ملفات » القبض على الدعاة

أقارب معتقلي السعودية.. الصمت مصيبة والحديث كارثة أعظم

في 2019/04/30

واشنطن بوست الأمريكية- ترجمة منال حميد -

سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على أقارب وأهالي المعتقلين السعوديين، وقالت إن قرار التحدث علانية عن أوضاع ذويهم في معتقلات السعودية ما زال قراراً خطيراً بالنسبة إليهم لكونهم يخشون من العواقب.

وأشارت الصحيفة إلى أريج السدحان، السعودية التي قررت بعد عدة أشهر من الصمت أن تتحدث للإعلام عن معاناة أخيها عبد الرحمن عامل الإغاثة، المعتقل في السجون السعودية منذ أكثر من عام.

أريج تعتقد أن لجوءها إلى الإعلام هو الحل الأخير لمساعدة شقيقها المعتقل، وهي التي تعرف أن سلطات بلادها لا تسمح لهم بالحديث عبر وسائل الإعلام، وأن ذلك يمكن أن يقود إلى عمليات انتقامية ضد شقيقها.

تقول أريج لـ"واشنطن بوست" في مقابلة عبر الهاتف من كاليفورنيا: "لقد جرّبنا كل شيء ممكن، شعرت أن جميع الأبواب كانت مغلقة في وجهي".

أريج ليست وحدها، تقول الصحيفة، فالعديد من أقارب المعتقلين لدى السلطات السعودية، والذين أغضبتهم تلك الاعتقالات دون أي تهم رسمية، قرروا اللجوء إلى الإعلام للحديث، حيث أكدوا أنهم لجؤوا للحديث علناً بعد أن فشلت كل محاولاتهم في طرق أبواب مسؤولي الحكومة.

وتشير الصحيفة إلى أن معاناة هذه الأسر تعكس اتساع حملة القمع التي يمارسها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والتي بدأت في سبتمبر 2017، وأدت إلى اعتقال أشخاص بسبب معارضتهم أو بروزهم، أو لأسباب تظل لغزاً لعائلاتهم والجمهور.

يقول أقارب المعتقلين إن عملية اتخاذ القرارات في السعودية لا يمكن التنبؤ بها، ومن ثم فإن خطر التهدئة وعدم الحديث لوسائل الإعلام قد يكون أخطر على أقاربنا المعتقلين.

ويؤكدون أن عائلاتهم كانت بعيدة كل البعد عن السياسة، وحرصت على عدم جذب الانتباه بالحديث عن أبنائهم داخل السجون، بخلاف قلة قليلة كانت هي أصلاً ناشطة في العمل السياسي وبارزة على صعيد وسائل الإعلام.

اقرأ أيضاً

ناشطة: الإصلاحيون الحقوقيون في السعودية وراء القضبان

أشقاء الناشطة لجين الهذلول، المعتقلة في سجون الرياض، تحدثوا كثيراً عن معاناتها وكيف تعرضت للتعذيب، غير أن حديثهم قوبل بمعارضة واسعة داخل السعودية؛ لكونه يدمّر صورتها في الخارج، كما جاء في بعض التغريدات التي هاجمت العائلة.

تقول علياء الهذلول شقيقة لجين، إنهم قبل التحدث لوسائل الإعلام لجؤوا إلى السلطات المختصة ولكن دون رد، حتى وإن كان التعذيب قليلاً فإن الصمت ليس من مصلحة الشعب. وكان مسؤولون سعوديون قد نفوا في وقت سابق تعرض لجين للتعذيب.

أحمد فتيحي (26 عاماً) من مدينة جدة الساحلية، كان مشغولاً بالتخطيط لمستقبله عندما اعتقلت السلطات والده وليد، صاحب مستشفى كبير في السعودية، وذلك في نوفمبر 2017.

يقول أحمد: "حاولنا أن نناشد الحكومة وجرّبنا جميع الوسطاء. لقد فعلنا كل شيء على انفراد ودون أن نثير ضجة، دون فائدة، حتى المحامون لم يتمكنوا من زيارة والدي ولم توجَّه له أي تهمة".

بعد أن وصلته أنباء تعرض والده للتعذيب لم يكن أمام أحمد سوى التوجه لوسائل الإعلام، ووافق على إجراء مقابلات إعلامية واتصل بأعضاء الكونغرس وقدم شهادته هناك، وقال: "لقد طلب مني أقاربي ألا أفعل ذلك، إنهم يخشون الانتقام".

وتابع: "لم أطلب الإذن من أحد، لا يمكنني سوى القيام بذلك، كل ما أتمناه هو إطلاق سراح والدي وجمع شمل عائلتي مرة أخرى".

وتعتقد عائلات المعتقلين أن رفع سقف الضغط من خلال الحديث لوسائل الإعلام يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لمواجهة النظام في السعودية، غير أن الذي حصل هو أن السلطات زادت من ضغطها على المعتقلين.

وكان الكونغرس الأمريكي دعا إدارة الرئيس، دونالد ترامب، من أجل زيادة الضغط على السعودية للإفراج عن المعتقلين والناشطات في السجون هناك.