علاقات » اسرائيلي

فايننشال تايمز: القضية الفلسطينية تتعرض للإهمال بتقارب العرب وإسرائيل

في 2018/09/21

فايننشال تايمز-

سلطت نائب رئيس تحرير صحيفة "فايننشال تايمز"، "رولا خلف"، الضوء على عملية التهميش والتجاهل التي تتعرض له القضية الفلسطينية بشكل متزايد في الوقت الراهن في ضوء ما وصفته بالتقارب العربي الإسرائيلي.

وتحت عنوان "القضية الفلسطينية تتعرض للإهمال مع تقارب العرب و(إسرائيل)"، كتبت "خلف" مقالا طرحت في بدايته تساؤلا قالت فيه: "أتذكرون الفلسطينيين؟ وتجيب: لم يعد الكثيرون يتذكرونهم"، وتقول إنه في محادثة بينها وبين مسؤول إسرائيلي مؤخرا، لم يذكر المسؤول الفلسطينيين سوى مرة أو مرتين بصورة عابرة.

وأوضحت  الكاتبة أن كتاب "الخوف" الذي أعده الكاتب الشهير "بوب وودوارد" مفجر فضيحة "ووترجيت"، والذي يعرض تفاصيل التوتر داخل البيت الأبيض في ظل رئاسة "ترامب" لم يتطرق إلى القضية الفلسطينية أو الفلسطينيين على الإطلاق.

وقالت إنه بعد 25 عاما من اتفاق "أوسلو" للسلام والمصافحة التاريخية بين "ياسر عرفات" و"إسحق رابين" في البيت الأبيض، تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لتصبح مجرد قضية هامشية.

وأشارت إلى أن المسؤولين الاسرائيليين أصبحوا يباهون بالصلات المتنامية بالدول العربية، والتقارب الذي يحدث مع الدول العربية رغم الإخفاق في عملية السلام، بل إن رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أثنى على "التطبيع" بين (إسرائيل) وجيرانها.

وترى "خلف" أن "نتنياهو" يبالغ في تصوره للأمر، وتقول إن العلاقات بين العرب و(إسرائيل)، في مجملها، علاقة حرب.

وأضافت أن مصر والأردن قد يكونا وقعا معاهدة سلام مع (إسرائيل)، ولكنه يبقى سلاما باردا، وترى أنه لا يتوقع وجود علاقات دبلوماسية وود بين (إسرائيل) والدول العربية، إلا إذا تم التوقيع على اتفاق سلام عادل مع الفلسطينيين، وهو "ما لن يتم في القريب العاجل".

وقالت إن المسؤولين الاسرائيليين محقين في إبراز التغير في العلاقات وتزايد التعاون المستتر مع الدول العربية، بما في ذلك السعودية، التي قاومت لفترة طويلة المساعي الإسرائيلية للتقارب، ولكنه يبقى تقاربا محدودا.

وذكرت أن (إسرائيل) ترحب بكل خطوة صغيرة للتقارب، وتصورها على أنها إنجاز كبير، على سبيل المثال، لم يعد حظر السفر إلى (إسرائيل) عبر المجال الجوي السعودي مطبقا بصورة كاملة، فقد أصبحت شركة الخطوط الجوية الهندية "إير إنديا" تهبط في تل أبيب بعد التحليق فوق المجال الجوي السعودي، ما يسمح لها بادخار ساعتين من زمن الرحلة.

وفي القاهرة احتفلت السفارة الإسرائيلية علنيا بمرور 70 عاما على تأسيس (إسرائيل).

ورأت "خلف" أن التقارب مع (إسرائيل) والدول العربية يعود بصورة رئيسية إلى العداوة المشتركة لإيران، وأن السعودية و(إسرائيل) لديهما وجهة نظر واحدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، حيث تريان أن الاتفاق زاد من جرأة طهران بدلا من أن يحد من طموحها الإقليمي.

وأشارت إلى أن تخفيف العداء بين (إسرائيل) والسعودية شجعته الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة "دونالد ترامب" المصمم على التراجع عن إرث سلفه الرئيس السابق "باراك أوباما".

وفى كتاب "الخوف" يصف "وودوارد" الدور الذي لعبه "غاريد كوشنر"، صهر "ترامب" ومبعوثه الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط، في تعزيز المصالح المشتركة بين الطرفين الإسرائيلي والسعودي.

وأضافت أن "كوشنر"، الذي يعد صديق عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، دفع في طريق دعم الولايات المتحدة الأمريكية الأمير السعودي الشاب "محمد بن سلمان"، كما ضغط على الادارة الأمريكية من أجل أن تكون أول زيارة خارجية للرئيس "ترامب" باتجاه السعودية، في خطوة  ينظر إليها أنها دعم جبهة للسعودية ضد إيران ومساعدة لـ(إسرائيل) في نفس الوقت.

ولفتت إلى أن "كوشنر" يبدو أنه راهن على الأمير الصحيح ، فقد تبني ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" نبرة أكثر ليونة تجاه (إسرائيل)، وكما أوردت تقارير فإن الأمير انتقد الفلسطينيين عندما التقي قادة يهودا خلال جولته في الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري.

وتابعت أنه منذ ذلك الحين اكتشف الأمير السعودي وصهر الرئيس الأمريكي حدود المغازلة الاستراتيجية، فقد رفض الملك "سلمان" التوقيع على خطة سلام أمريكية طبخها "كوشنر"، ورغم أن أحدا لم يطلع على تلك الخطة، لكن المصادر العربية تقول إنه من المرجح أن الصفقة مخططة لصالح (إسرائيل)، وتحرم الفلسطينيين من الحق في عاصمة في القدس الشرقية .

وافترضت إدارة "ترامب" أن نهج العمل من الخارج إلى الداخل من شأنه أن يجعل (إسرائيل) تتفاوض مع الدول العربية حول مستقبل الدولة الفلسطينية، وليس بطريقة مباشرة مع الفلسطينيين، ما سيسمح لها بحل الصراع والمطالبة بصفقة القرن.

وختمت الكاتبة بقولها إن بيع الفلسطينيين سيكون عملا خطيرا للحكام العرب، حتى عندما يجدون قضية مشتركة مع (إسرائيل) حول إيران، ويجب على الفلسطينيين ألا يشعروا بالارتياح من حقيقة أن خطة السلام لن تبرح مكانها، فقضيتهم أصبحت تُسيّر إلى مستقبل بعيد، في حين تتقرب (إسرائيل) والدول العربية من بعضها البعض.