ملفات » القبض على الدعاة

الدعاة المعتقلون بالسعودية يستقبلون أول رمضان خلف القضبان

في 2018/05/16

الخليج الجديد-

يمر شهر رمضان المبارك هذا العام على عشرات الدعاة السعوديين للمرة الأولى داخل سجون المملكة بعدما اعتادوا اعتلاء منابرها في هذا الشهر، منذ طالتهم حملة اعتقالات في سبتمبر/أيلول 2017.

وجاءت حملته الاعتقالات على خلفية الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات ومصر والبحرين، على دولة قطر في يونيو/حزيران منذ ات العام.

وتمت الاعتقالات، دون أمر قضائي أو مذكرة إلقاء القبض، وهي طريقة تشبه عمليات الاختطاف، ويمنع المعتقل من التواصل مع ذويه أو توكيل محام لمتابعة قضيته، حسب «مواطنون بلا حدود».

ولا تكشف السلطات السعودية عن هوية المعتقلين ولا عن عددهم، لكن مغردين سعوديين أكدوا في نبأ اعتقال عشرين شخصية معظمهم من الدعاة، منهم بعض الدعاة المشهورين على شبكات التواصل الاجتماعي ولديهم ملايين المتابعين.

 أبرز الدعاة الذين اعتقلتهم السعودية:

سلمان العودة: ولد عام 1956، ويعتبر أحد رموز الوسطية الإسلامية، ومن أكثر علماء الدين السعوديين جرأة، وقد كلفته آراؤه الفقهية السياسية السجن وعرضته لمضايقات، وله إسهامات كبيرة في الدعوة والفتوى والعمل الخيري.

واعتقل «العودة» في 10 سبتمبر/أيلول 2017 بعد تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» رحب فيها بأنباء قرب انفراج الأزمة عقب مكالمة هاتفية بين أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» وبين ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».

عوض القرني: ولد عام 1957 بمنطقة عسير، أصدرت محكمة سعودية في مارس/آذار 2017 قرارا بإغلاق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وتغريمه 100 ألف ريال بعد إدانته بتدوين تغريدة «مثيرة للرأي العام وتَرابُط المجتمع مع قيادته ومؤثرة على علاقات المملكة مع دول أخرى».

واعتقلته السلطات السعودية في سبتمبر/أيلول 2017 واتهمته بحثّ الشباب على الانضمام للجماعات الإرهابية، إضافة للتواصل «مع دولتين مرتبطتين بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية داخل البلاد».

علي العمري: داعية إسلامي ورئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة، ولد عام 1976، اعتقل هو أيضا في سبتمبر/أيلول 2017، وأغلقت السلطات السعودية قناة «فور شباب» التي يديرها.

محمد موسى الشريف: داعية سعودي ولد عام 1961، وهو طيار وأستاذ جامعي وكاتب وباحث في التاريخ الاسلامي، ومتخصص في علوم القرآن والسنة.

علي عمر بادحدح: رئيس لجنة تطوير المناهج بجامعة الملك عبدالعزيز.

أحمد بن عبدالرحمن الصويان: رئيس مجلس إدارة مجلة «البيان» ورئيس رابطة الصحافة الإسلامية.

الإمام إدريس أبكر: يعد من أشهر قراء السعودية، ولد  في جدة عام 1975.

وتتحرى السعودية والعالم الإسلامي، الثلاثاء، هلال شهر رمضان المبارك.

ويستعد المسلمون في العالم لاستقبال شهر رمضان خلال الأيام القليلة المقبلة، ولكن يبدو أن غرة رمضان لن تكون قبل الـ15 من مايو/أيار الجاري، وفقا لما ذكره مركز الفلك الدولي في السعودية.

وبحسب مركز الفلك الدولي في السعودية، فإن رؤية الهلال ستكون «معدومة بالكامل» في ذلك اليوم، وذلك في المناطق التي يغيب فيها القمر قبل الشمس، والتي تشمل الجزء الشمالي من العالم، وتحديدا في أوروبا وآسيا، بما فيها الدول العربية الآسيوية، وكذلك في أستراليا ونيوزيلندا (أوقيانوسيا).

ويبدو أن المساجد خلال شهر رمضان المبارك لن تسلم من إجراءت العهد الجديد في المملكة العربية السعودية الذي يديره ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، فقد أصدرت المملكة حزمة من القوانين التي تتطلب موافقة الكفيل لاعتكاف غير السعوديين، ضمن سياسة تقليص دور المساجد في إرشاد المجتمع، حسب مراقبين.

وكانت السعودية أصدرت عدة قوانين مثيرة تضمنت توثيق وجمع معلومات عن المعتكفين أو المصلّين من الجنسيات العربية والإسلامية في مساجد الممكلة خلال شهر رمضان، واشترطت السلطات في المملكة على المعتكفين في المساجد من الجاليات المسلمة والعربية من غير السعوديين، خلال شهر رمضان، تقديم نسخ من بطاقاتهم الشخصية، وموافقة الكفيل.

دور «بن سلمان»

وكان «بن سلمان» قد هاجم في تصريحات سابقة مشروع الصحوة الإسلامية، واعتبر في لقاءات صحفية بواشنطن خلال زيارته الشهر الجاري أن القيود الدينية في السعودية ليست من الإسلام.

كما هاجم ولي العهد السعودي جماعة «الإخوان المسلمون» قائلا: «لدينا جماعة الإخوان المسلمون ومن ضمنهم السروريون، ولكنهم بموجب قوانيننا مجرمون، وحينما نملك أدلة كافية ضد أي أحد منهم، نقاضيهم في المحاكم».

وحمل ولي العهد السعودي، الجماعة، مسؤولية انتشار التطرف والإرهاب حول العالم، قائلا: «لو نظرت إلى أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة الراحل)، فستجد أنه كان من الإخوان المسلمون.. ولو نظرت لأبوبكر البغدادي في تنظيم الدولة الإسلامية، فستجد أنه أيضا كان من الإخوان المسلمون، في الواقع، لو نظرت إلى أي إرهابي، فستجد أنه كان من الإخوان المسلمون»، على حد قوله.

وبخلاف ذلك، اعتبر الأمير السعودي، في مقابلة مطولة مع مجلة «ذي أتلانتك»، نشرت الإثنين الماضي، أنه «ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة (إسرائيل)».

وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر أن للشعب اليهودي الحق في أن تكون له دولة قومية على ما تسميها (إسرائيل) «أرض الأجداد»، قال الأمير السعودي: «أعتقد أن لكل شعب في أي مكان كان الحق في أن يعيش في وطنه بسلام».

وأَضاف: «أعتقد أن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الحق في أن تكون لكل منهما أرضه».

واحتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتصريحات «بن سلمان»، لدرجة قالت إحداها إنه ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» يعدان «وجهين لعملة واحدة».

في المقابل، شن ناشطون سعوديون وعرب هجوما حادا على ولي العهد السعودي، واعتبروا موقفه «خيانة وتآمرا»، كما استنكرت حركات فلسطينية تلك التصريحات، وقالت إنها تمثل «انحدارا وتهافتا» من «بن سلمان» لإرضاء أمريكا و(إسرائيل).