علاقات » اسرائيلي

هل يقايض محمد بن سلمان رقبته بسلام مع "إسرائيل"؟

في 2018/10/29

الخليج أونلاين-

في زيارته التي أثارت تساؤلات واستغراب النشطاء العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، علل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو زيارته لسلطنة عمان، الجمعة (27 أكتوبر الجاري) بأنها "تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة".

وكذلك البحرين التي سبق أن تفاخرت وسائل إعلام عبرية بزيارة وفد بحريني إلى "تل أبيب"، والتجول برفقة إسرائيليين في القدس المحتلة، في بادرة تشير إلى سعي البحرين لتطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي المحتل.

عُرفت سلطنة عمان في السنوات الأخيرة اتخاذها مبدأ السياسة الهادئة، ومدّ جسور العلاقات مع كل الأطراف في المنطقة، والابتعاد عن اتخاذ موقف يناصر طرفاً على حساب آخر في قضايا شهدها الشرق الأوسط.

وباتخاذها هذه المواقف والسياسة في المنطقة، تتجه أنظار العديد من الدول إلى سلطنة عُمان في حال أرادت الدخول إلى هذه المنطقة، أو السعي لتهدئة تنافسٍ أحد أطرافه بلد من بلدان الشرق الأوسط.

ما يشغل المنطقة اليوم، والعالم أيضاً، هو قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اعترفت السعودية بقتله في قنصليتها، بعد أن أنكرت معرفتها بمصيره على مدى 18 يوماً.

بن سلمان الذي بيّن للعالم منذ توليه منصب ولي العهد، في يونيو 2017، أنه مقاتل شرس من أجل توليه حكم المملكة، وقد كشر عن أنيابه معلناً عن نهاية مؤلمة لمن يعادي تطلعاته؛ حيث بدأ باعتقال أمراء وتجار وشخصيات عديدة بحجج منها الفساد والعمل والولاء لدول معادية للبلاد.

وإن كان ما ذهب إليه مراقبون، بأن زيارة نتنياهو للسلطنة تصب في وساطة مع الرياض، لعقد صفقة مع بن سلمان تضمن بقاءه في منصبه، وإنهاء ملف اغتيال خاشقجي، فإن ولي العهد السعودي يكون قد قطع على "إسرائيل" مشواراً طويلاً لعقد "صفقة القرن".

مثل هذه الصفقة، بحسب سعد الدين، تنقذ بن سلمان، وبذلك فإن الصفقة تلك تسير بولي العهد المهدد بالسقوط من ولاية العهد إلى عرش الحكم.

ومصطلح "صفقة القرن" تسمية متداولة إعلامياً، وتعبِّر عن مساعي واشنطن في عهد ترامب لإنهاء القضيّة الفلسطينية، وتتضارب الأنباء عن بنود هذه الصفقة.

- ترامب يضع بن سلمان أمام الأمر الواقع

فقد اعترف الرئيس الأمريكي، لأول مرة، بوجود علاقات متينة بين السعودية و"إسرائيل"، مفجراً مفاجأة مدوية حين صرح بشكل رسمي، الثلاثاء (23 أكتوبر)، بأن "السعودية ساعدتنا كثيراً على الصعيد الإسرائيلي"، دون أن يُدلي بمزيدٍ من التفاصيل.

وبحسب موقع "كان" العبري، الذي أورد الخبر صباح الأربعاء (24 أكتوبر)، قال ترامب، تعليقاً على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي: "إن السعودية حليف عظيم بالنسبة للولايات المتحدة وأحد أكبر المستثمرين، وربما الأكبر، وساعدتنا كثيراً في دعم إسرائيل".

هذا التطور في العلاقات يسير في إطار ما يتخوف منه مراقبون، بأن يقود بن سلمان حركة تطبيع علنية في المنطقة، تساعد في حلّ القضية الفلسطينية بالطريقة التي تريدها "إسرائيل".