اقتصاد » علاقات واستثمارات

قطر تتطلع لشراء حصة في مجموعة إعلامية مقربة من «ترامب»

في 2018/05/12

بوليتيكو- ترجمة شادي خليفة -

سعت الحكومة القطرية إلى الحصول على حصة كبيرة في «نيوزماكس»، وهي الشركة الإعلامية المحافظة التي يديرها «كريس رودي»، صديق الرئيس «دونالد ترامب»، وفقا لشخصين على علم بالمحادثات.

والتقى مسؤولون قطريون بممثلي «نيوزماكس» في مناسبات عديدة هذا العام، وفقا لأناس مطلعين على المعاملات. ورفض «رودي»، التعليق على الأمر قائلا فقط: «هذا كله غير صحيح».

كما امتنع متحدث باسم السفارة القطرية عن التعليق.

ويقول الشخصان المطلعان على اهتمام قطر بشركة «نيوزماكس» إن المحادثات مع الشركة أشرف عليها «محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني»، الأخ الأصغر لأمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني». وجاء ذلك خلال التدافع الجنوني من قبل الأنظمة الملكية الخليجية الثرية لكسب الأصدقاء والنفوذ في الولايات المتحدة، بينما كانت قطر تكافح للرد على الحصار، الذي أقره «ترامب»، من قبل جيرانها العرب.

لكن الوضع الحالي للمحادثات غير واضح. وسوف يوفر هذا الاستثمار لقطر شراكة تجارية تجعلها تتمتع بمؤازرة مؤثرة من الرئيس، ويعزز القطريون من خلاله أيضا نفوذهم في عالم الإعلام الأمريكي المحافظ.

وكان «ترامب» قد أيد في بادئ الأمر الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لعزل قطر الصيف الماضي، واصفا إياها بأنها «ممول للإرهاب». لكن الرئيس خفف موقفه منذ ذلك الحين، حيث يبدو أن حملة الضغط التي شنتها البلاد على مدى أشهر كانت تحقق نتائج إيجابية.

وفي الشهر الماضي، التقى «ترامب» مع الأمير «تميم» في المكتب البيضاوي، ووصفه بأنه «صديق عظيم له».

وقال «كريستيان أولريخسن»، خبير الشؤون الخليجية في معهد «بيكر» للسياسة الخارجية بجامعة رايس، إن «القطريين استطاعوا تعزيز شبكة علاقاتهم السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة منذ بداية أزمة الخليج في يونيو/حزيران الماضي، للتغلب على الانحيازات التي قام بها الرئيس «ترامب» في البداية، بعد تغريدته على موقع «تويتر» في وقت سابق لدعم التحرك السعودي والإماراتي ضد قطر».

وقد زاد نفوذ «رودي»، وهو لاعب طويل الأمد في وسائل الإعلام المحافظة، منذ وصول «ترامب». وهو من بين مجموعة من الأصدقاء التي يستشيرهم «ترامب» بانتظام خلال جلسات الاتصال الهاتفي، بعد ساعات الدوام الرسمي، وخلال الإقامة في نهاية الأسبوع في «مار لاغو»، نادي «ترامب» الخاص في «بالم بيتش» بولاية فلوريدا، والذي ينتمي إليه «رودي».

ووفقا لأحد الأشخاص الذين لديهم معرفة بالمحادثات، بدأت الاجتماعات في يناير/كانون الثاني، وتم عقدها في نيويورك وفي مار لاغو.

وجرت محادثات أخرى خلال الأسبوع الأول من أبريل/نيسان، عندما كان الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار القطرية المملوكة للدولة، وعدد من أعضاء الحكومة القطرية، في فلوريدا، وفقا لما ذكره الشخص الآخر الذي كان على علم بالمحادثات.

ويدرس القطريون استثمارا بقيمة 90 مليون دولار، وفقا للأشخاص المطلعين.

وستستخدم الأموال -إلى حد كبير- لتوسيع عمليات التلفزيون للشركة، وفقا لشخص واحد على معرفة بالمحادثات. وفي 9 أبريل/نيسان، أعلنت «نيوزماكس» عن تعيين المدير التنفيذي السابق لـ«فوكس نيوز»، وهو «مايكل كليمنت»، كرئيس تنفيذي جديد لها. وكان «رودي» قد أسس الشبكة في عام 1998، وتنشر «نيوزماكس» أيضا موقعا إلكترونيا يحصل على ملايين الزوار الفريدين شهريا، بالإضافة إلى مجلة. وأطلقت الشركة قناة «نيوزماكس تي في» عام 2014. ويقع مقر الشركة في غرب «بالم بيتش» بولاية فلوريدا.

وجعلت قطر الاستثمار التلفزيوني حجر الزاوية في استراتيجيتها للتأثير الأجنبي، وغالبا ما تخيف جيرانها بذلك النفوذ. وقد كان الحصار المفروض على قطر مدفوعا جزئيا بتهييج الرأي العام العربي ضد حكام الخليج ودول عربية أخرى عبر شبكة «الجزيرة» التي تديرها الدولة، والتي غالبا ما تبث تغطية إخبارية تنتقد حكومات دول الخليج الأخرى.

ووفقا لأحد الأشخاص المطلعين على تفكير القطريين حول هذا الموضوع، فإنهم ينظرون إلى الاستثمار المحتمل في «نيوزماكس» بشكل أساسي باعتباره استثمارا سياسيا، مع وضع الاعتبارات المالية كأمر ثانوي.

وفي الصيف الماضي، عندما اندلعت أزمة الخليج، كان موقع «نيوزماكس» ينشر مقالات تنتقد قطر، تحت عناوين بارزة، بما في ذلك «الاستقرار العالمي لا يمكن أن يتحمل استثمارات قطر في الإرهاب»، ودعا الموقع «ريكس تيلرسون» إلى الاستقالة من منصبه كوزير للخارجية، مستشهدا بعلاقاته مع قطر من بين المبررات المنشورة.

وفي 13 أبريل/نيسان، نشرت «نيوزماكس» تغطية إخبارية لزيارة أمير قطر للولايات المتحدة، لكن التغطية كانت أكثر إيجابية بكثير هذه المرة. ووصف الموقع الرحلة بأنها «إيجابية على نطاق واسع»، ومدح اجتماع الأمير مع «ترامب» في البيت الأبيض، وتضمن النشر الحديث عن زيادة الاستثمار القطري في الولايات المتحدة، باعتباره «نعمة للاقتصاد الأمريكي».