ملفات » قضية جمال خاشقجي

بعد مقتل خاشقجي.. بريطانيا تكثف تحقيقاتها باعتداء على الدوسري

في 2018/10/29

وكالات-

رفعت الشرطة البريطانية من مستوى تحقيقاتها في حادثة الاعتداء على المعارض السعودي "غانم الدوسري"، وذلك بعد أن اعترفت الرياض بمقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول مطلع الشهر الجاري.

وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير لها أن الشرطة لم تبدِ، في البداية، اهتماما كبيرا بالاعتداء الذي وقع في 31 أغسطس/آب الماضي، مشيرة إلى أن طاقم الإسعاف الذي أسعف "الدوسري" بعد الاعتداء، قام بأخذه إلى مركز شرطة قريب، حيث سُمح له، بعد انتظار عدة ساعات، بالإدلاء ببيان إفادة.

وقال "الدوسري" إن الشرطة، استدعته، الأسبوع الماضي، للحصول على تصريح ثانٍ في مقابلة استمرت قرابة 3 ساعات.

وأضاف: "أعتقد أنهم يأخذون الأمر بجدية الآن بعد جمال خاشقجي".

وانتشرت لقطات مصورة على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بالحكومة السعودية، تظهر الاعتداء الذي تعرض له "الدوسري" بعد لحظات من وقوعه.

وقال "الدوسري" إن الرجلين لاحقاه وصديقه "آلان بندر"، من مقهى حيث كانا يشربان القهوة، وقاما بهاجمتهما في شارع "برومتون" مقابل متاجر "هارودز" في لندن.

وتابع: "جاءا من خلفنا وتقدما إلي قائلين من أنت كي تتحدث عن العائلة المالكة السعودية"، مشيرا إلى أن المعتديين وجها إليه لكمات 3 مرات.

ولـ"الدوسري" قناة على "يوتيوب" تسخر من النظام السعودي، ولديه عدد كبير من المتابعين في الشرق الأوسط، وقد تلقى، سابقا، تهديدات بالقتل، بما في ذلك مكالمة هاتفية قام بتسجيلها ونشرها.

وقال الناشط، الذي يملك إقامة "لاجئ" في المملكة المتحدة، إنها المرة الأولى التي يتعرض فيها لاعتداء جسدي على خلفية مقاطع فيديو قام بنشرها.

وعلق وزير الخارجية البريطاني "جيريمي هانت"، الأسبوع الماضي، أمام مجلس العموم، على الاعتداء على "الدوسري"، وقال ردا على سؤال بخصوص الواقعة: "نحن ندرك وجود نمط من الأخطاء هنا، ونحن قلقون للغاية بشأنه".

وقال صديق "الدوسري"، "آلان بند"ر، وهو رجل أعمال كندي، إن الرجُليْن اتهما "الدوسري" بأنه عدو للسعودية، وهدداه "بتلقينه درسا".

وأضاف: "أخبرتهما بأن هذه لندن وليست الرياض، فرد أحدهما: تبا للندن، ملكتهم عبدتنا ورجال شرطتهم كلابنا".

ويعتقد "الدوسري" أن الرجلين كليهما كانا سعوديين، وعادا إلى البلاد بعد ذلك.

ونقلت "صنداي تايمز" عن  تقرير خدمة الإسعاف في لندن، أن "الدوسري" عولج في مكان الحادث، بعد تعرضه لإصابة في الوجه وتورم في العين.

وقال "بندر" إنه بينما كان ينتظر خارج مركز الإسعاف حيث كان "الدوسري" يعالج، اقترب منه رجل زعم أنه يتصرف بإمرة النظام السعودي، وعرض عليه المال مقابل رفض الإدلاء بشهادة عن واقعة الاعتداء.

وتابع: "قال لي الرجل إنه كان يعمل لحساب محمد بن سلمان وإن الأموال ستتدفق في جيبي مثل الأرز إذا كنت راغبا في أن أصبح صديقا لولي العهد وألا أقف في صف غانم، وألا أكون شاهدا على الاعتداء".

وكشف "بندر" هوية الرجل لصحيفة "صنداي تايمز"، التي أشارت إلى تعذر الوصول إلى هذا الشخص، لأخذ تعليق منه، الليلة الماضية، وهو تاجر تصدير سعودي في المملكة المتحدة، ومؤيد قوي للنظام السعودي.

وذكر "بندر" أن الرجل أخبره بأن تواجده في المكان أنقذ "الدوسري" من هجوم أكثر خطورة، مضيفا أن الرجل قال له "سيد آلان، خذها مني، وأنا أتحدث نيابة عن صاحب السمو الملكي، إن الشرطة لن تأتي. يمكننا ترتيب أي شيء، هذه لندن، إنها ملك لنا".

ولفت "بندر" إلى أن "الدوسري"، قام الأسبوع الماضي، "بمقابلتين منفصلتين، واحدة مع الشرطة المحلية والأخرى مع سكوتلاند يارد. ما أفهمه هو أن الشرطة طمأنته بأنهم لن يستريحوا حتى يتم توجيه اتهامات" في القضية.

ونشر "الدوسري" مقطع فيديو خاص به يوثق الاعتداء، لكن الصور الأولى التي ظهرت على حسابات موالية للنظام السعودي على وسائل التواصل الاجتماعي، جاءت تحت وسوم: "هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع الكلاب"، و"حتى في لندن لا يمكنك أن تكون غير قابل للمس".

وقال متحدث باسم الشرطة لـ"صنداي تايمز"، إنه "لم تُنفذ بعد اعتقالات، هناك تحقيقات جارية في قضية الاعتداء على الدوسري".

يُذكر أن "الدوسري" فر من السعودية في عام 2003، بسبب آرائه السياسية وطلب اللجوء في المملكة المتحدة، حيث درس وعمل في جامعة "بورتسماوث" قبل أن ينتقل إلى لندن.