سياسة وأمن » حروب

كوشنر يسعى لبحر الأموال الخليجية ويجب تجاهله

في 2019/07/05

متابعات-

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إنه ينبغي تجاهل جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتذكر خطة السلام الأمريكية قبل 100 عام، التي وصفتها بـ"المذهلة".

وأوضح الكاتب والصحفي البريطاني روبرت فيسك، بمقال له في الصحيفة نشر اليوم الجمعة: "منذ 100 عام تقريباً قام رئيس الولايات المتحدة (وودرو ويلسون)، الذي كان يبحث وقتها عن صفقة القرن الخاصة به في الشرق الأوسط بإرسال الأكاديمي المسيحي هنري كنغ، والذي لم يكن بالطبع مثل جاريد كوشنر، ولم يكن هو أو زميله شارلز كرين صهراً لرئيس الولايات المتحدة، وودرو ويلسون، الذي أرسلهم في رحلة عبر حطام الإمبراطورية العثمانية للبحث عما يمكن فعله لمساعدة المسلمين والمسيحيين واليهود في الشرق الأوسط".

وأوضح فيسك أن "الرجلين عادا إلى واشنطن بالعديد من المقترحات التي يمكنها أن تقدم الكثير لنا حتى اليوم، على خلاف مقترحات كوشنر والسفير الحالي للولايات المتحدة في إسرائيل، الصهيوني دافيد فريدمان، فالرجلان لم يتحاورا مع أكثر العرب ثراء، كما لم يرفض اليهود والعرب في فلسطين مقابلتهما، لكنهم أرادوا أن يعرفوا منهما فقط إن كان مبدأ الرئيس ويلسون بحق الشعوب في تقرير مصيرها سارياً على الأراضي المقدسة".

وأردف أنه "بعد رحلة شاقة عاد الرجلان بخطة للسلام بعدما التقيا آلاف السكان في أكثر من 36 مدينة مختلفة في فلسطين، وتلقيا أكثر من 8 آلاف عريضة، لكن الرئيس ويلسون كان مريضاً جداً ولم يتمكن حتى من قراءتها، ثم وارتها لاحقاً الخارجية الأمريكية الثرى".

واعتبر الكاتب أن الخارجية الأمريكية حالياً "لا وجود لها"، حتى إن وزير الخارجية السابق اعترف صراحة بأن كوشنر أخفى عنه كل شيء.

وأضاف: "الآن في الوقت الذي يسوّق فيه كوشنر وترامب لخطة القرن الخاصة بهما بهدف تدمير كل أمل في وجود دولة فلسطينية مقابل بحر من الأموال الخليجية، دون أن يتذكر أوروبي أو عربي أو فلسطيني أو إسرائيلي واحد أنه مرت 100 عام على أكثر خطة سلام غربية راعت رغبات وطموحات هؤلاء الناس الذين يعيشون في الشرق الأوسط ويتطلعون إلى مستقبل أفضل".

وقبل عشرة أيام، افتتح جاريد كوشنر ورشة "البحرين" الاقتصادية بمشاركة "إسرائيل" وعدد من الدول العربية، أبرزها السعودية والإمارات ومصر، ودول أخرى.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية التصعيد السلمي ضد الاحتلال في مدن الضفة الغربية، وقطاع غزة، كإحدى الفعاليات الرافضة لمؤتمر البحرين، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).

وواجهت الورشة رفضاً واسعاً من قِبل القيادة ورجال الأعمال الفلسطينيين داخلياً وخارجياً، رغم توجيه الولايات المتحدة الدعوات إليهم للحضور، حيث أراد المدعوون إرسال رسالة موحدة لترامب مفادها: "احتفِظ بأموالك"، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقبلها بأيام كشف كوشنر عن أول ملامح "صفقة القرن" التي تنوي بلاده طرحها، والمتمثلة بجلب استثماراتٍ قدرها 50 مليار دولار للأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان.

وتعتبر "صفقة القرن" مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها، رغم عدم الإعلان عنها، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية لحسم الصراع.