علاقات » اسرائيلي

سياسة بن سلمان المنفتحة لم تقنع الغرب

في 2019/02/12

نيويورك تايمز- ترجمة منال حميد -

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها من منطقة العُلا بالسعودية على الجهود التي تقوم بها الرياض من أجل إبراز السعودية كوجهة سياحية جديدة، مستندة بذلك لرؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكنها اعتبرت أن تلك الجهود تصطدم مع قمع سياسي يمارسه ولي العهد ضد خصومه ومنتقديه، نفر منه الغرب.

وتنقل الصحيفة عن الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، حسين إيبش، قوله إن الجزء المرئي من رؤية بن سلمان كبير جداً، فهو يحاول إحداث ثورة من "المرح" وإعادتها للمجتمع بعد سنوات من عمليات التخلص من كل وسائل الترفيه العامة.

وتابع: "بينما يطلق بن سلمان العنان لتحرير اجتماعي وتحديث اقتصادي فإنه يقف بالضد من مناشدات الغرب له من أجل احتواء حملته القمعية التي يمارسها سياسياً والتي تعتبر غير مقبولة وتنفر معظم دول الغرب منه".

في منطقة العُلا حيث تقام فعاليات شتاء طنطورة، تقول الصحيفة، فإن السعودية تبدو بلداً مختلفاً بالكامل عن البلد، الذي يتعرض لانتقادات مستمرة من سياسيين أمريكيين ومسؤولين دوليين أخرين منذ أكتوبر الماضي، عندما تم اتهام بن سلمان شخصياً بالوقوف وراء عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول.

وخلص تقييم نهائي لوكالة الاستخبارات الأمريكية، لـن ولي العهد مسؤول عن مقتل خاشقجي، في وقت نفت الرياض هذه التهم.

وتعرض بن سلمان لانتقادات دولية بسبب سجنه لنشطاء حقوق انسان واعتقاله لمئات الأشخاص في أحد فنادق الرياض، هذا بالإضافة إلى الحرب التي يشنها في اليمن منذ 2015 والتي تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

المسؤولون في السعودية يحاولون صناعة سياحة مستغلين رؤيته ولي العهد القائمة على تحديث الاقتصاد والانفتاح والتحرر الاجتماعي، فلقد أقيمت في السعودي مؤخراً العديد من الحفلات الغنائية التي لم يكن يُسمح بها سابقاً.

ويقول ماهر مازن، مدير في منتجع "شادن" بمنطقة العُلا، وهي مدينة صخرية وأثرية، إن سعر الليلة يصل إلى 440 دولاراً في الليلة، مضيفاً: "هذا مكان مستقبلي لصناعة السياحة في السعودية، المنطقة غنية بالتاريخ والآثار".

في مطلع فبراير حضر قرابة 3 آلاف شخص لفعاليات نهاية الأسبوع في مهرجان شتاء طنطورة، حيث أقيمت حفلات غنائية وموسيقية راقصة، وذلك ضمن الفعاليات التي انطلقت في 20 ديسمبر ويستمر حتى 23 فبراير.

شركات السياحة الداخلية بدأت بتقديم عروضها للسعوديين لزيارة فعاليات المهرجان، وهي تتضمن رحلة يومية من جدة أو الرياض بتكلفة تصل إلى 1400 دولار في حين تصل تكلفة نهاية الأسبوع إلى نحو 6 آلاف دولار، وهي تشكل تكاليف باهظة جداً بالنسبة للسعوديين، كما تقول الصحيفة.

وفي إطار تهيئة كوادر محلية سعودية متخصصة في مجال السياحة، وقعت الرياض مع باريس اتفاقية لإيفاد ما بين 300 إلى ألف من الشباب السعوديين لتلقي تدريبات وتعليم في معهد متخصص.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هناك العديد من النساء بين الذين تم إيفادهم لفرنسا للدراسة والتدريب.

تأشيرة الدخول للسعودية تعد واحدة من المشاكل التي مازالت تقف كعقبة أمام تطوير قطاع السياحة، وهو ما دفع بالقائمين على هيئة الترفيه بالرياض، إلى استضافة العشرات من المدعوين الأجانب في انتظار أن تصدر تشريعات تسهل الحصول على التأشيرة السياحية.