علاقات » اميركي

"صفقة القرن" لم تؤجل وستُطرح قبل نهاية العام

في 2018/08/17

الخليج أونلاين-

كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن تطورات جديدة طرأت على المباحثات السرية التي تجري لإحياء "صفقة القرن" الأمريكية، وتحديد موعد طرحها في المنطقة، رغم الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي القاطع لها.

وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين"، أن كل ما أُشيع خلال الفترة الأخيرة عن طلب عربي لتأجيل طرح خطة الإدارة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية والتي باتت تعرف بـ"صفقة القرن"، إلى مواعيد لاحقة، غير دقيق ومخالف لما يجري على أرض الواقع، وداخل الغرف المغلقة بين المسؤولين العرب والإسرائيليين والأمريكان.

وأضافت: "الكثير من وسائل الإعلام، وخاصة العبرية، تحدثت عن طلب قدمته مصر والسعودية والأردن للإدارة الأمريكية، تطالبها فيه بتأجيل إعلان الصفقة، وانتظار نتائج انتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، وذلك كان مجرد تشتيت للرأي العام، ومحاولة امتصاص الغضب العربي والفلسطيني الذي رافق الصفقة، خاصة ضد الدول العربية التي تدعمها، وعلى رأسها السعودية".

ويوم (3 أغسطس 2018)، تحدثت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن طلب قدمته مصر والسعودية والأردن، لتأجيل إعلان خطة الإدارة الأمريكية إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.

وأكد مسؤول مقرب من البيت الأبيض، بحسب الصحيفة العبرية، أن صفقة القرن ستؤجَّل عدة شهور؛ بسبب انتخابات التجديد النصفي، وإمكانية إجراء انتخابات مبكرة في "إسرائيل"، وأن إدارة البيت الأبيض ترى أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لن يكون قادراً على التعهّد بالالتزام ببنود الصفقة في فترة ما قبل الانتخابات.

اللمسات الأخيرة

المصادر المصرية أوضحت أن واشنطن متمسكة بكل قوة بصفقتها التاريخية، وكذلك موعد طرحها في المنطقة، وهي تلقى دعماً كبيراً من الرياض في هذا الجانب، وهناك اتصالات ولقاءات دائمة بين الأطراف المعنية بمشاركة شخصيات إسرائيلية؛ لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة والتجهيز لطرحها بشكل رسمي.

وكشفت لـ"الخليج أونلاين"، أن واشنطن استضافت عدة لقاءات سرية، بداية شهر أغسطس الجاري، بين مسؤولين من دول عربية (مصر-السعودية) وشخصيات إسرائيلية؛ للتباحث في الصفقة، التي "شارفت الانتهاء، ويجري الآن وضع اللمسات الأخيرة عليها، وتحديد موعد طرحها الرسمي المتوقع قبل نهاية العام الجاري".

وزادت المصادر: "الاتصالات واللقاءات العربية-الإسرائيلية والأمريكية لم تنقطع، وهناك مطالبات من السعودية بالإسراع في طرح "صفقة القرن" بعد الاتفاق على خطوطها العريضة كافة، وخاصة التمويل المالي لها والتجاوب الإسرائيلي معها".

توافق عربي-إسرائيلي

وذكرت المصادر ذاتها، أن اللقاء السري الذي عُقد منتصف شهر يونيو الماضي في القاهرة، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ناقش بشكل جادٍ الملفات المطروحة في "صفقة القرن"، وتم تبادل المواقف والآراء حولها، وفي النهاية توصل الطرفان لنقاط مشتركة مشجعة وداعمة للجهود الأمريكية المبذولة.

بدوره، أكد نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، أن "صفقة القرن" مجرد "كذب وخداع" من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتصفية القضية والمشروع الوطني الفلسطيني.

وفي تصريح سابق لـ"الخليج أونلاين"، قال شعث: "لا يوجد شيء على أرض الواقع اسمه صفقة القرن، وما يجري تداوُله مجرد كذب وخداع، والصفقة بأكملها عبارة عن مشروع أمريكي وصهيوني، أعطى للاحتلال وحكومته المتطرفة الضوء الأخضر لاستكمال جرائمها اليومية، خاصة في قطاع غزة ومدينة القدس المحتلة".

بانتظار الإعلان الرسمي

ووفق المحلل السياسي هاني حبيب، فإن "صفقة القرن" تسير دون توقف، ويتم التعامل معها "خطوة بخطوة"، وجرى التنفيذ على الأرض، بدءاً من إعلان ترامب القدس عاصمة لـ"إسرائيل" مروراً بقرار نقل السفارة الأمريكية إليها وتكثيف الاستيطان، حتى تقليص دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وما يُنتظر الآن فقط هو الإعلان الرسمي.

ويضيف المحلل السياسي: "الصفقة تجري على قدم وساق، مستغلةً الوضع الفلسطيني المفكك، والوضع العربي المُنهار، والعالم المنُشغل بقضايا أكثر أهمية، خاصة في ظل الانحياز الكامل من الإدارة الأمريكية إلى دولة الاحتلال".

ويشير إلى أن "العبرة ليست بالموقف الإعلامي الرافض للصفقة، وإنما في ترجمة ذلك إلى فعل سياسي"، مطالباً السلطة الفلسطينية بمواجهة استحقاقات الصفقة بالقبول بالمصالحة، واتخاذ القرارات الفلسطينية الأساسية بتوافق وطني شامل دون أن تحدده أطراف فئوية.

وكان مسؤول بالبيت الأبيض قد قال للصحفيين، الشهر الماضي، إن خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط ستشمل "خطة اقتصادية قوية" للمساعدة في حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وقال مستشار الرئيس الأمريكي غاريد كوشنر، أواخر يونيو الماضي، إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط "قريباً".

تجدر الإشارة إلى أن مصطلح "صفقة القرن" تسمية متداولة إعلامياً، وتعبِّر عن مساعي واشنطن في عهد ترامب لإنهاء القضيّة الفلسطينية، وتتضارب الأنباء عن بنود هذه الصفقة.

وترفض القيادة الفلسطينية الصفقة؛ لأنّها -حسب التوقّعات- لا تحقِّق الحدَّ الأدنى من المطالب بدولة مستقلّة كاملة السيادة على الأراضي المحتلّة عام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".