ملفات » قضية جمال خاشقجي

قضية خاشقجي ـ حين تصدر "محكمة" مواقع التواصل حكمها!

في 2018/10/10

DW- عربية- إيمان ملوك-

لم يتوقف سيل التكهنات والسيناريوهات حول قضية الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، لكن القضية أسعرت حربا إعلامية مفتوحة بين الإعلام السعودي والقطري، ومعارك افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

حتى اللحظة لم يتوقف سيل التكهنات والسيناريوهات المتباينة حول قضية الصحفي والكاتب السعودي المعارض للسلطات السعودية جمال خاشقجي وحقيقة ما آل إليه مصيره المجهول حتى الساعة. قضية خاشقجي فتحت الحسابات القديمة/الجديدة بين السعودية وقطر، وهو ما انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى ساحة معركة افتراضية، بشكل واضح. ويكفي كتابة اسم جمال خاشقجي في خانة البحث على مواقع التواصل الاجتماعي، سيما "تويتر" حتى تظهر يظهر سيل من ردود الفعل المتباينة حول قضية اختفاء الصحفي والكاتب السعودي، التي خلقت تفاعلا  واسعاً على المستوى العربي و العالمي.

وجاءت أبرز التغريدات على "تويتر" في سياق التراشق الإعلامي القائم أصلا بين السعودية وقطر. وفي هذا الصدد اتخذ بعض المغردين دور المحققين في القضية، فمثلا وجه المغرد أحمد عامر أصابع الاتهام إلى السعودية، وإلى تورط بن سلمان تحديداً في تصفية خاشقجي، وكتب يقول "عندما ترصد المخابرات التركية طائرات خاصة سعودية واحدة قادمة من ابو ظبي واُخرى قادمة من القاهرة وترصد تحركاتهم من المطار للقنصلية السعودية وقت تواجد جمال بالداخل ثم المغادرة بعدها مباشرة من حيث جاءت الطائرات".

أما بعض المغردين فقد ذهبوا إلى القاء التهم عن طريق السخرية، حيث أعاد محمد السلامة نشر تعليق ساخر بخصوص قول قنصلية السعودية في تركيا بأن كاميراتها لا تعمل، والذي جاء فيه أن "المحلات التجارية في المغرب لها كاميرات في حين أن سفارة دولة السعودية كاميراتها لا تعمل".

من جهة أخرى علقت بعض التغريدات على طريقة تناول الإعلام القطري لقضية جمال خاشقجي لوتوجيهه أصابع الاتهام نحو السعودية، فقد كتب ابو طلال في تغريدة له على تويتر" بأن تلك الحملة المنظمة التي شنها الإعلام القطري على السعودية واتهامها بقتل خاشقجي هي دليل يفضح مسؤولية تورطهم في اختفائه" في إشارة إلى قطر.

مقابلة الاتهامات بالسخرية

وعبر حسابها على موقع "تويتر" نشرت قناة الجزيرة تقريراً لها حول قضية جمال خاشقجي وارفقته بالتساؤل التالي: "دولة تعتقل وتقمع معارضيها في الداخل، ليصل بها الأمر إلى تصفية من هم بالخارج كما حصل مع #جمال_خاشقجي.. هل هذه هي الرؤية الإصلاحية الجديدة للمملكة #السعودية؟" في حين رد أحد المغردين ويدعى سعود حجاب على هذه التغريدة بطريقة ساخرة ومرفقة بصورة كوميدية وكتب:" لو السعودية عاوزة تقتل #جمال_خاشقجي كانت قتلته في اي حته تانية مش تستني لغاية لما يدخل السفارة بتاعتها و تقتله".

بعض المغردين وصفوا قضية جمال خاشقجي بـ"المسرحية" واتهموا قطر بالوقوف وراء تأليف وإخراج هذه "المسرحية" وذلك بمساعدة خطيبة خاشقجي وأطراف خارجية أخرى، على حد قولهم.

"الجميع يرغب في حلب البقرة"

يبدو أن قضية جمال خاشقجي لم تقتصر على إعادة فتح الحسابات القديمة بين دول الخليج وقطر، وإنما فتحت المجال أمام تدخل أطراف خارجية أخرى، كما كتب محمد سليمان في تغريدة له على موقع "تويتر" ، حيث أعاد نشر خبر نقلاً عن وكالة الأناضول للأنباء يفيد بأن الحكومة البريطانية تسعى مع الحكومة السعودية إلى كشف الحقيقة حول اختفاء خاشقجي، مرفقاً إياه بالتعليق التالي "الجميع يرغب بحلب البقرة" في تلميح منه إلى استغلال أطراف خارجية لقضية الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي وتوظيفها من أجل تحقيق مصالح وأهداف سياسية.

من جهة أخرى أقحم مغردون آخرون ملف اليمن في قضية خاشقجي، متهمين السعودية بارتكاب جرائم في هذا البلد ومع ذلك يقولون إن العالم يغض العالم الطرف عن ذلك ولا يعطي الأمر أهمية كما أعطيت قضية خاشقجي. وفي هذا الإطار جاءات تغريدة عبد الملك الذاري الذي ينتقد اهتمام العالم بقضية اختطاف خاشقجي، مؤكدا بأن ذلك "جريمة نكراء وندينها ولكن هذا العالم المنافق من جرائم السعودية في اليمن المال السعودي أفسد الضمير العربي تجاه تلك الجرائم ألذي لم يسبق لها مثيل في التاريخ".

ومع استمرار الغموض حول اختفاء جمال خاشقجي، تستمر نار الحرب الافتراضية بين كل من دول الخليج، خاصة السعودية وقطر مستعرة، والسبب وراء هذه الحرب يعود بحسب الإعلامي حافظ الميرازي، إلى أن "قضية خاشقجي أعطت الطرف الآخر الحق في أن يناقش الموضوع، ومست قضيته احساس كل صحفي أو انسان مهتم بحرية الرأي حتى لو كان مغرد بمعنى صحفي تواصل اجتماعي". وعن وجود اقحام لقضايا أخرى ضمن قضية جمال خاشقجي بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مثل قضية حرب اليمن وتورط السعودية بها، تحدث الميرزاي في حواره مع DW عن هذه النطقة موضحاً بأن :"جمال خاشقجي يمثل نموذج لإنسان يريد أن يعبر عن رأيه وهذا ينطبق على قضايا أخرى كثيرة قد تختزل صورة أو شخص وتعمل على تحنيطها. وجود شخص يمثل التعدي والانتهاك للحريات يسهل على المواطن العادي التعاطف معه أكثر من القضايا النظرية".