علاقات » اسرائيلي

قطر: محاولات الإمارات التجسّسية سياسة قديمة

في 2018/09/01

وكالات-

قال مصدر بوزارة الخارجية القطرية، الجمعة، إن بلاده تتابع بقلق التقارير الإعلامية التي تحدثت عن استعانة جهات وشخصيات حكومية رفيعة المستوى في دولة الإمارات بشركات "إسرائيلية" للتجسّس على دول وشخصيات منها شخصيات حكومية قطرية من خلال اختراق الهواتف المحمولة.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا" عن مصدر مسؤول، لم تسمه، قوله: "يتضح من التقارير بأن الأدلة أُرفقت بملفات قضائية، وأن هذا الكشف يعكس أن المشكلة التي يعاني منها القائمون على سياسة أبوظبي الخارجية عميقة وقديمة، ويطرح أسئلة عدة حول جذور الأزمة الخليجية الحالية، وكم قضى من افتعلوا هذه الأزمة من الوقت للتخطيط لتمزيق عُرا التعاون والأخوّة بين الأشقّاء، في الوقت الذي كانت شعوب الخليج تتطلّع فيه إلى مزيد من التكامل".

وأضاف: "لقد بدأت الأزمة الخليجية الحالية بعملية إرهاب إلكترونية وقرصنة لموقع وكالة الأنباء القطرية، واليوم تشير هذه التقارير الإعلامية إلى أن سلسلة الانتهاكات تمتدّ إلى ما قبل عملية القرصنة، وكما يبدو فإنها مستمرة".

وشدد المسؤول القطري على "شجب وزارة الخارجية لأية محاولات للتعدّي على خصوصيات الأفراد وانتهاك سيادة الدول من خلال محاولة التجسّس على مسؤوليها".

ودعت الوزارة "مطوّري مثل هذه التقنيات إلى التحلّي بالقدر الأدنى من القيم والأخلاق، وإلى التزام القوانين والأعراف المعمول بها دولياً".

وختم تصريحه بالقول: إن "دولة قطر تدعو المجتمع الدولي إلى ضبط مجال الأمن الرقمي قانونياً، إذ لا يجوز أن يبقى مرتعاً لجرائم التجسس وانتهاك الخصوصية دون رادع أو عقوبات دولية".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت، الجمعة، عن محاولة الإمارات التجسس على هاتف أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير سعودي، والعديد من المعارضين في دول مجاورة.

وقالت الصحيفة، بحسب رسائل بريد إلكترونية مسرّبة في قضيتين ضد "إن إس أو" (NSO)، الشركة المصنّعة لبرامج المراقبة التي استعانت بها أبوظبي، وتتخذ من "إسرائيل" مقراً لها، إن مسؤولين بالإمارات طلبوا تسجيل مكالمات أمير قطر الهاتفية، بالإضافة إلى تسجيل مكالمات الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني السعودي السابق.

وبيّنت أن قادة الإمارات يستخدمون برامج التجسس الإسرائيلية منذ أكثر من عام، حيث حوّلوا الهواتف الذكية للمعارضين في الداخل أو المنافسين بالخارج إلى أجهزة مراقبة.

تجدر الإشارة إلى أن دولة قطر تعرّضت لحملة افتراءات وفبركات وأكاذيب إعلاميّة، بعد قيام قراصنة باختراق موقع وكالة "قنا" الرسمية، في شهر مايو 2017، وبثّ تصريحات مفبركة لأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وتعرّضت الدوحة بعد ذلك لحصار ما زالت فصوله مستمرّة، وهي أقوى أزمة تعصف بالخليج العربي، حيث أعلنت السعودية والإمارات والبحرين حصار قطر برياً وبحرياً وجوياً، بزعم "دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الأخيرة وشدّدت على أنها "تواجه حملة من الأكاذيب والافتراءات تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني والتنازل عن سيادتها"، في حين أكّدت الأمم المتحدة وأمريكا ودول في الاتحاد الأوروبي أن قطر شريك استراتيجي مهم في الحملة الدولية على الإرهاب.