مجتمع » شؤون المرأة

في مشهد جاف بين ملك وحاكم: مسلسل الهروب النسوي وسيناريو الأميرة هيا

في 2019/07/02

متابعات-

العالم العربي عاصف بأسره: فالأميرة هيا بنت الحسين (45 سنة) عقيلة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، هربت سراً من زوجها مع ابنيها، الأمير زيد ابن السابعة والأميرة جليلة ابنة الـ 11. فقد نجحت في أن تأخذ معها مبلغاً يقدر بـ 31 مليون جنيه إسترليني. وتهدد الحسين الآن برفع دعوى طلاق ضد الحاكم، الذي يعتبر أحد أغنى الأشخاص في العالم: إذ يقدر ماله الشخصي بـ 16 مليار دولار.
الأميرة هيا هي أخت عبد الله ملك الأردن، وهذا معطى يعقد القضية. فبعد أن نجحت في الهرب من دبي هبطت بداية في ألمانيا، وانتقلت لاحقاً-حسب التقارير-إلى لندن حيث تختبئ الآن. آل مكتوم، الذي يكبر زوجته بـ 25 سنة، اختار الرد على الانفصال القسري بقصيدة نشرها أوضح فيها بأن «المرأة (التي لا يذكر اسمها) تعد منذ الآن ميتة في نظري». ويطلب منها أن تعيد إليه الطفلين. في هذه الأثناء علم أن الابنة جليلة اتصلت بأبيها وقالت له إنها لا تريد العودة.
وكان الأمير آل مكتوم يتقاسم مع زوجته رواية مشتركة: سباق ركوب الخيل. بل إن هيا شاركت في جملة من المسابقات الدولية، بما فيها الألعاب الأولمبية في سيدني 2000، حيث مثلت وطنها الأردن.
دبي واحدة من الإمارات السبع التي يتشكل منها اتحاد الإمارات العربية في الخليج، والثانية في حجمها بعد أبوظبي. يبلغ عدد سكانها نحو 2.6 مليون نسمة، وعاصمتها ـ التي تسمى دبي هي الأخرى ـ هي المدينة الأكبر في الاتحاد. ومثل باقي الإمارات، فإنها تتمتع باحتياطات كبرى من النفط والغاز الطبيعي، وتعتبر مركزاً تجارياً وسياحياً مهماً لكونها منطقة تجارة حرة يعفى فيها المستثمرون الأجانب من دفع الضرائب.
هيا، التي تعلمت في جامعة أوكسفورد الاعتبارية، لم تظهر على الملأ منذ 20 أيار. إضافة إلى ذلك، فإن حساباتها على الشبكات الاجتماعية، التي درجت على أن ترفع إليها صوراً عن نشاطاتها الخيرية، لم تحدث منذ شباط. وادعت تقارير مختلفة في وسائل الإعلام العربية بأن دبلوماسياً ألمانياً ساعدها في الهروب من دبي، ما قد يشعل أزمة دبلوماسية حادة بين الدولتين.
آل مكتوم متزوج من ست نساء، وهو أب لـ 23 طفلاً. لم يكن هذا الهروب هو المحاولة الأولى للنساء من القصر الملكي في دبي؛ الابنة شمس (37 سنة) التي ولدت له من زوجته الأولى، حاولت الهروب من عزبة العائلة في بريطانيا بعمر 19. وقد أحبطت محاولة الهروب، ومنذئذ وهي محتجزة في دبي. في حينه ادعت بأنها وقعت ضحية تنكيل طويلة من جانب أبيها واستنجدت «دعوني أعيش حياة طبيعية لامرأة شابة».
الأخت الصغرى لشمس، الأميرة لطيفة (33 سنة)، حاولت الهروب عبر البحر في عملية جريئة، بمساعدة رجل استخبارات فرنسي سابق انتظرها مع قارب، ولكن اعتقلتها قوات كوماندو أمام شاطئ مليء بالناس في الهند. واكتشفتها السلطات في دبي وحرصت على أن يعتقلها الهنود ويسلموها لتعود إلى الإمارة. في سلسلة أفلام، ادعت لطيفة بأن اختها تعيش بحبس في دبي، وأن رجال أبيها يلاحقونها بل ويخدرونها.
تدخل الملك عبد الله الثاني بشكل غير مباشر في قضية هروب اخته، حين بعث باسمه، وليس باسم العهد الأردني الأمير حسين، بلاغاً لحاكم دبي أوضح فيه: «آمل بمواصلة الحفاظ على علاقات طيبة معك، مثلما في الماضي». وعلى ذلك رد حاكم دبي: «أريد فقط طفليّ الاثنين».
نشرت منظمة حقوق الإنسان بياناً ادعت فيه بأن «الأميرتين، شمس ولطيفة، هربتا من دبي في أعقاب معاملة عنيفة من أبيهما. والآن علمنا بأن الأميرة هيا تطلب الحصانة في أوروبا، وتكشف عن وحشية قاسية من جانب الحاكم».