ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

رئاسة "الدبلوماسية الدولية".. إضافة جديدة لسمعة قطر في العالم

في 2019/05/06

الخليج أونلاين-

لم يثن الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ يونيو 2017، الدولة الخليجية المُحاصرَة عن السعي لتحقيق انتشار وقبول دولي عبر خطوات دبلوماسية وازنة؛ بحسب شهادات مختصين، ووفقاً لما تحقق على أرض الواقع.

فقد حققت الدوحة مكاسب عديدة على الصعيد السياسي؛ ما كشف عن تطلعات كبيرة تسعى لتحقيقها من خلال اعتماد نهج دبلوماسي واضح، يسير وفق مبدأ بناء علاقات تعتمد على مرونة التعامل مع القضايا الدولية.

ذلك -بطبيعة الحال- جعلها وسيطاً لحلّ خلافات دولية، آخرها احتضان العاصمة القطرية مباحثات بين واشنطن وحركة طالبان الأفغانية؛ سعياً منها لجلب الاستقرار لأفغانستان عبر استقطاب حركة طالبان إلى حلبات المفاوضات.

السبت (4 مايو 2019) تسلمت قطر رئاسة "الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة"؛ لتصبح أول دولة عربية تترأس هذه المنظمة الدولية منذ تأسيسها عام 2014؛ تأكيداً لدورها الريادي في السلام على مستوى الشرق الأوسط والعالم.

تعزيز قيم الحوار

دولة قطر فازت برئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة بالإجماع خلال اجتماع الجمعية العمومية الخامس للشبكة الذي استضافته مؤسسة "كتارا" في 19 نوفمبر 2018.

وكانت الدوحة حصلت على عضويتها في الشبكة عبر التصويت من قبل المؤسسات العامة والثقافية في الدول الأعضاء ممثلة بكلٍ من؛ تركيا، وكوريا الجنوبية، وهنغاريا، والفلبين، ونيجيريا، وسنغافورة، وموزمبيق، وتايوان، والمكسيك.

وفي خلال مراسم تسلمه رئاسة الشبكة من تركيا، التي جرت في مدينة إسطنبول، قال الأمين العام لمؤسسة الحي الثقافي "كتارا" خالد بن إبراهيم السليطي، في كلمته إن بلاده تعمل على "توطيد علاقات الصداقة مع جميع دول العالم، وتحقيق الانفتاح على مختلف الثقافات، ومن خلال مؤسساتها الثقافية والاجتماعية تعمل على تعزيز قيم الحوار بين الحضارات على أسس من الاحترام المتبادل".

وأضاف: إن "قطر تعمل دائماً على نشر ثقافة الاستقرار والسلام في العالم ومبادئ الخير بين الشعوب، كما أنها تؤمن بأن الثقافة قوة إيجابية تدعم التآلف والتعايش بين البشر وتعزز التفاهم الدولي".

السليطي أكد أن "الفترة القادمة ستشهد استقطاب المزيد من الدول لعضوية الشبكة، من خلال إطلاق كتارا مشاريع ثقافية مشتركة مع مختلف دول العالم، تعكس رسالتها الثقافة التي تحرص على أن تكون ملتقىً للثقافات والحضارات"، مؤكداً أن "قطر لن تدخر جهداً في مد يد العون للدول الصديقة، إيماناً منها بضرورة المبادرة إلى تقديم كل خبراتها الثقافية وتجاربها الإبداعية لدعم كافة الأعضاء وتحقيق أهداف الشبكة".

مدير عام "كتارا" أشار إلى أن "المؤسسة ستعمل على إعداد كافة المتطلبات والخطط لإدارة وتطوير الشبكة، لكي تقدم إضافة حقيقية وملموسة، ننطلق من خلالها نحو آفاق جديدة واسعة من تحقيق الأهداف والإنجازات".

استبشار برئاسة قطر

العديد من الأطراف الدولية المشاركة في شبكة الدبلوماسية الدولية أعربت عن استبشارها برئاسة قطر للشبكة.

وفي هذا الإطار قال رئيس الدورة السابقة شرف أتش مدير معهد "يونس امره الثقافي التركي"، إن رئاسة قطر للشبكة تشكل إضافة حقيقية ومهمة للدبلوماسية الدولية العامة ولمسيرتها، وستسهم في تحقيق التطلعات والطموحات المأمولة؛ بفضل ما حققته كتارا من مكانة مرموقة على الصعيد الثقافي الدولي كملتقى لثقافات العالم.

وأعرب أتش في كلمته عن "ثقته بأن الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة ستشهد خلال رئاسة قطر تطوراً كبيراً وواسعاً، من خلال تعزيز حضورها الدولي واستقطابها لأعضاء جدد"، معرباً عن أمله أن "يرتفع عدد الدول الأعضاء المنضوية تحت مظلة الشبكة إلى 20 دولة".

وأضاف: إن "مؤسسة كتارا تحافظ على التراث والموروث القطري بالتوازي مع انفتاحها على الثقافات والحضارات الأخرى".

أتش أشار إلى أن "الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة تقوم على أسس إنسانية وأخلاقية، حيث انطلقت من هذه المبادئ لتحقق انتشاراً جغرافياً واسعاً شمل مختلف قارات العالم مثل آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية".

من جهته أعرب واي مين جونغ، ممثل كوريا الجنوبية في الشبكة، عن تفاؤله بتسلم قطر للرئاسة.

وقال لـ"الخليج أونلاين": إن "قطر تساهم في تمويل العديد من المشاريع الثقافية؛ لذلك سيكون لترؤسها الشبكة دور هام في توسيع قاعدة المشاركة الدولية، وتحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها".

وأضاف: إن "من أهم أهداف الشبكة تطوير العلاقات وتبادل المعلومات والخبرات في مجال الدبلوماسية الثقافية، وطرح طرق ابتكارية لتعزيز الأمن والسلم الدوليين وتحقيق الازدهار؛ لذلك نأمل أن يتعزز هذا الهدف في المرحلة المقبلة من خلال التوسع وزيادة الأنشطة الثقافية المختلفة".

جونغ أوضح بالقول: إن "العديد من المؤتمرات تعقد سنوياً حول العالم لتحقيق السلام الدولي، لكنه لا يتحقق رغم ذلك؛ إذاً العالم بحاجة إلى إشاعة ثقافة الحوار التي ترسخ المفهوم كثقافة لدى شعوب العالم، ونأمل أن تقوم الشبكة بهذا الدور من خلال مختلف الأنشطة".

أمل للشعوب العربية

عمر شحرور، رئيس حزب العدالة والتنمية السوري، اعتبر ترؤس قطر لهذا التجمع الدبلوماسي الدولي الهام كأول دولة عربية، يمنح الشعوب العربية أملاً جديداً بتوظيف هذا المنبر في خدمة المدافعين عن الحرية.

وأضاف في حديثه لـ"الخليج أونلاين": إن "الذين خرجوا في ثورات الربيع العربي طلباً للحرية والكرامة لم يجدوا غير دولة قطر سنداً لهم في ظل التآمر الإقليمي والتخاذل الدولي".

وتابع: "نأمل أن تستمر الدوحة في هذا الدعم من خلال منبر شبكة الدبلوماسية الدولية، في ظل الإحباط الذي ينتشر بين الشباب بسبب الخذلان الذي لقيته ثوراتهم"، مؤكداً أن "الدعم القطري للشعب السوري في محنته كبير جداً في كل المجالات، ونأمل أن يكون العامل الثقافي والدبلوماسي مجالاً آخر لدعم جديد يساعدنا في توعية العالم بما جرى من تآمر على ثورتنا وسعينا لنيل الحرية والخلاص".

الصحفي المصري عمرو سلامة اعتبر أن شبكة الدبلوماسية الدولية تكتسب أهميتها من كونها خطوة هامة في طريق إشاعة ثقافة الحوار، مع ارتفاع أسهم التطرف في العالم.

وأضاف: "أن ترؤس دولة عربية لهذه المؤسسة عملية إصلاح وترميم لسمعة الدبلوماسية العربية التي أساء لها مشعلو الحروب في المنطقة خلال السنوات الماضية".

سلامة اعتبر حصول قطر على رئاسة شبكة الدبلوماسية بإجماع الأعضاء، "لم يأت من فراغ، بل هو امتداد لثقة تراكمية قامت على سياسة رزينة جعلت من قطر على صغر حجمها الجغرافي، الدولة الأكثر تأثيراً في ملفات الشرق الأوسط".

وأعرب عن أمله بأن "تتوسع الشبكة في السنوات القادمة لتتحول إلى مؤسسة مؤثرة من مؤسسات المجتمع الدولي، وفاعلة في تحقيق العدالة السياسية في التعاطي مع مختلف ملفات الصراع والأزمات حول العالم".

يشار إلى أن الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة تأسست في 23 أكتوبر 2014، وحصلت دولة قطر على عضويتها عام 2017.

وتهدف الشبكة إلى تمكين تبادل المعرفة في المجالات النظرية والعملية، وإقامة مشاريع ثنائية أو متعددة بين الأطراف والمؤسسات الثقافية والدبلوماسية العامة في جميع أنحاء العالم.