علاقات » اسرائيلي

السعودية تقود محور شر جديداً لتغيير وجه المنطقة بالقوة

في 2018/05/26

وكالات-

حذّر رئيس تحرير مجلة جون آفريك الدولية الناطقة باللغة الفرنسية من أن منطقة الشرق الأوسط ذات الدول الهشة خطت خطوة أخرى حاسمة نحو الانزلاق إلى حرب جديدة. وقال بشير بن يحمد إن القذائف المدفعية الثلاث الأولى لتلك الحرب قد أطلقت بالفعل، في إشارة إلى غارات إسرائيل على منشآت إيرانية في سوريا، واعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران. وتحت عنوان «أمريكا وإسرائيل والسعودية..

 محور الشر»، قال بن يحمد إن تحالفاً خطيراً تشكل العام الماضي لتغيير خريطة الشرق الأوسط بالقوة، وفرض إرادة ثلاث دول غنية وقوية؛ هي: أمريكا، وإسرائيل، والسعودية. وذكر أن وراء هذا المحور الثلاثي دولاً مثل مصر والإمارات العربية المتحدة وكومبارسات أخرى أقل شأناً، محذراً من أن المنطقة شهدت خلال القرن العشرين أحلافاً مماثلة انتهت جميعها بشكل سيئ.

 ولفت إلى أن حلف ترامب- نتنياهو- بن سلمان لن يكون أفضل حالاً، «وسيلحق ضرراً بالغاً بالمنطقة قبل أن يضمحل بدوره ويرمى في «مزبلة التاريخ». أما أجندة هذا المحور، فتكشفها أفعالهم، ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط؛ أولاها طرد إيران من مناطق نفوذها وإعادتها إلى حدودها مستكينة منزوعة السلاح، لكن طهران لن تستسلم وليس ثمة أدنى فرصة لتحقيق ذلك، حسب رأي بن يحمد.

 والنقطة الثانية هي تصميم وتطوير وتنفيذ خطّة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وهي المهمة التي أوكلها ترامب لصهره جاريد كوشنر. وإن كانت هذه الخطة، حسب بن يحمد، المعروفة بـ «خطة كوشنير» لم تكن تحتاج لتصميم ولا تطوير، إذ إنها موجودة أصلاً، فهي بكل بساطة خطة نتنياهو التي انضم له في تنفيذها ولي العهد السعودي. ويرى بن يحمد أن تنفيذ هذه الخطة بدأ بالفعل، وذلك بتحويل السفارة الأمريكية إلى القدس، الذي سيشفع بعزل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واستبداله لتقديم شخص أكثر انصياعاً، ثم إنشاء «دولة فلسطينية مصغرة» ذات سيادة محدودة يحشر فيها ما تبقى من ملايين الفلسطينيين «بلا مأوى «.

 وسينفذ ولي العهد السعودي ما فضل، إذ سيتولى مهمة جعل البلدان العربية «تبتلع هذا القرص». أما النقطة الثالثة فتتمثل في بذل ولي العهد السعودي ونتنياهو جهودهما لإبعاد روسيا عن إيران والحصول على تعهدها بوقف مساعدة النظام بطهران، مقابل التغاضي عن نمو نفوذها في دول شرق أوسطية. لكن بن يحمد اعتبر أن كل هذا ليس سوى خيال ماثل في أذهان هؤلاء الرجال الثلاثة، ولا مجال لتنفيذه على أرض الواقع.