علاقات » عربي

خطر يحدق بالسعودية.. الحوثيون يغيّرون "قواعد القتال"

في 2018/05/28

أحمد علي حسن - الخليج أونلاين-

طائرات مُسيرَّة وصواريخ باليستية وصافرات إنذار وخطر حوثي يحدق بالسعودية.. صورة جديدة من المواجهة بين المليشيات المدعومة من إيران، الغريم الشيعي للمملكة السنية في صراع النفوذ على الشرق الأوسط.

فالحرب بدأت بتصريحات وتحولت لاحقاً إلى قصف ومواجهة حقيقية، رفعت أسهم الخطر في السعودية بعد اقتراب مليشيا الحوثي من مواقع حساسة في المملكة واستهدافها بشكل مباشر.

آخر تلك الاستهدافات كان باختراق الدفاعات السعودية للمرة الثانية، بواسطة طائرات مُسيَّرة من طرف الحوثيين الذين تمكنوا من قصف مطار أبها الواقع في جنوب غربي المملكة، التي تقود تحالفاً عسكرياً ضد أنصار إيران في اليمن.

وعلى الرغم من إعلان التحالف العربي "إحباط هجوم طائرة من دون طيار على أبها"، فإن ذلك يؤكد -بما لا يدع مجالاً للشك- أن تهديدات الحوثي للمملكة بتصعيد المواجهة قد آتت أكلها.

- اختراق بطائرات مُسيّرة

فبعد إعلان قصف مطار أبها (26 مايو)، حذرت مليشيا الحوثي مجدداً، على موقع "المسيرة.نت" الناطق باسمها، السعودية من "عمليات نوعية بأساليب متطورة".

وذكر الموقع أن ما يسمى "سلاح الجو المسيّر (التابع للحوثيين) شن غارات على مطار أبها في عسير؛ ما أدى إلى إيقاف حركة الملاحة من وإلى المطار"، وهو ما أكده محلل شؤون الطيران ألكس ماتشراس.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تعليق الملاحة في المطار المذكور، بسبب غارات شنها الحوثيون الذين يقصفون بين وقت وآخَر مواقع سعودية بالصواريخ الباليستية.

ففي الثامن عشر من أبريل الماضي شنت طائرات من طراز "قاصف 1" المُسيَّرة، غارات على مطار أبها؛ ما أدى إلى إغلاقه وتحويل الرحلات القادمة إليه إلى مطارات جيزان وجدة والرياض.

واستخدام هذا النوع من الطائرات يشكل علامة فارقة في حسابات المواجهة بين الرياض والحوثي، الأمر الذي يعني إمكانية استخدام "الدرونز" في تصوير عمليات تقوم بها المليشيات المدعومة إيرانياً.

وعلى الرغم من كشف تقارير أجنبية عن وجود قوات أمريكية على الحد الجنوبي للمملكة؛ من أجل المساعدة في رصد الاختراقات الحوثية، فمن الواضح أن السعودية باتت عاجرة عن حماية أجوائها.

واستخدام الطائرات المُسيرة ليس جديداً؛ إذ إنها برزت في حادثة حي الخزامي، عندما تم تسييرها فوق القصر الملكي تزامناً مع انتشار كثيف لأصوات إطلاق نار في 21 أبريل الماضي.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك بحادثة الطائرة؛ إذ قال حساب "مجتهد" الشهير على "تويتر"، وهو صاحب التسريبات المهمة والحساسة: "قد تكون هناك طائرة درون بشكل عرضي، أو جزء من تصوير المنطقة لمساعدة المهاجمين".

وفي 21 أبريل الماضي، شهد حي الخزامي الراقي في مدينة الرياض، حادثة إطلاق نار قرب أحد القصور الملكية، تزامن معه تحليق لطائرة "درون"، وسط تكتيم إعلامي للسلطات السعودية.

- صواريخ باليسيتية وصافرات إنذار

ومع زيادة وتيرة قصف الحوثيين أهدافاً سعودية باستخدام صواريخ باليسيتة، ذهبت السعودية نحو إطلاق نظام صافرات الإنذار، وذلك بعد تزايد تهديدات الحوثيين للمملكة، وهو ما وصفه مراقبون بـ"حالة حرب حقيقية".

وشهد تاريخ 10 مايو الجاري أول تجربة لصافرات الإنذار المستخدمة في أوقات الحروب والكوارث؛ في خطوة قالت الرياض إنها للتأكّد من جاهزية النظام لأي طارئ.

ويبدو أن القصف الحوثي باستخدام الصواريخ الباليستية أصبح أمراً عادياً؛ إذ لا يكاد يمر يوم دون إعلان استهداف داخل الأراضي السعودية، أو تصدي التحالف لمثل هذه الهجمات.

فخلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان، اعترض الدفاع الجوي السعودي 5 صواريخ باليستية فوق سماء مدينة ‎نجران جنوبي المملكة، كان آخرها قد أُطلق الخميس الماضي (24 مايو).

وحسب إحصاء لوكالة "الأناضول" التركية، استناداً إلى بيانات رسمية، فإن عدد الصواريخ التي أعلنت السعودية سقوطها أو اعتراضها وتدميرها في سماء المملكة بلغ 40 صاروخاً منذ 26 مارس الماضي فقط.

في حين بلغ العدد الإجمالي للصواريخ التي استهدفت المملكة، منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن قبل 3 سنوات، 144 صاروخاً، بحسب الإحصاء ذاته.

- استهداف وجواسيس على الأرض

وبين وقت وآخر، تعلن السعودية مقتل عدد من جنودها في منطقة الحد الجنوبي مع اليمن، خلال اشتباكات مسلحة مع عناصر من مليشيا الحوثي، كان آخرها مقتل 6 جنود (في 26 مايو)، بحسب تقارير لوكالة الأنباء الرسمية "واس".

وأوضحت الوكالة أن جنديين قُتلا على الحدود في منطقة جازان، وثالث بمحافظة الحُرّث، ورابع في منطقة نجران، في حين لم تحدد موقع مقتل الجنديين الآخرين.

وفي التاريخ ذاته أيضاً، أعلن الحوثيون استهداف جرافة سعودية على الحدود اليمنية، في خضم اشتباك بحري وقع في البحر الأحمر بين سفن حربية حوثية، وأخرى سعودية وإمارتية (تابعة للتحالف).

وقالت وسائل إعلام يمنية إن مليشيا الحوثي شنت هجمات بزوارق محملة بالمتفجرات، على سفن تابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية في البحر الأحمر، في حين أعلنت الرياض وأبوظبي التصدي لها.

وذكرت وسائل إعلام سعودية وإماراتية رسمية أن قوات التحالف تصدّت لهجمات حوثية استهدفت سفناً تجارية، من بينها ناقلة نفط في البحر الأحمر، باستخدام زوارق سريعة محملة بالمتفجرات.

وأعلنت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن قوات بلادها المشاركة في التحالف "دمرت زورقين كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر.. في حين تمكن آخران من الفرار".

وفي وقت لاحق، قالت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية: إن "زوارق سريعة ملغومة ومسيّرة عن بعد، حاولت مهاجمة ثلاث سفن تجارية ترافقها سفينتان من التحالف، لكن قوات التحالف تصدّت لها، ودمرت ثلاثة زوارق سريعة".

وفي 9 مايو الجاري، تمكّن جاسوس حوثي من الوصول إلى قواعد عسكرية ومنشآت حكومية داخل السعودية؛ محاولاً جمع معلومات وصور وإحداثيات لمصلحة مليشيا الحوثي في اليمن.

وذكرت لائحة الادّعاء العام أن "المتّهم عمل على ذلك مقابل حصوله على المنصب والمال من قِبل المليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران؛ لاستهدافها من قِبلهم".

وطالب المدّعي العام في النيابة العامة، خلال جلسة للمحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض بـ"الحكم بقتله تعزيراً؛ نظراً إلى خطورة الجرائم التي ارتكبها، وقيامه بالتخابر مع المليشيات الإرهابية في اليمن، وتحديد أهداف داخل المملكة".

وقالت لائحة الاتهام إن المدَّعى عليه أرسل صوراً ومعلوماتٍ وإحداثيات لمواقع حيوية وقواعد عسكرية سعودية إلى قادة وعناصر حوثية، عن طريق برنامج "واتساب"، بعد طلبها منه لأجل استهدافها من قِبلهم، بحسب جريدة "الرياض".