سياسة وأمن » اتفاقيات

ضغوط مصرية خليجية على البشير لإلغاء اتفاقية سواكن

في 2019/02/05

الخليج أونلاين-

كشفت مصادر مصرية مطلعة، عن ممارسة القاهرة بدعم خليجي ضغوطا على الرئيس السوداني "عمر البشير"؛ لتحجيم علاقات الخرطوم مع أنقرة.

وتسعى مصر مدعومة من السعودية والإمارات والبحرين، باستغلال الاحتجاجات التي تطالب بتنحي "البشير"، في دفع الرئيس السوداني للتراجع عن اتفاقات وقعها مسبقا، من شأنها تدعيم تمدد النفوذ التركي في القارة السمراء.

ووفق المصادر التي تحدثت لـ"الخليج الجديد"، فإن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، أبلغ "البشير" خلال زيارته إلى القاهرة، الأسبوع الماضي، مطلب الرباعي العربي بضرورة إلغاء اتفاقية "سواكن" التي وقعها مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" العام قبل الماضي.

وميناء "سواكن" على البحر الأحمر، هو ثاني أكبر موانئ السودان بعد ميناء بورتسودان (شرق)، ويبعد عن الخرطوم حوالي 642 كم.

ويشعر الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) بامتعاض كبير إزاء التقارب السوداني - التركي الحاصل في الفترة الأخيرة، وتمدد نفوذ أنقرة في الجارة الجنوبية لمصر.

وأضافت المصادر، أن القاهرة نقلت للخرطوم وعودا بدعم خليجي كبير، وحزم من المساعدات الاقتصادية السخية، تمكنه من تجاوز الاحتجاجات المناهضة لحكمه، والتي دخلت شهرها الثاني على التوالي، حال إلغاء الاتفاقية.

وتخشى دوائر استخباراتية مصرية، من أن تتحول الجزيرة الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر، بموجب الاتفاق المبرم بين الخرطوم وأنقرة، ديسمبر/كانون الأول 2017، إلى قاعدة عسكرية تركية تشكل تهديدا أمنيا لها.

ويزيد من مخاوف الرباعي العربي، دخول قطر على الخط، عبر ضخ 4 مليارات دولار، في مشروع إعادة تأهيل وإدارة ميناء "سواكن".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتقد نائب الرئيس السوداني "إبراهيم السنوسي"، تصوير دول عربية، الاتفاقية على أنها منح تركيا قاعدة عسكرية في "سواكن"، مستنكرا بقوله: "لا ينبغي أن تكون لتركيا قاعدة على البحر الأحمر، فيما لأمريكا وبريطانيا وغيرها قواعد هنا، وفوقها قواعد لـ(إسرائيل)".

لكن وزير الخارجية السوداني السابق "إبراهيم غندور"، حاول طمأنة القاهرة، نافيا وجود أي تعاون عسكري بين بلاده وتركيا في جزيرة سواكن السودانية أو غيرها، مؤكدا أن تركيا لن تقيم قاعدة عسكرية على الجزيرة.

وتحظى "سواكن" بأهمية إستراتيجية تكمن في كونها أقرب الموانئ السودانية إلى ميناء جدة الإستراتيجي السعودي على البحر الأحمر، حيث تستغرق رحلة السفن بين الميناءين ساعات قليلة.