سياسة وأمن » صفقات

الكونغرس يخشى معرفة السعودية بتكنولوجيا أسلحة أمريكية

في 2019/06/10

يورنيوز-

أبدى مشرعون بالكونغرس مخاوفهم من إمكانية حصول السعودية على تكنولوجيا فائقة التطور والحساسية من خلال صفقة السلاح التي أبرمتها مع إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في الرابع والعشرين من مايو /أيار الماضي.

وجاءت هذه المخاوف، عقب اكتشاف المشرعين لبند في صفقة البيع، ينص على تركيب وإنتاج أسلحة داخل المملكة بدل استيرادها؛ مما سيفتح الباب أمام السعودية للاطلاع على أسرار تكنولوجيا تصنيع أسلحة أمريكية متطورة.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فقد كانت الصفقة بمثابة مفاجأة للمشرعين الذين شعروا بالغضب لأن الإدارة اختارت تجاوز الكونغرس، كما أن معظم أعضائه لم يعلموا إلا بعد أيام من إعلان الصفقة عن البند الذي يسمح للسعودية باحتضان مصانع لإنتاج أنظمة توجيه ومراقبة إلكترونية لقنابل "بافواي" الموجهة بدقة ما يجعل الرياض تدخل عالم تكنولوجيا الأسلحة فائقة الدقة.

وسيقوم نواب الكونغرس باستجواب "رينيه كلارك كوبر" مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية العسكرية حول صفقة الأسلحة وخطة إنتاج القنابل في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الأربعاء.

وغالبا ما تعمل الحكومة الأمريكية على حماية التكنولوجيا المرتبطة بالأسلحة المتطورة، وتحدّ من مشاركة هذه التكنولوجيا مع البلدان الأخرى من خلال مشاريع الإنتاج المشترك.

التفاف على القانون

وقال المشرعون المعارضون للصفقة، إن السماح بإنتاج بعض أجزاء الأسلحة المتطورة في السعودية أرسل إشارة خاطئة إلى المملكة السعودية بالنظر إلى سجلها في مجال حقوق الإنسان وحربها الجوية في اليمن وقالوا إن قلقهم من إشراك الرياض في تقنية "القنابل الذكية" له ما يبرره على مستوى الأمن القومي؟.
وقال السناتور "بوب مينينديز" (ولاية نيوجيرسي- ديمقراطي) العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "المخاوف بشأن هذا البيع ليست سوى سبب آخر لإظهار أهمية مراجعة الكونغرس لهذه الصفقة ولماذا من المقلق للغاية أن إدارة ترامب تحاول الالتفاف على القانون والكونغرس لمنح السعوديين ليس فقط الوظائف الأمريكية ولكن أيضًا تكنولوجيا الأسلحة الأمريكية.

وكان الرئيس الأمريكي قد أشار إلى أن تعاقدات جديدة لاستيراد السعودية للأسلحة الأمريكية بإجمالي تكلفة 13 مليار دولار كطائرات "هرقل" ودبابات "برادلي" سيؤمن 40 ألف وظيفة جديدة في الولايات المتحدة.

وكان المشروع قد أثار دهشة بعض المشرعين منذ أكثر من عام عندما حاولت الإدارة لأول مرة الحصول على انتزاع موافقة الكونغرس على انتاج مشترك لعشرات الآلاف من القنابل الموجهة بدقة في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حسبما صرح أحد مساعدي الكونغرس الديمقراطيين لشبكة "إن بي سي نيوز".

وكان "مينيديز" قد أوقف بيع 120 ألف قنبلة دقيقة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة العام الماضي بسبب ورود عدة تقارير عن خسائر في الأرواح بين المدنيين جراء الغارات الجوية التي يقودها التحالف السعودي في اليمن.

وقال إن الإدارة فشلت في إقناعه بأن بيع المزيد مما يسمى القنابل "الذكية" سيمنع سقوط المزيد من القتلى المدنيين في هذا البلد.

ويجري أعضاء جمهوريون وديمقراطيون بمجلس الشيوخ تحركات تسعى لوقف إكمال هذه الصفة، ومن المنتظر أن يقدموا 22 مشروع قرار‭‭‭ ‬‬‬مشتركا سعيا لإحباط خطة "ترامب" لتجاوز مراجعة الكونغرس وإتمام مبيعات عسكرية بأكثر من 8 مليارات دولار إلى السعودية والإمارات والأردن.