علاقات » تركي

إساءة وكلام بذيء.. هكذا رد الإعلام السعودي على اتهام بن سلمان بالكذب

في 2019/02/06

الخليج أونلاين-

شنت وسائل إعلام سعودية عبر مقالات لكتاب، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوماً لاذعاً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ في محاولة للتغطية على الانتقاد الشديد الذي وجهه لولي عهد المملكة؛ بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ووجه أردوغان في مقابلة مع "TRT عربي" الاثنين (4 فبراير الجاري)، اتهاماً بالكذب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير خارجية المملكة السابق عادل الجبير.

وقال إن الجبير "كذب" في قضية خاشقجي ثم عزله الملك سلمان بن عبد العزيز من منصبه. وأشار إلى وجود "كذب" في تصريحات ولي العهد السعودي حول القضية ذاتها، مؤكداً أن "مدبري الجريمة ربما تخلصوا من بعض الضالعين عبر حوادث سير".

قضية الصحفي السعودي، ومنذ مقتله في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر الماضي، باتت من بين القضايا الأبرز والأكثر تداولاً على الأجندة الدولية؛ نظراً لتورط أسماء كبيرة في السعودية بالجريمة، وتأكد ضلوع مقربين من ولي العهد بشكل مباشر في الأمر.

في المقابلة مع "TRT عربي" جدد الرئيس التركي تأكيد أنه "لا يمكن تحمل سماع تسجيلات عملية قتل خاشقجي وتقطيع جثته، ولا يمكن لأي شخص سليم أن يقوم بهذه الجريمة"، موضحاً أن تركيا لديها شريط مسجل للجريمة.

ودعا أردوغان السلطات في السعودية إلى الكشف عن تفاصيل الجريمة كاملة، معبراً في الوقت ذاته عن استغرابه من صمت أمريكا إزاء القضية، "فهناك وحشية كبيرة في الجريمة".

وقال: "وظيفتي كرئيس للجمهورية هي إظهار الحقيقة التامة في قضية قتل خاشقجي، وعلى الجانب السعودي الإجابة عن الأسئلة العالقة حول الجريمة".

تهديد ووعيد

وقد عمد الإعلام السعودي منذ وقوع جريمة اغتيال خاشقجي إلى التكتم والدفاع "الأعمى" عن السلطات في المملكة، خصوصاً بعد نفي بن سلمان أن الجريمة وقعت في القنصلية، قبل أن يصدمهم إعلان رسمي من الرياض بوقوع الحادثة وتورط أسماء كبيرة فيها.

وفي استمرار لطريق الدفاع عن صورة ولي العهد داخلياً، هدد الكاتب نايف معلا، في مقال له بصحيفة "الحياة" السعودية، تركيا من "غضب" سعودي، وقال: "لا أبالغ ولا أخرج من السياق الموضوعي عندما أقول إن السعودية (...) صبرت كثيراً على تعنت تركيا، واتسمت بأعلى درجات الحِلم"، مضيفاً: "آن الوقت لأن يقوم أحد بترجمة المثل العربي: اتقِ شر الحليم إذا غضب، إلى اللغة التركية".

معلا زعم في مقاله أن "تركيا لم تتعاون مع السعودية" في قضية مقتل خاشقجي، على خلاف ما أكد الرئيس التركي، وما يؤكده باستمرار المسؤولون الأتراك.

الكاتب السعودي اتهم أردوغان بأن سبب تصريحاته هو الرغبة في "إعادة هذه القضية إلى المشهد بعد أن خفت الضوء المسلط عليها، وقطعت السعودية الطريق على محاولة استغلالها باتخاذ التدابير القانونية حيالها".

حاربوا أردوغان!

"محاربة أردوغان الحلّ الأمثل الذي يجب أن تتبناه السعودية اليوم"، بحسب ما يرى الكاتب أحمد عوض، الذي قال في مقال له في صحيفة عكاظ المحلية، إن أردوغان "يقطع شعرة معاوية مع السعودية".

وشدد عوض في مقاله قائلاً: "حاربوا هذا الرجل (أردوغان) الذي بدأ يسترسل في حربه ضد السعودية. حاربوه في سياحته، في بضاعته، في كل ما يدعم موقفه أمام شعبه، قاطعوه حتى لا يتجرأ لما هو أبعد".

واسترسل موجهاً حديثه لحكومة بلاده: "أوقفوا هذا العبث، هذا الابتزاز، لا تنتظروا موقفاً سياسياً رسمياً".

ماذا يريد أردوغان؟!

كاتبان في جريدتين سعوديتين قادهما تشابه الأفكار إلى عنوان موحد لمقال كل منهما، بل حمل العنوانان نفس علامة الاستفهام التي ذيلتهما ولحقت بها علامة تعجب، وكان عنوانهما "ماذا يريد أردوغان؟!".

تحت هذا العنوان كتب سلطان عبد العزيز العنقري، في صحيفة "المدينة" السعودية، متسائلاً: "هل يريد أردوغان ابتزازنا في قضیة مواطن؟! إذا كان هذا هو الهدف فإننا نقول للسید أردوغان على رسلك فالسعودیة دولة عظمى بقيادتها وشعبها ووحدة ترابها واقتصادها القوي الذي أدخلها مجموعة العشرین الاقتصادیة".

وتحت العنوان نفسه "ماذا يريد أردوغان؟!" كتب خالد بن حمد المالك، مقالاً في صحيفة الجزيرة المحلية، هاجم فيه الرئيس التركي.

وقال: "منذ مقتل جمال خاشقجي لا همَّ للرئيس التركي إلا قضية مقتل هذا المواطن السعودي"، مشيراً إلى أن أردوغان "انصرف عن الاهتمام بدولته إلى توظيف هذه القضية"، بقصد "الإساءة إلى المملكة وزين الشباب فيها ولي العهد محمد بن سلمان".

وعلى الرغم من أن حكومة بلاده لم تكشف حتى الآن عن مكان جثة خاشقجي، وتماطل في الإعلان عن التفاصيل الحقيقية للجريمة ومصير المتهمين الذين قالت إنها تعتقلهم، فإن الكاتب السعودي يرى أن حكومة بلاده "أخذت بكل الخطوات القانونية، وسمَّت الأشياء بأسمائها، وحددت في أكثر من بيان أسماء مَن قد يكونون أطرافاً في مقتل المواطن السعودي".

إساءات على "تويتر"

منذ مساء الاثنين (4 فبراير الجاري) بدأت منصة "تويتر" في السعودية تتحول إلى منصة للإساءة والكلام البذيء بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ في رد على انتقاد الأخير للحكومة السعودية واتهام ولي عهدها بالكذب.

نشطاء سعوديون مشهورون على "تويتر" شنوا هجوماً على أردوغان وبلاده لم يخلُ من الشتائم، في حين كان تبجيلهم وتعظيمهم لحكومة بلادهم وولي عهد السعودية محمد بن سلمان كبيراً، وهو الذي تتهمه وكالة الاستخبارات الأمريكية بأنه على علم بقضية الاغتيال.

بعض التغريدات كانت تحمل أيضاً تهديدات، وأخرى وصلت إلى حد المطالبة بهدم الأروقة التركية التي كان بناها الأتراك في مطاف الحرم المكي، وهي تنفع الحجيج وزوار بيت الله.

وبعد 18 يوماً من الإنكار والتفسيرات المتضاربة أعلنت الرياض مقتل خاشقجي داخل قنصليتها؛ على إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطناً، بحسب ادعائها، دون الكشف عن مكان الجثة.

ومنتصف نوفمبر الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية أن من أمر بالقتل هو رئيس فريق التفاوض معه (دون ذكر اسمه).

وفي 3 يناير الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية عقد أولى جلسات محاكمة مدانين في القضية، لكن الأمم المتحدة اعتبرت المحاكمة غير كافية، وجددت مطالبتها بإجراء تحقيق "شفاف وشامل".

بدوره أصدر القضاء التركي، في 5 ديسمبر الماضي، مذكرة توقيف بحق النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودي أحمد عسيري، وسعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان؛ للاشتباه بضلوعهما في الجريمة.