ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

قطر وطائرة بن لادن.. الحقيقة الكاملة لافتراءات تركي الفيصل

في 2019/06/10

متابعات-

تعمد رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل التضليل من خلال حديثه عن رحلة سفر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من السودان إلى باكستان عام 1996.

وزعم الفيصل، خلال مقابلة له مع قناة العربية أمس السبت، أن الطائرة التي كانت تقل بن لادن هبطت في مطار العاصمة القطرية الدوحة للتزود بالوقود، في حين كانت وجهة الطائرة الحقيقية هي مطار دبي بالإمارات.

وقال الفيصل، في الدقيقة (22) من هذا الفيديو: "خرج بن لادن من السودان والطائرة التي كانت تقله هبطت في قطر للتزود بالوقود، وحسب علمي لم يلتق حينها مع أي من المسؤولين القطريين".

حديث الفيصل يعد محاولة سعودية جديدة لإلصاق تهم بالإرهاب بالدوحة، في خضم حصار تفرضه المملكة، إلى جانب الإمارات والبحرين، على قطر منذ يونيو 2017 بدعوى الإرهاب، وهي تهمة تنفيها الدوحة وتؤكد أنها محاولة للسيطرة على قرارها السيادي.

وأكد تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية نشرته في (أكتوبر 2001) أن طائرة بن لادن هبطت في مطار دبي، وكان برفقته في حينها نائبه أيمن الظواهري، و(4) من مرافقيه الشخصيين، وهو ما ينسف رواية المسؤول السعودي.

كذلك، وثق تحقيق استقصائي سابق لقناة "الجزيرة" أن طائرة بن لادن بعد إقلاعها من السودان، كانت وجهتها الثانية مدينة دبي من أجل التزود بالوقود.

وقال التحقيق: "في طريق النزوح توقفت طائرة بن لادن في الإمارات للتزود بالوقود، وكانت تلك فرصة ذهبية للولايات المتحدة لاقتناصه في بلاد أصدقائهم".

يشار إلى أن المحكمة الاتحادية في نيويورك عقدت، في فبراير الماضي، جلسة استماع جديدة في دعوى قضائية مرفوعة ضد السعودية على خلفية دورها في هجمات 11 سبتمبر 2001.

وكان مئات الناجين والعديد من أقارب ضحايا هجمات سبتمبر قد رفعوا دعوى قضائية عام 2017 ضد السعودية، سعياً للاستفادة من قانون جاستا في محاسبتها بناء على الاتهامات الموجهة لها بالمسؤولية عن الهجمات التي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، وشارك فيها 15 مواطناً سعودياً، وأسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص.

وكان رئيس الوزراء القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أكد أن دول الحصار، خاصة السعودية والإمارات، تتستر بموضوع الإرهاب في حملتها ضد قطر لتحقيق مآرب خاصة بها، مشيراً إلى أن تلك الدول لم تدعم حتى الآن اتهاماتها للدوحة بأي دليل لإضفاء الشرعية عليها.

وقال آل ثاني، خلال مقابلة مع صحيفة "تلغراف" البريطانية، الجمعة الماضية: إن "الـ19 إرهابياً الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر بينهم 15 سعودياً وإماراتيان ومصري ولبناني".

وتساءل: "هل يجب أن أقول إنهم (الـ19) كانوا مدعومين من حكومات السعودية والإمارات ومصر؟ كما أن السفارة السعودية في واشنطن قامت بتحويلات بنكية لحسابات هؤلاء الأشخاص".

وفي اللقاء، تحدث رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق عن موضوع ارتفاع نسبة السعوديين المشاركين في هجمات 11 سبتمبر، وما ترتب عن ذلك على العلاقات السعودية - الأمريكية مشيراً إلى وجود مرارة لدى الجانبين.

والغريب أنه قبل 11 يوماً فقط من 11 سبتمبر 2001، غادر الأمير تركي الفيصل مكتبه في رئاسة الاستخبارات العامة السعودية بعد ربع قرن من النشاط الاستخباراتي الحافل بدعم "المجاهدين" في كل مكان، وخاصة في أفغانستان. وإذا كان طبيعياً أن يهتم شاغل هذا المنصب بملفات كثيرة، فإن الملف الأكبر كان بلا شك ملف "الجهاد" في أفغانستان، والذي ولد ملف أسامة بن لادن من رحمه. 

وقتل "بن لادن" في الثاني من مايو 2011، في عملية سرية أمريكية داخل باكستان. ومنذ مقتله لم يتوقف العنف في البلاد مع ظهور جماعات مسلحة أخرى مثل تنظيم "داعش" الإرهابي.

وشهدت أفغانستان في الفترة الأخيرة هجمات متكررة من جانب "داعش"، وحركة طالبان، أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.