ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

المتصهينون الجدد...!

في 2018/05/16

عبدالعزيز الفضلي- الراي الكويتية-

لم أستغرب من تنفيذ الرئيس دونالد ترامب لوعده بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعتباره القدس عاصمة لإسرائيل.
ولم أتعجب من تصريح وزير الخارجية الأميركي حين قال: «ليس لواشنطن حليف أعز وأهم من إسرائيل».
والسبب أن الله تعالى وضّح هذه العلاقة بينهم بقوله «يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض».
ولكن الذي أتعجب وأستغرب منه هو تلك الهرولة والتسابق من أجل التطبيع مع إسرائيل من بعض «صهاينة العرب» ممن ينتسبون زوراً للعروبة والإسلام!
أتساءل عن السبب وراء تلك الهرولة: هل هو من أجل إرضاء أميركا؟
هل هو الخوف من غضب أميركا، وبالتالي الحرمان من بعض المكاسب والدعم الذي يأتي منها؟
هل هو الخشية من قيام أميركا بدعم أي تحركات قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في الداخل؟
قد تملك أميركا القوة بكل أنواعها، وقد يكون لديها الوسائل المادية التي تعتقد أنها تمكنها من فعل كل شيء، لكن ذلك كله ليس بكافٍ كي تحقق ما تريد. 
إنما ذلك هو الله الذي يقول للشيء، كُنْ فيكون.
الله تعالى هو الذي ينبغي أن نحرص على رضاه، ونسعى لطلب العزة والنصرة والعون منه. لأنه القائل: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون».
لقد عاب الله تعالى على بعض المسلمين موالاتهم لليهود والنصارى طمعا في رضاهم أو خشية من بطشهم، ولذلك قال «ومن يتولهم منكم فإنه منهم». ووصف من يبحث عن الحماية عندهم بصاحب القلب المريض «فترى الذّين في قلوبهم مرض يُسارعون فيهم يقولون نخشى أن تُصيبنا دائرة» ويجيبهم تعالى بقوله «فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيُصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين».
لذلك من الواجب على المسلمين حكّاما ومحكومين، الوقوف مع أهل فلسطين بكل ما يملكون من قوة، وبما لديهم من إمكانات... وأن تكون لهم مواقف مشهودة في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن مقدسات المسلمين وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
دولنا العربية والإسلامية تملك كل مقومات القوة المادية، وتملك الطاقات البشرية، وقبل ذلك قوة العقيدة والإيمان «ومن يتوكل على الله فهو حسبه».
نشكر كل الدول العربية والإسلامية التي أعلنت صراحة رفضها لتهويد القدس، أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل... تلك الدول التي ما زالت ترفض التطبيع مع الصهاينة.
وأما المهرولون تجاه التطبيع، فلن تغفر لهم الشعوب العربية والإسلامية، ولن ينسى التاريخ غدرهم وتخاذلهم.
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: «لن تدوم للصهيونية دولة في فلسطين ما دام المسلمون في الأرض والله تعالى في السماء».