية لتغيير الوضع القائم بالقدس واستبداله بواقع جديد يتماشى مع التوجه الإسرائيلي والأمريكي يسمح ببيع القدس وتسليمها للمحتل".

"هذه أموال مشبوهة ولا يمكن لشعبنا النظر إليها نظرة تقدير لا للمال ولا لمن يقدمه، القناعات السعودية باتت الان تتلاقى مع الأفكار والمشاريع الأمريكية في تصفية القضية الفلسطينية"، يضيف الخطيب.

وفي القمة العربية بدورتها الـ(29) التي أقيمت بمدينة الظهران السعودية (15/أبريل)، أعلن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، عن تخصيص مبلغ 150 مليون دولار أميركي لدعم القدس.

واستكمل الخطيب حديثه لـ"الخليج أونلاين"، "في الوضع الطبيعي يجب أن تكون الدول العربية هي الحاضنة للقدس وتسخر كل إمكانياتها السياسية والمالية والفكرية لتحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي، لكن يبدو أن هذه الأمنية لن تتحقق لأن مشاريع وأجندات الدول العربية لم يعد للقدس مكان فيها وأداروا ظهرهم لها".

وتابع "القدس والقضية الفلسطينية تركت ليعبث بها الاحتلال وأمريكا، والدول العربية حاولوا تطويع الشعب الفلسطيني وقياداته من أجل تقبل الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية وأصبحوا جزء من مشاريع صفقة القرن، بعد مباركة مصر والإمارات والسعودية لمشروع القضاء على القضية الفلسطينية".

- طعن بالخاصرة

وعن الدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية، "السلطة تركت القدس للمشاريع الصهيونية تعبث بها تاريخيًا وجغرافيًا وفكريُا وسياسيًا وديموغرافيًا، وهي ليست ضعيفة بل هي جزء من الجريمة التي تجري بالقدس من تهويد وسرقة وتدنيس واعتداء على الحقوق من خلال التنسيق الأمني المستمر مع الاحتلال والتزامها باتفاق اوسلوا".

الخطيب أضاف أن "دور السلطة الفلسطينية مشبوه ويطعن في الخاصرة والظهر، وكان على السلطة دعم صمود المقدسيين وليس تتركهم وحدهم، وهي اتخذت قرار بإلغاء وزارة القدس لترك المدينة يعبث بها الاحتلال كما شاء بعد أن علم أنها ليست على أجندة السلطة".

وذكر أن صمود المقدسيون كان دائما صمام الأمان وخط الدفاع الأول عن المدينة المقدسة وهم من يسجلون تاريخ القدس والأقصى بصمودهم وتحديهم للمحتل ومخططاته العنصرية والخطيرة، بعد أن تاجرت بها الدول العربية.

ولم يستبعد الخطيب أن تقوم الدول العربية بافتتاح سفارات لها داخل مدينة القدس المحتلة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً "الدول العربية تآمرت على القدس، وجود سفارات عربية بالقدس ليس بالأمر البعيد خاصة بعد التواصل السعودي والإماراتي مع إسرائيل".

وأعلنت كل من رومانيا وهندوراس، في أوقات سابقة من الشهر الماضي، انضمامها للولايات المتحدة في خطوة نقل سفاراتها إلى القدس.

وقرّرت الولايات المتحدة وغواتيمالا نقل سفارتيهما إلى القدس، منتصف مايو الجاري، في حين لم تحدد هندوراس ورومانيا موعد تنفيذهما هذا القرار.

وفي 6 ديسمبر 2017، أعلن ترامب اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لدولة الاحتلال، والبدء بنقل سفارة بلاده من تل أبيب للمدينة المحتلة، ما أثار موجة غضب واسعة في الأراضي الفلسطينية، وردود فعل منددة إسلامياً ودولياً.