من هنا وهناك » من هنا وهناك

عقوبات الكرة الدولية تلاحق الرياض.. إدانة بالقرصنة وتخبط سعودي

في 2018/06/25

الخليج أونلاين-

كثفت الأسرة الكروية الدولية ضغوطاتها على السعودية في الأسابيع القليلة الماضية، في ظل استمرار قناة القرصنة السعودية "بي أوت كيو" في سرقة المحتوى الخاص بشبكة قنوات "بي إن سبورت" القطرية ذائعة الصيت، والتي تمتلك الحقوق الحصرية لبث مختلف مباريات الاتحادين الدولي والأوروبي.

وانطلقت قناة "بي أوت كيو" بعد أسابيع قليلة من اندلاع الأزمة الخليجية، التي افتعلتها السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر، وتزامناً مع تصريحات وتغريدات لوزراء ومسؤولين ومستشارين سعوديين، تُبشر بوجود بديل لقنوات "بي إن سبورت" القطرية، ضاربين بعرض الحائط جميع العقود المبرمة بين الشبكة القطرية الرائدة والاتحادات الكروية الدولية.

وبعد سرقة بث "البنفسجية" على مدار الموسم الماضي، قرصنت "بي أوت كيو" حقوق "بي إن سبورت" ببثها مباريات مونديال روسيا، الذي انطلق في 14 يونيو الجاري وتستمر فعالياته حتى منتصف الشهر المقبل.

- الفيفا واليويفا والكاف

وإزاء قرصنة حقوق "البنفسجية" في "وضح النهار"، أصدر "الفيفا"، في 15 يونيو 2018، بياناً شديد اللهجة، يتوعد قناة القرصنة السعودية، وملاحقة القائمين عليها وعلى المؤسسات الرسمية التي يُنظر إليها بأنها "تدعم مثل هذه الأنشطة غير القانونية".

وبعد يومين فقط، وجَّه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم رسالة إلى إدارة القمر الاصطناعي "عربسات"، يحذر فيها من قرصنة مباريات مسابقاته، باعتباره المفوض والمخول له قانونياً استعمال أي حقوق إعلامية أرضياً وفضائياً وإلكترونياً.

وأكد "الكاف"، في رسالته، أن قنوات "بي إن سبورت" القطرية هي مالك الحقوق الوحيد للمسابقات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في إشارة واضحة إلى أن ما تقوم به قناة القرصنة السعودية، التي تدعى "بي أوت كيو"، ستتم ملاحقته بشكل قانوني.

وفي 21 يونيو الجاري، ندد الاتحاد الأوروبي للعبة بقناة "بي أوت كيو"، بعد بثِّها مباريات النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا، وضمنها نهائي كييف، بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، مشيراً إلى أن البث جاء "خلافاً للقانون".

وأشار الاتحاد القاري للعبة إلى عزمه اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الحقوق الحصرية التي منحها لقناة "بي إن سبورت" القطرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

- تخبُّط سعودي!

وفي ظل تصاعد الضغوط على الرياض بسبب "التعدي السافر على حقوق (بي إن سبورت) القطرية"، بدت السعودية "الرسمية" في حالة "هستيريا"؛ إذ أصدرت وزارة الإعلام بالبلاد بياناً رسمياً مساء الجمعة 22 يونيو 2018، حاولت من خلاله نفي الاتهامات الموجهة باحتضان السلطات الرسمية قناة "بي أوت كيو"، التي تتخذ من السعودية مقراً لها، وفق الاتحاد الأوروبي للعبة.

واستعرضت وزارة الإعلام السعودية الخطوات التي اتخذتها الرياض، من خلال وزارة التجارة والاستثمار، من أجل مكافحة "بي أوت كيو" على غرار مصادرة آلاف أجهزة الاستقبال التي يمكن استخدامها في انتهاك حقوق الملكية الفكرية، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها تهدف "لإبعاد الشبهات والاتهامات التي تُلاحق عدداً من المستشارين والوزراء الذين يقفون خلف قناة القرصنة".

 

 

وسعت الوزارة السعودية جاهدةً، في بيانها، "لإقحام الرياضة في السياسة"؛ إذ أشارت إلى أن "بي إن سبورت" تتبع لشبكة "الجزيرة" الإعلامية، وهي من تقف خلف بيان "اليويفا"، مدافعةً عن الإجراءات التي اتخذتها الرياض منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة الخليجية بزعم "مكافحة الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة جملة وتفصيلاً وتؤكد أنها تواجه "جملة من الأكاذيب والافتراءات تستهدف فرض الوصاية على قرارها الوطني والتنازل عن سيادتها".

 

 

وادَّعت وزارة الإعلام أن "البنفسجية" شوهت سمعة الاتحاد السعودي لكرة القدم و"سيّست" مونديال روسيا، وهو ما اعتبره المراقبون محاولة لحرف الأنظار عن المستوى الهزيل الذي ظهر عليه المنتخب الأول في كأس العالم؛ إذ تكبد خسارتين متتاليتين بستة أهداف نظيفة في مجموع اللقاءين، ليودِّع "العرس الكروي الكبير" من الباب الخلفي وقبل خوض الجولة الثالثة من الدور الأول.

وتوازياً مع بيان وزارة الإعلام السعودية، رصد "الخليج أونلاين" على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، هجوماً مكثفاً من إعلاميين وقنوات ووسائل إعلام محلية ضد "بي إن سبورت"، التي تُعرف بـ"إمبراطورية الإعلام الرياضي".

- موقف صعب لتركي آل الشيخ

وحاول رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، "رشوة" رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو، بعدما أبدى استعداده لدعمه من أجل الحصول على ولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المقررة إقامتها صيف العام المقبل، على هامش "الكونغرس" الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس، واصفاً إياه بـ"الصديق".

وقدّم الرجل الذي كان شاعراً غنائياً قبل اقتحامه عالمي السياسة والرياضة، رجاءً إلى إنفانتينو يتلخص بضرورة إعادة النظر في مسألة حقوق البث التلفزيوني في المنطقة، ضارباً عرض الحائط بمسألة احترام العقود المبرمة بين الفيفا والشبكات الإعلامية، وفقاً لنشطاء "التواصل الاجتماعي".

وفي الوقت نفسه هاجم "آل الشيخ"، في سلسلة تغريدات عبر حسابه في "تويتر"، الرئيسين السابقين للفيفا واليويفا، جوزيف بلاتر وميشيل بلاتيني، مشيراً إلى أنهما "خرجا من الباب الصغير، ومن المفترض ألَّا يعودا إلى الواجهة الكروية من جديد".

ولم يكتفِ المسؤول السعودي الذي أدخل بلاده في أزمات دبلوماسية مع عدد كبير من الدول العربية بذلك؛ بل ادعى أن رئيس "اليويفا" الحالي، السلوفيني ألكسندر سيفيرين، يسعى جاهداً لمقابلته، لكنه يرفض ذلك لأنه لا يريد التعامل مع شخص "متلون" على حد قوله.

ردّ الاتحاد الأوروبي لم يتأخر على "مزاعم" آل الشيخ؛ إذ أكد أنه "مندهش للغاية" من تغريدات المسؤول السعودي، مشدداً على أن الرئيس سيفيرين لم يسمع به من قبل، ولا يوجد أي سببٍ لمقابلته أو محاولة الجلوس معه.

وبعد تغريدة "اليويفا" ضج "تويتر" بموجة هائلة من السخرية والتهكم والتندر من "أرفع مسؤول رياضي سعودي"، مؤكدين أن "آل الشيخ" جعل من نفسه "أضحوكة" في الأوساط الرياضية الدولية، في ظلّ المصداقية العالية التي يتمتّع بها الاتحاد الأوروبي للعبة، وبطولاته الشهيرة.

- ثقة قطرية بملاحقة الرياض

في السياق ذاته أبدت قطر ثقتها المطلقة في ملاحقة المقرصنين لبث "بي إن سبورت"، مشيرة إلى أن الأسرة الكروية الدولية ستفرض عقوبات "رادعة" ستهز السعودية، وفقاً لما صرح به إعلاميون قطريون لـ"الخليج أونلاين".

وعقب بيان وزارة الإعلام السعودية، قال مدير المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن عقوبات قاسية تنتظر السعودية لانتهاكها حقوق البث.

ولفت إلى أن المسؤولين السعوديين "ما زالوا يكابرون بالكذب والخديعة والإنكار بالرغم من كل القرائن والشواهد وتوبيخهم من قبل الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم".

تجدر الإشارة إلى أن "البنفسجية" تمتلك الحقوق الحصرية لبطولات الفيفا واليويفا والكاف لسنوات طويلة، وتتميز بامتلاكها كوكبة من المذيعين والمحللين والمراسلين المنتشرين في جميع أرجاء العالم، مع تغطية "استثنائية" تشعرك بوجودك في قلب الحدث "مباشرة".

ونظراً إلى تميزها وتألقها في عالم "الإعلام الرياضي"، دفعت "بي إن سبورت" شبكة "راديو وتلفزيون العرب" (ART) إلى الانسحاب من مجال المنافسة على حقوق بث البطولات الرياضية المختلفة واقتصار بثها على الأفلام والمسلسلات، في حين باتت القنوات الرياضية الإماراتية "أبوظبي" و"دبي" تقصر بثها على البطولات المحلية وبعض الدوريات الهامشية.