قضاء » قضايا

"الغامدي" شيخ المسجد النبوي في سجون السعودية.. تعرَّف عليه

في 2018/07/23

الخليج أونلاين-

انتقلت المملكة السعودية من اعتقالات رجال الأعمال والأمراء والنشطاء إلى رجال الدين وطلبة العلم، ليصل الأمر إلى اعتقال الشيخ الدكتور علي بن سعيد الغامدي.

وفجر اليوم السبت، اعتقلت السلطات السعودية الشيخ الغامدي مع أخيه ومحاميه ونحو خمسة من المشايخ وطلبة العلم الذين كانوا في منزله عندما دهمه أفراد من جهاز أمن الدولة، وفق حساب "معتلقي الرأي".

المثير للجدل أن ذلك جاء بعد اعتقال الباحث والمفكّر السعودي الشيخ سفر الحوالي وثلاثة من أبنائه، الخميس المنصرم، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وفق ما أكّد نشطاء سعوديون.

من هو الشيخ الغامدي؟

الشيخ الغامدي من مواليد منطقة الباحة (جنوب غرب) سنة 1948، بدأت مسيرته العلمية عند افتتاح أول معهد علمي بمدينة بلجرشي، والذي التحق به سريعاً، ودرس في صفوفه مدة 5 سنوات.

هذا المعهد كان له دورٌ مهمٌّ في إبراز شخصيّة الشيخ العلميّة، إذ تكوّنت لديه قاعدة صلبة في العلم والفقه والأدب، وتأصّلت فيه الملكة العلمية.

بعد ذلك التحق الغامدي بكلية الشريعة في العاصمة الرياض، وهناك زادت معرفته وتعمّقه في علوم الفقه والأصول واللغة العربية والعقيدة وعلوم الكتاب والسنة، وحصل على تقدير ممتاز في جميع سنوات دراسته الجامعية.

وبعد تخرّجه عُيّن مدرّساً بمعهد الباحة، ولم يلبث سوى 15 يوماً حتى اختير معيداً في كلية الشريعة، وبقي هناك يشارك مشايخه وزملاءه في التدريس، ويؤدّي بعض الأنشطة والأعمال الإدارية.

وابتُعث الشيخ الغامدي لإكمال الدراسات العليا في كلية الشريعة والقانون بمصر، وهناك تلقّى علم القانون على أستاذين متميّزين، وحصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز، عام 1975.

سجّل الشيخ موضوع أطروحته في مرحلة الدكتوراه، وعاد إلى أرض السعودية، وعُيّن محاضراً في إحدة جامعات المملكة، ثم حصل على الدكتوراه في الفقه المقارن مع مرتبة الشرف الأولى، عام 1981.

على أثر ذلك عُيّن أستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بالرياض، ودرّس مادة الفقه، وشارك في أنشطة الكلية، وترأس قسم الفقه هناك، وشغل رئاسة قسم الدعوة ثلاث فترات.

ولعل أبرز محطات مسيرته هي أنه أعطى في المسجد النبوي دروساً ومحاضرات في الفقه والسيرة النبوية والعقيدة الإسلامية مدة سبع سنوات.

وشارك في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فكتب مقالات متنوّعة في صحيفة المدينة وصحيفة عكاظ ومجلة البيان، وأعدّ مجموعة من البرامج الإذاعية في إذاعة القرآن الكريم، وشارك في عدة حلقات تلفازية بالرياض والمدينة.

وللشيخ مجموعة من الأبحاث والكتب؛ منها: كتاب فقه الممسوحات، وفقه الشورى، ودليل المرأة المسلمة، وكتيب عن طهارة المريض، وغيرها.

ردود فعل

وأثار اعتقال الغامدي ردود أفعال غاضبة، ولا سيما أن السلطات السعودية وصلت في اعتقالاتها إلى الدعاة والمشايخ دون أن تبدي أسباباً للاعتقال.

كما أن اعتقال الشيخ سفر الحوالي قبل الغامدي، أثار غضب الجمهور العربي والسعودي، إذ وصفوا هذه الاعتقالات بأنها محاولة لإسكات صوت الدعوة.

وكما جرت العادة فإن السعودية تتكّتم على أسباب الاعتقال، لكن نشطاء يتوقّعون أن ذلك قد يكون متعلّقاً بعدم انصياع هؤلاء إلى أوامر ولي العهد، محمد بن سلمان.

وكذلك الأمر لم تعلن المملكة سبب اعتقال الغامدي، الذي جاء بعد أسبوعين تقريباً من اعتقال سفر الحوالي؛ بسبب توجيهه نصائح إلى سلطات بلاده. 

وشهدت المملكة، خلال الأشهر القليلة الماضية، اعتقال عدد من النشطاء والحقوقيين الذين حاولوا فيما يبدو التعبير عن رأيهم المعارض لما تشهده السعودية من تغييرات.