اقتصاد » مياه وطاقة

أكبر حقل نفط سعودي ينضب أسرع من المتوقع.. ماذا يحدث؟

في 2019/04/04

وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية-

كشفت وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية، أن حقل "غوار" أكبر الحقول السعودية العملاقة في العالم ينضب أسرع من المتوقع.

وأوضحت الوكالة الاقتصادية الدولية أن البيانات التي أعلنتها شركة النفط السعودية "أرامكو" بمناسبة طرح سندات مالية في الأسواق الدولية، مؤخراً، كشفت عن الحجم الفعلي لإنتاج حقل "غوار" بعد سنوات طويلة من السرية المفروضة عليه منذ تأميم قطاع النفط في السعودية قبل نحو 40 عاماً.

وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن الأرقام التي نشرتها "أرامكو" في نشرة الترويج للسندات أشارت إلى أن أقصى إنتاج لحقل "غوار" يبلغ حالياً نحو  3.8 ملايين برميل يومياً، في حين كان المعلن سابقاً في الأسواق أن الإنتاج فيه يصل إلى 5 ملايين برميل يومياً.

وقال فيرندرا شاوهان، رئيس إدارة مراقبة الأنشطة الإنتاجية في صناعة النفط العالمية في شركة "إنيرجي أسبيكتس" للاستشارات: "إن الطاقة الإنتاجية المنخفضة غير المتوقعة لحقل غوار تعتبر أهم ما تضمنه التقرير الذي أصدرته أرامكو عن أوضاعها المالية والإنتاجية، باعتبار هذا الحقل هو أكبر حقول النفط في المملكة والعالم".

وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الخاصة بصناعة النفط في العالم، والتي تستند إليها أسواق النفط العالمية، قدرت استناداً إلى بيانات رسمية سعودية إنتاج حقل "غوار" في عام 2017 بنحو 5.8 ملايين برميل يومياً.

لكن بموجب إعلان "أرامكو" فإن عمره الافتراضي بات أقصر ممَّا كان يعتقد، فالمتبقي فيه 48.2 مليار برميل من النفط، ما يعني أن العمل به سيستمر 34 سنة أخرى بأقصى معدل إنتاج.

وذكرت "بلومبيرغ" أن الإحصائية الجديدة تعني أن حقل "غوار" لم يعد الأكبر في العالم، ليحتل محله حقل "بيرميان" الأمريكي الذي بلغ إنتاجه الشهر الماضي 4.1 ملايين برميل يومياً بحسب البيانات الحكومية الأمريكية.

حقل "غوار" تم اكتشافه على يد جيولوجي أمريكي عام 1948، وتعتمد السعودية في إنتاجها النفطي بشكل أساسي عليه، كما خططت الولايات المتحدة للسيطرة عليه خلال أزمة النفط العالمية في حرب العام 1973 بين العرب و"إسرائيل"، عندما قطعت الرياض إمداد الدول الغربية من النفط.

وإلى جانب حقل "غوار" يوجد حقلان كبيران آخران هما "خريص" الذي تم اكتشافه عام 1957، بقدرة إنتاج نبلغ حتى 1.45 مليون برميل يومياً، وحقل "السفانية" والذي تم اكتشافه عام 1951، وهو أكبر حقل نفط بحري في العالم بطاقة 1.3 مليون برميل يومياً، وهما جزء من 101 بئر تديرها أرامكو في عموم المملكة.

والاثنين الماضي أطلقت "أرامكو" أول تقرير يكشف حجم إنتاجها النفطي بالتزامن مع طرحها سندات أولية للتداول من 470 صفحة لأول مرة منذ 50 عاماً، كشفت فيه أن السعودية قادرة على إنتاج 12 مليون برميل كحد أقصى يومياً، ويمكن زيادتها بـ500 ألف برميل أخرى إذا ما استغلت المنطقة المحايدة المتنازع عليها مع الكويت (شمال شرق المملكة) والمتوقف العمل فيها حالياً.

وتحتفظ المملكة - وفق "بلومبيرغ"- بنحو مليون إلى مليوني برميل في اليوم من إنتاجها كاحتياط، ولا تستخدمها إلا خلال الحروب أو الاضطرابات أو الطلب القوي العالمي الاستثنائي، ونهاية العام الماضي ضخت 11 مليون برميل يومياً للأسواق العالمية.

وبالاستناد إلى تقرير "أرامكو" ذكرت "بلومبيرغ" أن المملكة تمتلك 226 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية، وهو ما يكفي لمدة 52 عاماً أخرى فقط وفق وتيرة الإنتاج الحالية.

كما أقر سعوديون بأن حقولهم تتقدم في العمر على نحو أسرع ممَّا كان متوقعاً، حيث تم على مدار نحو أقل من قرن من الزمن استخراج أكثر من 40% من النفط، لتغذية شبكات الطاقة في العالم، وهو رقم كبير كما تقول الوكالة.