علاقات » روسي

اتفاق سعودي روسي يحدث شروخا في جدار «أوبك»

في 2018/06/02

وول ستريت جورنال- ترجمة بهاء العوفي-

 

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن اتفاقا حول إنتاج النفط بين السعودية وروسيا الأسبوع الماضي تسبب في شقوق بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»؛ حيث اتهم بعضهم المملكة بالاستسلام للضغط الأمريكي والروسي حول خفض الأسعار.

وترأس الكويت وإيران فصيلا في منظمة «أوبك» مستاء من الاتفاق الذي ينص على تخفيف التخفيضات في إنتاج النفط، وفقا لما ذكره أشخاص مطلعين على المسألة للصحيفة الأمريكية.

واتفاق خفض إنتاج النفط -الذي تم التوصل إليه قبل نحو عام ونصف- امتص الوفرة النفطية، وساعد أسعار النفط على الارتفاع بنسبة 60%، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016، لتصل إلى أكثر من 80 دولارا للبرميل.

وإيران هي أكبر منافس سياسي للسعودية في الشرق الأوسط، لكن يُنظر إلى الكويت كوسيط في منازعات «أوبك».

والجمعة الماضي، أعلن وزير النفط السعودي «خالد الفالح» أن بلاده -أكبر مصدر للنفط في العالم- تشاطر «قلق» زبائنها من ارتفاع أسعار الخام.

وأعلن عن تحوّل في السياسة التي عمدت في الأشهر الأخيرة إلى تقليص إنتاج النفط سعيا للضغط من أجل رفع سوق الخام في الأسواق العالمية.

وقال الوزير السعودي إن «أوبك» «من المرجح» أن تقرر زيادة الإنتاج في النصف الثاني من العام خلال اجتماعها المقبل المقرر الشهر القادم.

وحسب «وول ستريت جورنال»، يشير عدم ارتياح الكويت للموقف السعودي إلى وجود خلاف عميق في «أوبك»؛ ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط إذا ما تم التفاهم مع روسيا، أكبر منتج للنفط في العالم.

كان سعر النفط هبط بالفعل خمسة دولارات للبرميل إلى 75 دولارا، بعد أن قال مسؤولون سعوديون وروس الأسبوع الماضي إن الوقت قد حان للبدء في ضخ المزيد من النفط إلى السوق العالمي.

وجاءت هذه الخطوة وسط تكهنات بأن الأسعار تتجه نحو 100 دولار للبرميل.

كما جاءت بعد شهر من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مخاوفه بشأن أسعار النفط المرتفعة التي ألقى باللوم فيها على «أوبك».

ويقول أعضاء في منظمة «أوبك» -بينهم الكويت وإيران- إن السعودية سمحت لتحالفها السياسي مع إدارة «ترامب» ضد طهران  بالتأثير على سياستها النفطية.

وقال مسؤول نفطي كويتي لـ«وول ستريت جورنال»: «السعودية لن تدع أسعار النفط تذهب إلى 100 دولار؛ لأنها تستمع إلى ترامب».

وانسحبت إدارة «ترامب»، بدعم من السعودية، من الاتفاق النووي الإيراني وتتحرك لإعادة فرض عقوبات صارمة على طهران.

وفي رسالة بعث بها إلى «أوبك»، السبت الماضي، طلب وزير النفط الإيراني «بيجان زانجانه» دعم بلاده في مواجهة العقوبات الأمريكية، ووصفها بأنها «غير قانونية وأحادية الجانب».

وسيتم وضع العقوبات على جدول أعمال «أوبك» في اجتماعها المقبل في 22 يونيو/حزيران المقبل.

ومن المقرر أن يذهب وزير الطاقة السعودي إلى الكويت، السبت المقبل، لإصلاح العلاقات مع مسؤولي النفط، وسيرافقه وزير النفط الإماراتي «سهيل المزروعي».

ونقلت الصحيفة عن أعضاء بـ«أوبك»، قولهم إن صوتهم تم تهميشه في الوقت الذي يرسم فيه السعوديون والروس سياساتهم الخاصة بسوق النفط.

ورغم أن السعودية تضخ نحو ثلث إنتاج «أوبك» من النفط، إلا أن المجموعة عادة ما تتخذ قرارات جماعية، وتفخر بالاستقلال عن التأثير الخارجي.

وفي الوقت نفسه، هناك خلاف بين السعودية وموسكو حول المدى الذي يجب أن تنخفض فيه الأسعار.

والجمعة الماضي، قال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» إن «أكثر قليلا من 60 دولارا، في رأينا، هذا كان سعرا متوازنا».

لكن لا يرغب السعوديون في انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولارا للبرميل؛ فرغم أنها تقود سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، فإن الإنفاق العسكري يظل عاليا.