دول » قطر

ارتباك دول حصار قطر يُجبر ملك البحرين على الخروج بخطاب

في 2019/05/09

متابعات-

في بروتوكول الدول يعد رؤساء الوزراء أقوى الممثلين الرسميين في المحافل الدولية، لكن الأمر في البحرين مختلفاً، لا سيما بعد أن شكك أمير البلاد بخطوة لرئيس وزرائه وسارع إلى نفيها بعد ضغط من دولتين خليجيتين تتحكمان في سياسيات المنامة داخلياً وخارجياً.

فبعد ضغط من قائدتي دول الحصار على قطر (السعودية والإمارات)، تدخل العاهل البحريني حمد بن عيسى، وقبله وزير شؤون مجلس الوزراء محمد المطوع، لنفي اتصال أجراه رئيس وزرائها الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتهنئته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

الاتصال هذا اعتُبر صفعة قوية للسعودية والإمارات، وبدأتا بشن حملة إعلامية قوية ضد رئيس الوزراء البحريني، وتحريض المنامة على مهاجمة الاتصال واعتباره "لا يمثل الموقف الرسمي للبلاد".

وفي 6 مايو الجاري، نشرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" خبراً عن تلقِّي أمير قطر اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء البحرين، هو الأول من نوعه منذ بداية الأزمة الخليجية وحصار قطر عام 2017، فيما لم تذكر في خبرها المقتضب، إن كان الاتصال الهاتفي تطرق إلى قضايا سياسية أم لا.

وتنصلت البحرين بشكل مفاجئ من ذلك الموقف، ونشرت "وكالة أنباء البحرين" الرسمية تصريحاً لوزير شؤون مجلس الوزراء البحريني، قال فيه: إن ذلك "لا يمثل موقف بلاده".

ولم تكتفِ المنامة بهذا الموقف، بل دخل العاهل البحريني على موجة التبرير، بقوله إن "الاتصال لا يمثل الموقف الرسمي للمنامة"، وهو ما يشير إلى ضغوط تعرض لها من أبو ظبي والرياض

مصدر دبلوماسي عربي، تحدثت أمس الثلاثاء (7 مايو)، عن أن اتصال آل خليفة بأمير قطر مخصص للتهنئة بقدوم شهر رمضان، لكن الموضوع أصبح مثاراً للجدل بعد تعليق البحرين.

وقال الدبلوماسي الذي نقلت عنه وسائل إعلام مختلفة: إن "التصريح البحريني مستغرب، ويدلل على وجود خلافات داخل العائلة الحاكمة فيها حول التعامل مع أزمة حصار قطر".

وأرجع التبرير البحريني المستمر، إلى تعرض المنامة لضغوط سعودية إماراتية كبيرة دفعتها لإصدار التبرير، الذي يعتبر مسيئاً لأمير البحرين؛ لأنه يظهره كتابع لسياسات الرياض وأبو ظبي.

وكانت مصادر عربية وغربية  كشفت في تقارير سابقة وجود خلافات داخل العائلة الحاكمة في البحرين، خصوصاً بين العاهل البحريني، ورئيس وزرائه وعمه خليفة بن سلمان آل خليفة.

الكاتب والصحفي القطري جابر الحرمي علق في تغريدة له، بالقول: "أين هي سيادة هذه الدول؟ وهل يعقل أن يقود ولي عهد إمارة أبوظبي السعودية التي تتحدث أنها عظمى، وهل يرضى السعوديون والبحرينيون عبث أبوظبي في بلدانهما؟".

وأضاف الحرمي: "عندما حدث تواصل في بداية الأزمة الخليجية بين الشيخ تميم وولي العهد السعودي قامت أبوظبي بتكذيب الأمر ثم أجبرت السعودية على إصدار بيان يتنصل مما جاء بالاتصال، وعندما قام رئيس الوزراء البحريني بالاتصال بالشيخ تميم أجبرت مرة أخرى أبوظبي البحرين على إصدار بيان (نفي)".

وتابع الكاتب القطري في تغريدة أخرى: "تتحدثون عن السيادة، والآخرون يقودونكم .. والله عيب، رئيس وزراء دولة يتصل بأمير دولة أخرى وينشر الخبر، ثم يسحب غصباً بأوامر إماراتية والتبرير الاتصال لا يمثل الموقف الرسمي، هذا عيب بمقام وشخصية رئيس الوزراء".

ويعد الاتصال الأول نوعه منذ 5 يونيو 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر. ويعطي مؤشراً قوياً على فشل دول الحصار  في تحقيق أي من أهدافها، وخسارتها لأحد الدول الحليفة لها، وقرب انضمامها إلى الدوحة.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في يونيو من العام الماضي، عن مصادر، أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقفان مع ملك البحرين، ويرغبان في تهميش رئيس وزرائه.

وأضافت تلك المصادر: "إن بن زايد يسعى إلى مزيد من النفوذ في البحرين، ويعتبر الملك صديقاً وحليفاً مقرباً له".

وكان ملك البحرين يحاول استغلال الانتخابات البلدية والتشريعية التي عُقدت في نوفمبر من العام الماضي، لإزاحة آل خليفة من رئاسة الحكومة، لكنه فشل في ذلك.

كما نقل الموقع عن مصدر دبلوماسي خليجي قوله إن العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز عارض إقصاء الشيخ خليفة بن سلمان، في الوقت الذي يرى فيه الملكُ الحالي سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن الشيخ خليفة هو "الرجل المناسب في المكان المناسب".

ولا تربط وليَّ العهد السعودي، أي علاقات مع رئيس الوزراء البحريني ولا يهتم لأمره كثيراً، ومن المرجح ألا يعارض الإطاحة به لإرضاء ولي عهد أبوظبي، الذي يريد إعادة ترتيب الأوضاع بالبحرين في اتجاه إبراز أمراء جدد وعزل الوجوه القديمة.

وتعمل الإمارات على مساعدة الملك البحريني في تغيير رئيس الوزراء آل خليفة، بوليّ العهد الحالي سلمان بن حمد أو ناصر بن حمد الابن الرابع والأكثر حظوة لدى الملك حمد بن عيسى.

ويبرز على الدوام اسم ناصر (1987) كأحد البدائل أمام المتشدّدين في العائلة الحاكمة لتولّي هذا المنصب، لكنه قد يواجه رفض المعارضة له، وتشكيكاً غربياً في قدرته على خلق انسجام وطني.