علاقات » اميركي لاتيني

تعرّف على أبرز ملفات وأزمات قمة الـ20 في الأرجنتين

في 2018/11/30

الخليج أونلاين-

يلتقي في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، يومي الجمعة والسبت، رؤساء دول وحكومات 20 من القوى العالمية، تشكل 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وثلثي سكانه، و75% من تجارته الدولية، و80% من الاستثمارات العالمية.

شعار القمة هذا العام هو "بناء توافق من أجل التنمية العادلة والمستدامة"، والقمة هي بمثابة منتدى يجمع الدول الأعضاء ومنظمات دولية ومجموعات أخرى، للتباحث في الشؤون العالمية، وبناء إجماع على تطوير سياسات عالمية تعالج التحديات التي تواجه البشرية.

تأتي قمة مجموعة العشرين هذا العام بعد 10 أعوام من عقد أول قمة للمجموعة على مستوى قادتها في العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي هيمنت عليها حينها الأزمة المالية العالمية.

وسيُنشر أكثر من 22 ألف شرطي أرجنتيني، لضمان أمن القمة التي تُعقد في بلد يشهد أزمة اقتصادية جديدة، وبعد عام على القمة التي جرت في هامبورغ وشهدت أعمال عنف على هامشها.

ستشهد القمة مصالحة رمزية بين الأرجنتين وبريطانيا، فبعد 36 عاماً على حرب المالوين في جزر فوكلاند، ستكون تيريزا ماي أول رئيسة وزراء بريطانية تتوجه إلى بوينس آيرس.

مجموعة العشرين

- قضية خاشقجي

يشكل حضور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، القمة اختباراً حقيقياً له، في أول جولة خارجية يجريها منذ أزمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي مطلع أكتوبر الماضي، حيث يحاول أن يعود بقوة إلى الساحة الدولية من خلال بوابة مجموعة العشرين، بعد تضييق الخناق عليه.

وتضاربت الأنباء حول اجتماع محتمل بين بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعد أكبر داعم له.

وكان ترامب قد قال الثلاثاء، إنه لا يوجد لقاء مجدول مع بن سلمان، ولكنه "سيجلس حتماً" معه. كما من المقرر أن يلتقي الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين، في حين قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيلتقي ولي العهد السعودي إذا طلب الأخير ذلك.

- مستقبل العمل

إحدى "الأولويات" التي ستناقشها القمة والتي أعلنتها الأرجنتين "مستقبل العمل"، في ظل التقدم التكنولوجي وتزايد الاعتماد على الآلات والاستغناء عن العنصر البشري.

تواجه حكومات الدول الأعضاء تحدي تأهيل القوى العاملة بالمهارات التي ستتطلبها وظائف المستقبل، وتوفير الحماية الاجتماعية للفئات التي ستتضرر.

تقول الوثيقة المعدة لأجندة القمة: إن "الاستجابة السياسية يجب أن تضمن أنَّ تبنّي التغيير التكنولوجي لن يؤدي إلى الاستبعاد أو التفكك الاجتماعي أو رد الفعل العنيف".

دعت الوثيقة إلى ضمان أن يكون لكل فردٍ الفرصة لتطوير نفسه، ومن ثم الاستفادة من عصر التكنولوجيا.

في استطلاع حديث لمركز "بيو" للأبحاث بواشنطن بشأن القمة، قال المشاركون من دول أوروبية والولايات المتحدة واليابان إن لديهم ثقة أكبر باقتصاد بلدانهم، لكن لديهم أيضاً حالة من التشاؤم إزاء المستقبل.

يشير الاستطلاع أيضاً إلى مخاوف جدية من تأثير "الآلة" على الوظائف، فالغالبية العظمى من المشاركين من 10 دول متقدمة وناشئة، توقعوا أن تؤدي الروبوتات وأجهزة الكمبيوتر الكثير من الأعمال التي يؤديها البشر حالياً، وذلك خلال السنوات الـ50 المقبلة.

- قضية المناخ

مواجهة منتظرة أيضاً تقودها فرنسا ضد ترامب بخصوص المناخ، قبل افتتاح مؤتمر المناخ الكبير، في بولندا، بالثاني من ديسمبر المقبل.

ويسعى الرئيس إيمانويل ماكرون لكسب تأييد ترامب بخصوص قرار جديد يهدف إلى خفض الاحتباس الحراري، بعد أن انسحب الأخير من اتفاق باريس، كما يشكك باستمرارٍ في مفهوم ارتفاع حرارة الجو.

- أسعار النفط

قضية أسعار النفط حاضرة بقوة هي الأخرى في القمة، وسط توقعات بأن السعودية وروسيا -أكبر دولتين مصدّرتين للبترول- يمكن أن تفكرا في خفض إنتاجهما، للحد من تراجع أسعار الذهب الأسود.

لكن الرئيس ترامب سيشدد، خلال القمة، على ضرورة أن تظل أسعار النفط منخفضة، حيث يعتبرها بمثابة "خفض ضريبي للاقتصاد الأمريكي".

- مواجهة بوتين

أبرز التحديات التي تنتظرها القمة أيضاً، التصعيد العسكري الراهن بين روسيا وأوكرانيا، على خلفية احتجاز موسكو ثلاث سفن حربية أوكرانية في بحر آزوف منذ الأحد الماضي.

وقال فرانسوا هيسبورغ، المستشار بمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس: "إن الموضوع الذي فرض نفسه للتو هو قضية بحر آزوف، حيث اعترض حرس حدود روس ثلاث سفن عسكرية أوكرانية".

ورداً على هذا الحادث، فرضت أوكرانيا -وهي ليست عضوة في مجموعة العشرين- حالة الطوارئ.

وهدد ترامب بإلغاء لقاء ثنائي، منتظر جداً، مع نظيره الروسي، على هامش القمة.

وقال الرئيس الأمريكي إنه ينتظر تقييماً من مستشاريه للأمن القومي حول الوضع الأوكراني، ستكون النتائج التي يتوصلون إليها "حاسمة".

- الحرب التجارية

ومن المفترض أيضاً أن يجري الرئيس الأمريكي محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ في بوينس آيرس، لبحث تبادل فرض الرسوم الجمركية بين البلدين.

وبعدما هز التصعيد الذي تمثل بإجراءات جمركية انتقامية بين بكين وواشنطن الاقتصاد العالمي، كرر ترامب، الاثنين الماضي، تهديده بفرض رسوم على كل البضائع المستوردة في الولايات المتحدة.

لكنه عاد أمس الثلاثاء، وقال إنه يرى "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق مع بكين ببعض الشروط.