السلطة » انقلابات

هل محمد بن سلمان قيد الإقامة الجبرية؟

في 2019/03/19

هدى القشعمي- راصد الخليج-

أحدث احتجاب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأكثر من 20 يوماً عن الظهور الإعلامي وحضوره أي لقاء داخل المملكة وخارجها، العديد من التساؤلات عن سبب هذا الغياب الغير معتاد للأمير الشاب، وعن امكانية أن يكون قيد الإقامة الجبرية.

يجري الحديث عن أن هذا الغياب للأمير الشاب إثر وضع الملك سلمان ابنه قيد الإقامة الجبرية بعد عودة الأخير من زيارة قام بها إلى مصر، وهذا الغياب أتى بعد خلاف نشب بين الأب وابنه على خلفية القرارات التي اتخذها ولي العهد في أثناء غياب والده، ومن هذه القرارات تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان كأول سفيرة سعودية بواشنطن، وترقية شقيقه الأمير خالد بن سلمان إلى منصبه نائب وزير الدفاع بعدما كان سفيراً في الولايات المتحدة، وتشير أوساط للغارديان أن أحد مستشاري الملك حذره من احتمال حدوث تحرك ضد سلطته ممَّا أثار فزع الدائرة المحيطة بالملك؛ وأدى إلى استقدام فريق أمني جديد من السعودية لحماية الملك أثناء وجوده في مصر، وفي هذه الفترة جرى الحديث عن فشل انقلاب كان يحضره محمد بن سلمان على والده.

وتضاف إلى الأسباب أعلاه خلافات سابقة بينهما بشأن معالجة ملف أسرى حرب اليمن، وتعامل السعودية مع الاحتجاجات الشعبية في السودان والجزائر، وكذلك موقف المملكة من التطورات الجارية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما قام الملك سلمان بتقييد صلاحيات ابنه بحسب ما ذكرت الغارديان البريطانية التي تحدثت تجرّيد الملك سلمان نجله من بعض صلاحياته المالية والاقتصادي، وتوكيلها إلى أحد كبار مستشاريه مساعد العيبان.

ومن الملاحظ غياب الأمير محمد بن سلمان لأكثر من 20 يوماً، بدأ من عدم استقبال والده الملك سلمان إثر عودته من زيارة مصر وصولاً إلى يومنا هذا. وقد ذكر حساب فارس على تويتر أن الملك سلمان وضع ابنه قيد الإقامة الجبرية إثر خلاف نشب بينهما.

مهما كان وضع الأمير محمد بن سلمان الحالي، فمن المؤكد أنه قد تمت تنحيته عن المشهد السياسي، إثر التعثر المتتالي الذي أحدثه للمملكة بدأ بحرب اليمن وتبعاتها المالية الكبيرة التي أصبحت تفوق قدرة المملكة على تحمل تبعاتها، وبعدها ما قام به في الريتز من ممارسات ضد الأمراء الذين اتهمهم بالفساد فبانت براتهم من التهمة وصفيت أمورهم، وأكثر ما هز صورة المملكة هي جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في تركيا، استشعر الملك سلمان خطورة ما يقوم به ولده إذ يتصرف بما يحلو له دون العودة لأبيه مما اضطر الملك لتنحيته ومن غير المستبعد وضعه تحت الإقامة الجبرية.