علاقات » عربي

سياسة "آل الشيخ" في مصر تتحطم على أسوار "القلعة الحمراء"

في 2018/05/26

الخليج أونلاين-

فشل جديد مُني به "أرفع مسؤول رياضي" في المملكة العربية السعودية، تركي آل الشيخ، الذي يترأس الهيئة العامة للرياضة في بلاده، منذ سبتمبر 2017، إضافة إلى رئاسته اللجنة الأولمبية السعودية، وذلك في إطار مساعيه الدؤوبة لخلق نفوذ له في مختلف الدول العربية.

المسؤول الرياضي، الذي يعمل أيضاً مستشاراً في الديوان الملكي السعودي، تلقى صفعة قوية بعدما انتفضت جماهير النادي الأهلي المصري ضد سياسته الحالية بالتدخل في شؤون فريق "القلعة الحمراء"، في كل صغيرة وكبيرة.

وبات واضحاً للقاصي والداني مدى تغول آل الشيخ في الرياضة المصرية، من خلال منحه الرئاسة الشرفية للأهلي، واعتذاره عن قبول المنصب ذاته الذي عرضه الزمالك، فضلاً عن تحكُّمه في سوق الانتقالات وتكفُّله بجلب اللاعبين وإعارتهم إلى أندية سعودية، في مشهد يُظهر مدى تبعية الأندية المصرية وخضوعها التام لسياسة "آل الشيخ" ورؤيته.

وتحت وطأة الضغوط والمطالبات بضرورة رحيله عن النادي القاهري العريق، لم يجد "آل الشيخ" سبيلاً سوى الإذعان والانسحاب من المشهد الرياضي في مصر؛ من خلال اعتذاره عن الاستمرار في منصبه الحالي رئيساً شرفياً للنادي الأهلي المصري.

-بداية الحكاية

وكان "آل الشيخ" قد أشعل غضب جماهير "الشياطين الحُمر"؛ بعدما قال في تصريحات لقناة "ksa sports" السعودية، إن المدرب الأرجنتيني رامون دياز كان قريباً من التوقيع مع "نادٍ عربي" بدعم منه، قبل أن يغير وجهته إلى نادي الاتحاد السعودي بطلب من رئيس "العميد" نواف المقيرن.

ورغم أن المسؤول الرياضي السعودي لم يكشف هوية النادي المشار إليه خلال حديثه للقناة السعودية، فإن صحفاً ومواقع مصرية مختلفة فسّرت تلك التصريحات على أن الأهلي المصري هو المقصود، خاصة أن الأخير هو من تفاوض مع المدرب السابق للهلال السعودي، قبل أن تتعقد المفاوضات وتصل إلى طريق مسدود.

وفور انتشار تصريح "آل الشيخ" في مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية المختلفة، علت الأصوات المطالبة بضرورة رحيل المسؤول السعودي عن "القلعة الحمراء"؛ بسبب تدخله "الفجّ وغير المبرر" ضد "نادي القرن"، وفقاً لناشطين.

-#تركي_برا_الأهلي الأكثر تداولاً

ودشنت جماهير الأهلي المصري، الذي يُعد حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وسماً على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، حمل اسم "#تركي_برا_الأهلي"، وتصدر قائمة "الأكثر تداولاً في مصر".

ووصف أنصار "القلعة الحمراء" الأهلي بأنه فوق الجميع وأكبر بكثير من تركي آل الشيخ، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة إنهاء ظاهرة "سيطرته غير المبررة" على أكبر نادٍ عربي وأفريقي.

وشدد هؤلاء على أن المسؤول الرياضي السعودي يسعى لتدمير النادي الأهلي وليس تطويره، مشيرين إلى أن النادي القاهري "ليس حقلاً للتجارب"، على حد قولهم.

-إذعان بعد مكابرة

وبعد الحملة الضخمة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، خرج "آل الشيخ" ببيان عبر حسابه الرسمي في تويتر، قال فيه: إنه "على مدار شهور مضت شرفت بالرئاسة الشرفية للنادي الأهلي المصري، وعلى مدار سنوات مضت كان النادي الأهلي وما زال وسيظل هو النادي الذي أحبه وأشجعه في مصر ودائماً في وجداني".

وأكمل قائلاً: "كنت حريصاً أن تكون مصلحة هذا النادي العريق وجمهوره هي من أهم أولوياتي، وكنت أتابع كل همومه وطموحاته بقلبي وعقلي، إلا أن هناك بعض المواقف التي كنت أتعامل فيها بحسن نية وبطبيعتي وبحبي الشديد للنادي الأهلي، ويتم دائماً تفسيرها بشكل خاطئ، ويساء استخدامها بشكل كبير وغير مفهوم بالنسبة لي".

وأردف موضحاً: "إلا أنني اليوم أجد نفسي مضطراً أن أعتذر عن رئاستي الشرفية للنادي الأهلي، داعياً المولى عز وجل أن يوفق هذا النادي العريق لإسعاد جمهوره العظيم".

-تدخل "فجّ"

وكان مجلس إدارة الأهلي المصري، برئاسة محمود الخطيب، قد وافق بالإجماع، أواخر ديسمبر المنصرم، على تعيين "آل الشيخ" رئيساً شرفياً للنادي القاهري.

وجاء تعيين المسؤول السعودي في هذا المنصب، بعد يوم من إزاحة الخطيب الستار عن "مشروع القرن" الخاص بإنشاء استاد الأهلي الجديد، بمساهمة من آل الشيخ، اتضح لاحقاً أنها استثمار سعودي-إماراتي، علاوة على بناء مدينة رياضية متكاملة باسم "الأهلي المصري"، تشمل فندقاً، وميداناً للرماية، وأكاديمية للنادي، إضافة إلى مستشفى خاص.

وأكد آل الشيخ أنه شارك الأهلي في مشروع الملعب الجديد لثلاثة أسباب؛ هي: وجود 80 مليون مشجع للنادي، وامتلاكه العديد من البطولات المحلية والقارية، فضلاً عن شعبية النادي الجارفة.

وإضافة إلى ذلك أهدى آل الشيخ، في 13 يناير المنصرم، مليوني جنيه عقب الفوز بكأس السوبر المصري، فضلاً عن دوره اللافت في عملية رحيل اللاعبين المصريين إلى الدوري السعودي للمحترفين.

ووفقاً لمراقبين ومتابعين للشأن الرياضي، فإن هيمنة آل الشيخ على أهم منصبين رياضيين في السعودية، فضلاً عن رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم، والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، تُعطيه هامشاً كبيراً لفرض ما يحلو له وما يرتئيه على "نسبة" لا يُستهان بها من الأعضاء في مختلف الاتحادات والأندية الرياضية، وذلك من خلال التلويح بورقة المساعدات والأموال، من أجل تنفيذ الأجندة السعودية.

تجدر الإشارة إلى أن "آل الشيخ" تسبب في إحراج بلاده وأدخلها في أزمات دبلوماسية مع عدد من الدول العربية، على غرار قطر، والكويت، والمغرب، فضلاً عن تلويحه بدعم الملف الأمريكي المشترك لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 في مواجهة ملف "المغرب 2026" .