من هنا وهناك » من هنا وهناك

تفاصيل مثيرة.. كيف تحرش أمير سعودي جنسيا بلاعب كرة إنجليزي؟

في 2019/04/25

متابعات-

قصة مثيرة حول احتراف لاعب إنجليزي في السعودية في سبعينات القرن الماضي، وهروبه الدرامي من المملكة، بعد محاولة تحرش جنسي تعرض لها من أمير سعودي، كشفت عنها "بي بي سي" في تقرير مطول، نشرته الثلاثاء، روت فيه تلك التفاصيل.

وتشير التفاصيل إلى أن اللاعب الإنجليزي، ويدعى "إيمون أوكيف"، كان يعيش حياة فقيرة في إنجلترا، رغم أنه كان يمارس كرة القدم، حيث ولد لأبوين متواضعين ماليا، وتعرض اللاعب الشاب لإصابة بكسر في القدم أقعدته لفترة عن ممارسة هوايته التي كان يتحصل منها على بعض النقود، فازداد وضعه تأزما.

ابتسمت الحياة فجأة لـ"إيمون" عندما تلقى عرضا للاحتراف في نادي الهلال السعودي الشهير، عبر مدرب سابق له بإنجلترا، ووجد المقابل المالي مغريا، فوافق على التجربة، رغم تخوفه من اختلاف الطقس الكبير بين السعودية وإنجلترا.

وهذه الصورة تظهر "إيمون" واقفا بين أفراد فريق الهلال السعودي في السبعينات (الثاني من اليمين)..

وتنقل "بي بي سي" عن "إيمون" قوله إنه وصل إلى جدة والتحق بفريق الهلال، وقابل لأول مرة الأمير السعودي "عبدالله بن ناصر آل سعود"، مالك النادي ورئيسه، في سيارة الأخير الفاخرة من نوع "بويك" عندما زار ملعب الفريق السعودي.

وأضاف "إيمون" أن العلاقة توطدت بينه وبين الأمير السعودي، الذي أعجب بمهاراته الكروية، وظن اللاعب الإنجليزي أن الأمر كان مجرد إعجاب من الأمير بتلك المهارات، لكن الأمور تطورت على نحو مفاجئ نحو الأسوأ.

وابتسمت الحياة

وروى "إيمون" كيف أن حياته تغيرت في السعودية، حيث ودع حياة الفقر التي كان يعيشها في إنجلترا تماما، وبعد أن كان يتناول البطاطس المقلية والسمك فقط، بدأ يتناول الوجبات الفاخرة داخل فنادق الخمس نجوم التي كان يقيم بها في السعودية، دون أن يدفع أي شيء، فقد تحمل الأمير السعودي كافة الفواتير، كان هذا كرما كبيرا على "إيمون"، لكنه لم يشعر بالقلق، على العكس وافق له الأمير على كل طلباته، التي شملت شراء سيارة وشقة ونقودا، وتذاكر طيران إلى إنجلترا، ومدارس خاصة لطفليه، وإقامة فاخرة لعائلته بالمملكة.

وهذه الصورة لـ"إيمون" وهو ينظر بسعادة إلى سيارته الفاخرة التي اشتراها له الأمير في السعودية..

الأمور السيئة بدأت تحدث للاعب الإنجليزي بعدما طلب منه الأمير السعودي مرافقته في جولة ببعض العواصم العالمية، فوافق اللاعب، معتقدا أن الأمير أحب مصادقته بشكل بريء، وكان "إيمون" لا يريد أن يفكر بالأسوأ، وسط الرفاهية الهائلة التي كان يتمتع بها هو وأسرته.

بداية المتاعب

ولكن خلال تواجدهما بالعاصمة الفرنسية باريس، صارح الأمير "عبدالله" اللاعب الإنجليزي بينما كانا داخل أحد المصاعد برغبته الشاذة، قائلا: "أريد أن أقول لك شيئاً.. لقد اكتشفت أنني أحبك"، فسأله "إيمون" مرتبكا: "تعني كأخ لك؟"، فأجابه الأمير: "لا.. ليس كأخ"، وهنا بدأت المتاعب.

وهذه الصورة تظهر "إيمون" وهو يجلس بصحبة الأمير "عبدالله بن ناصر" وزوجته في باريس، قبل دقائق من تحرش الأمير به خلال عودتهما إلى الفندق داخل المصعد..

ونقلت "بي بي سي" عن اللاعب قوله إنه شعر بالذعر من هذا التطور، وكان يتصور أن الأمور ستهدأ، لكنه عندما صارح مدربه الإنجليزي الذي كان يعمل بفريق الهلال السعودي "جورج سميث"، فأشعره هذا الأخير بالرعب، بعد أن أكد له أنه بذلك بات يعلم سرا شديد الحساسية عن الأمير السعودي "الشاذ جنسيا"، وهو ما يجعل حياته في المملكة مهددة بالخطر، حيث كانت تجرم السعودية بشدة الشذوذ الجنسي، وكان إفشاء سر الأمير يشكل زلزالا كبيرا، في حال تمت معرفته.

وأمام تلك التطورات قال "إيمون" إنه اختار التضحية بكل شيء والرحيل من السعودية للنجاة بحياته، لكنه لم يجرؤ على قول الحقيقة للأمير السعوي، واكتفى بطلب السفر إلى إنجلترا لمدة أسبوع واحد لزيارة والده المريض، ورغم أن الأمير "عبدالله" لم يكن مطمئنا لهذا الطلب، لكنه وافق في النهاية على سفر "إيمون".

وبالفعل وصل "إيمون" إلى إنجلترا، ولم يعد إلى المملكة، قائلا: "ظللت أشعر بالرعب داخل الطائرة حتى وصلت إلى لندن فشعرت بالارتياح أخيرا".

انتقام سعودي

وفكر "إيمون" باستئناف مسيرته في كرة القدم من جديد، ولكن للتسجيل في اتحاد الكرة، كان عليه أن يحصل على براءة ذمة من السعودية، وبعد التواصل مع السعودية، تلقى "إيمون" فاكساً بالآتي:

9 آلاف ريال سعودي لفسخ العقد (نحو 1200 جنيه إسترليني في ذلك الوقت أي حوالي 8 آلاف جنيه استرليني اليوم)، 1500 ريال لإصلاح جهاز تكييف الهواء في شقته، 300 جنيه إسترليني ديون عليه القيام بتسديدها للأمير "عبدالله"، ينقص ذلك راتب شهر واحد مازال مستحقا لـ"إيمون".

وقال "إيمون" إنه قبل بالبندين الأول والرابع، أما البنود الأخرى فشعر بأنها انتقام من الأمير "عبدالله"، فجهاز التكييف كان سليماً بحسب "إيمون" كما أنه لم يقترض أبدا نقوداً من الأمير.

وبعد تولي أحد أساطير الكرة الإنجليزية رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو "جيمي هيل"، تم حل مشكلة "إيمون"، وحصل على براءة الذمة وبات قادرا على لعب كرة القدم في إنجلترا مجددا، وهو ما حدث بالفعل.

وقال "إيمون" إنه رغم تحول حياته مجددا إلى الفقر عقب عودته إلى إنجلترا، فإنه كان سعيدا بهروبه من السعودية.

وقالت "بي بي سي" إن المركز الحكومي السعودي للإعلام ونادي الهلال رفضا التعليق على قصة "إيمون" مع الأمير الذي توفي في عام 2006.