سياسة وأمن » لقاءات

بعد بن سلمان.. "عبد المهدي" يدخل الكعبة ويواجه انتقادات

في 2019/04/20

متابعات-

سخر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من فتح السلطات السعودية باب الكعبة لرئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، الذي اختتم زيارته إلى السعودية.

وأبدى ناشطون في مواقع التواصل استغرابهم من السماح للمسؤول العراقي، الذي يتهمه مواطنوه بأنه أحد قيادات "فيلق بدر الشيعي" المتهم بارتكاب مجازر في العراق، إضافة إلى اتهام عبد المهدي بالوقوف وراء عملية السطو على مصرف الرافدين فرع الزوية في 2009.

وكتب الباحث العراقي الشيخ فاروق الظفيري في صفتحه بـ"تويتر"، قائلاً: "عادل عبد المهدي يدنس الكعبة، عضو فيلق بدر الإرهابي، سارق مصرف الزوية، عباد القبور".

وعلق شخص يدعى رائد الريشاوي على مقطع الفيديو في "فيسبوك"، أثناء زيارة عبد المهدي للكعبة، ساخراً بقوله: "على الجهات المسؤولة عن الأمن مراقبة الكاميرات جيداً وتشديد الرقابة خوفاً على الكعبة من السرقة !!!!".

كما سخر حساب آخر في "تويتر" باسم "وسام"، على منشور لصفحة رئاسة الوزراء العراقية،  قائلاً: "لبيك اللهم لبيك سرقنا العراق وجئنا إليك".

لكن الصحفي العراقي سيف صلاح الهيتي رأى أن فتح أبواب الكعبة أمام رئيس الوزراء العراقي دليل على أنه "استطاع تقديم ضمانات ولو على الورق لدول الخليج بأن العراق لن يكون تابعاً كما السابق لإيران".

ولا تُفتح الكعبة إلا مرتين في العام؛ الأولى: في أول شعبان لغسلها، والثانية في أول ذي الحجة لغسلها ولتعليق الكسوة الجديدة، كما تفتح في حالات نادرة بإذن من ملك السعودية لدخول ضيوف السعودية من قيادات الدول.

وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، زار في 12 فبراير الماضي المسجد الحرام بمكة المكرمة، وتجول فوق سطح الكعبة المشرفة مع عدد من مرافقيه.

وأثارت تلك الزيارة غضب عدد كبير من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا فيها محاولة لتبييض صفحة بن سلمان بعد الاتهامات الواسعة له بالمسؤولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، واعتقال وتعذيب عدد من العلماء والمشايخ والناشطات.

وتضمنت زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى السعودية التوقيع على عددٍ من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة إعادة افتتاح المنافذ البرية المشتركة بين البلدين.

وبادرت المملكة بانفتاح على حكومة بغداد المقربة من طهران؛ من خلال إرسال وفدٍ كبير لشخصيات سياسية وتجارية لزيارة العراق في مرحلة حساسة جداً ومهمة، مطلع الشهر الجاري، حيث تسعى الرياض إلى تعميق علاقتها مع جارتها الشمالية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً،  

وتسير الحكومة الجديدة في بغداد على حبل مشدود بين استرضاء إيران (صاحبة النفوذ القوي في العراق) من جهة، والاستفادة من الفرص الجديدة من دول الخليج العربي على غرار السعودية، من جهة أخرى.

ويبدو أن الحكومة العراقية تسعى لكسب الكثير عبر تطوير وتعزيز العلاقات مع السعودية، لكنها قد تعجز عن الحد من النفوذ العسكري لطهران داخل العراق، في وقت تأمل أن تساعد السعودية وحلفاؤها العرب على تقليص اعتماد العراق الاقتصادي على إيران.