ملفات » قضية جمال خاشقجي

السعوديون سعوا لاختطاف "خاشقجي" في لندن قبل أيام من قتله بإسطنبول

في 2019/06/29

متابعات-

كشف الصحفي البريطاني "أوين ويلسون"، في كتاب جديد له، أن السعوديين حاولوا اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" في لندن بطريقة مماثلة لاستهداف العميل الروسي المزدوج "سيرغي سكريبال"، وذلك قبل أيام فقط من قتله داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية.

يأتي هذا الكشف بعد وقت قصير من نشر تقرير للأمم المتحدة أوصى بإجراء مزيد من التحقيق مع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بتهمة التورط في جريمة قتل "خاشقجي".

كان "خاشقجي"، الذي قُتل في أكتوبر/تشرين الأول 2018، انتقد علانية النظام الحاكم في السعودية عبر مقالاته على صحيفة "واشنطن بوست". وهناك أدلة قوية تشير إلى أنه قُتل بناءً على أوامر من "بن سلمان"، فيما يشير كتاب جديد بعنوان "القتل في إسطنبول: جمال خاشقجي وولي العهد"، لـ"ويلسون"، إلى أنه حاول القيام بذلك خلال مؤتمر في لندن، حسب صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.

ورأى "ويلسون" أن استهداف "خاشقجي" على الأراضي البريطانية قد يشبه محاولة روسيا اغتيال "سكريبال"، الذي جرى تسميمه بغاز الأعصاب في سبتمبر/أيلول الماضي.

وجرت محاولة لاستهداف "خاشقجي" في بريطانيا خلال نفس الشهر، وفقا لما كشفه "ويلسون"، الصحفي السابق في صحيفة "فايننشال تايمز"، عبر كتابه الجديد.

وحسب معلومات حصل عليها "مقر الاتصالات الحكومية"، وهو منظمة استخباراتية وأمنية مسؤولة عن توفير معلومات للحكومة والجيش في بريطانيا، كان المسؤولون السعوديون يراقبون عن كسب "خاشقجي" وخططه للزواج من خطيبته التركية "خديجة جنكيز".

وأكد مصدر استخباراتي بريطاني: "لقد علمنا في البداية أن هناك شيئا ما كان يحدث في الأسبوع الأول من سبتمبر، أي قبل حوالي 3 أسابيع من دخول خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، رغم أن الأمر استغرق مزيدا من الوقت لتظهر تفاصيل أخرى".

وتضمنت هذه التفاصيل أوامر أساسية للقبض على "خاشقجي" وإعادته إلى السعودية لاستجوابه.

"ومع ذلك، بدا أن الباب كان مفتوحا لخيارات بديلة"، وفق المصدر ذاته.

وقال "ويلسون"، في كتابه، أن المعلومات التي حصل عليها "مقر الاتصالات الحكومية" يشير إلى أن عملية ترحيل "خاشقجي" قسرا إلى المملكة كانت ستتم باستخدام القوة.

وأضاف: "في الرياض، كان السعوديون يبحثون بنشاط عن موقع أجنبي مناسب لنشر فريق ترحيل خاشقجي".

وكان من المقرر أن يتحدث "خاشقجي" في مؤتمر لمنظمة التحرير الفلسطينية في 29 سبتمبر/أيلول 2018، أي بعد عام من خروجه من المملكة.

وأفاد "ويلسون" بأن اثنين من رجال المخابرات السعودية و3 من كبار المسؤولين العسكريين طاروا إلى اسطنبول بهدف الانتقال إلى لندن بحلول نهاية الأسبوع.

وكان من الواضح أن السعوديين استقروا على لندن كـ"موقع أجنبي" للهجوم.

وأضاف "ويلسون": "رغم أن الهجوم قد خُطط ضد خاشقجي، إلا أن التحذير البريطاني للمخابرات السعودية تم أخذه بعين الاعتبار، ولم يحدث شيء، وغادر جمال خاشقجي لندن بسلام".

ومع ذلك، كان السعوديون في وضع جيد بإسطنبول لتنفيذ الهجوم.

وفي النهاية، قُتل "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

والأربعاء الماضي، حمّلت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، "أغنيس كالامارد" مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى مسؤولية قتل "خاشقجي".

وأشارت، في إفادة أمام مجلس حقوق الإنسان الأممي، إلى أن قتلة الصحفي السعودي استخدموا "وسائل الدولة" لتنفيذ جريمتهم، لافتة إلى أنها "وجدت دليلا موثوقا يستدعي تحقيقا مع بن سلمان" في تلك الجريمة.

ورفضت "كالامارد" تأكيد السعودية على ضرورة التعامل مع قضية قتل "خاشقجي" على مستوى القضاء الداخلي فقط.

وأشارت إلى أن الجريمة وقعت في تركيا، "والقتل يعد جريمة دولية، وانتهاك لمعاهدة فيينا" التي تحدد أطر العلاقات الدبلوماسية بين الدول.

وأوضحت أن "التحقيق السعودي فشل في تتبع التسلسل القيادي المسؤول عن تلك العملية".