اقتصاد » رقابة

"نيوزويك": إجراءات "بن سلمان" تقوض أسس الحكم السعودي

في 2018/09/15

ترجمة القدس العربي-

نجت العائلة المالكة السعودية من موجة الاحتجاجات الجماهيرية التى شكلت الربيع العربي، من خلال زيادة القمع ضد مجموعة واسعة من النقاد والناشطين والإسلاميين وأفراد من نفس العائلة، على النقيض من التكهنات التى سادت في تلك الفترة بأن الانتفاضات العربية ستصل الى الرياض، ولكن هذا السيناريو قد لا يحدث ثانية مع ولى العهد السعودى، "محمد بن سلمان" الذى يقف في قمة الهرم.

والسبب كما قال الكاتب "مضاوي الرشيد" في مقال رأي نشرته مجلة "نيوزويك" إن الرجل فقد الكثير من القواعد التى تسمح له بالحكم دون اللجوء إلى القوة المباشرة، وهذا الوضع غير مستدام، بل إنه خطير للغاية، لأن هناك تآكل خطير في شرعية النظام قد يؤدى إلى انفجار من الداخل.

وأوضحت المجلة أن أحد التدابير الأولى التى قدمها "بن سلمان" عندما أصبح وليا للعهد في عام 2016 هو تقويض أيدولوجية الدولة القائمة على الوهابية، رغم أنها كانت تقدم الأساس المنطقي لحكم آل سعود على غيرهم من سكان شبه الجزيرة العربية، وأضافت أن "بن سلمان" نأى بنفسه عن هذا التقليد الديني وتجاهل الفتاوى، ووضع المدافعين عن النظام الديني في السجن.

وهكذا، أسفرت إجراءات "بن سلمان" عن إحداث فراغ في الرواية الوطنية لا يمكن أن يتم ردمه سوى بالقمع المباشر، ووفقا لما قاله "الرشيد"، فقد احتجز "بن سلمان" الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين لأنه كان يخشى من ردة فعل عنيفة قد تهدد إصلاحاته، وفي الواقع، لا يعترض العديد من المعتقلين على قيادة النساء للسيارات أو تقديم السينما ولكنه كان يخشى من نقدهم العميق الذى يقوض حكمه.

ولاحظ "الرشيد" أن "بن سلمان" حاول الحصول على شرعية جديدة على أساس إصلاحات اقتصادية، مثل برامج السعودة وخصخصة الأصول والخدمات الحكومية مع وعد بتجربة اقتصادية جديدة يعثر فيها الشباب السعودي على فرص عمل في حقبة ما بعد النفط.

وتأجج خيال الشباب السعودي بالنجاحات مع الوعود بالازدهار والمشاريع الفائقة ليكتشفوا لاحق أن الأمر أقرب للوهم، وأن البطالة تنتظرهم بدلا من الوظائف المريحة، حيث اضطر "بن سلمان" للعودة عن معظم إصلاحاته الاقتصادية وتراجع عن فكرة الاكتتاب العام لشركة أرامكو، ولجأ "بن سلمان" للاقتراض من مصادر خارجية في عملية كانت قريبة من الهوس حيث تم اقتراض 12 مليار دولار من السندات الحكومية.

وجاء في المقال: أن الإجماع الملكي القديم قد تحطم إلى الأبد بسبب استبعاد بن سلمان لأبناء عموميته، لذلك سارع لتعزيز قبضته على السلطة ووكالات الشرطة التابعة للدولة خشية تهديدات داخلية محتملة، ولا تزال مسرحية فندق (ريتز كارلتون) التى تم فيها احتجاز أكثر من اثنى عشر من الأمراء أفضل مثال على التدابير الوقائية ضد انقلاب محتمل لأن قصة مكافحة الفساد غير مقبولة، وأنتج "بن سلمان" مزيدا من الأعداء بين أقاربه، وليس من الواضح كيف يمكنه شفاء الصداع دون مزيد من القمع.

ولفت "الرشيد" في مقال "نيوزوويك" إلى أن "بن سلمان" قد بحث في وسائل جديدة تمنحه الشرعية بعد فشله في تأمين الجبهة الداخلية، ووجد ضالته في السياسة الخارجية العدوانية ضد إيران لكي يظهر على صورة محارب صحرواي، كما قام بمغامرة في اليمن، كان يعتقد بأنها ستكون سريعة، ولكن الواقع كان مختلفا تماما.