تواصل » تويتر

تحرير أم تغريب؟.. سجال ساخن حول إسقاط ولاية الرجل بالسعودية

في 2019/07/10

متابعات-

أثارت الأنباء المتداولة عن اقتراب صدور قرار بإسقاط نظام الولاية بالمملكة العربية السعودية سجالا ساخنا في أوساط المغردين عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر" بين مؤيد ومعارض.

وبحسب هذا النظام، يتعين على المرأة البالغة في المملكة الحصول على تصريح من ولي أمرها من الذكور (قد يكون والدها أو شقيقها أو أحد أقاربها) للسفر أو الزواج أو إجراء بعض المعاملات مثل استئجار شقة ورفع دعاوى قانونية.

ونقلت صحيفة عكاظ (محلية) عن مصادرها أنه تم تشكيل لجنة لدراسة إضافة حكم إلى نظام المرافعات الشرعية، يقضي بانتهاء الولاية على القاصر (أو القاصرة) سناً ببلوغه سن الـ18 عاما، ما لم تحكم المحكمة باستمرارها.

وتتألف اللجنة المُشكلة من وزارة العدل، وديوان المظالم، والمجلس الأعلى للقضاء، والنيابة العامة، بحسب المصادر.

وبينما رحب المؤيدون بهذا التوجه واعتبروه رفعا للسياسات التقييدية على قدرة المرأة على اتخاذ قرارات تتعلق بحياتها، وإنهاء وصاية الرجل عليها، وتماشيا مع توجهات ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في تعزيز مكانة المرأة بالمملكة، حذر آخرون من تسارع سير الحياة الاجتماعية بالمملكة في طريق "التغريب"، وأشاروا إلى خطورة فتح باب رفع الفتيات والنساء لراية العصيان على أوليائهن من الأقارب الذكور، باعتبار ذلك تمهيدا لتفكيك النظام الاجتماعي السعودي بالكلية.

وفي هذا الإطار، باركت مغردة تدعى "نورة" لكثير من بنات المملكة اقتراب تحررهن من "ولي ظالم مستبد يساومهن على حقوقهن"، معلقة: "الحمد لله، ردت الحقوق لأصحابها".

وأضاف "محمد لوجي": "إذا الخبر صحيح ألف ألف مبروك. القرار ما راح يزعّل غالباً إلا المتسلّط الظالم".

ويرى "تركي الشبانات" أن "القرار يخيف من يربي أبناءه بالسوط والعصا"، و"غير مؤثر لمن يربي أبناءه بالحب والاحترام" حسب تعبيره.

كما علقت مغردة تسمي نفسها "سندريلا": "بنت الكفو مصيونه بدون حراس والضايعه بتضيع لو دونها قفال".

وفي المقابل، أعاد المغرد "ابن الجبال بلغازي" نشر مقطع فيديو قديم للأمير السعودي "فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز" يحذر فيه من إسقاط نظام ولاية الرجل، قائلا: "إذا استطاعوا إسقاط الولاية الصغرى فإنهم يستطيعون إسقاط الولاية الكبرى" في إشارة إلى ولاية السلطة السياسية الحاكمة بالمملكة.

واعتبرت "أبرار عبدالعزيز" إسقاط الولاية ضرورة "لمن تحتاجها فقط"، مثل المتوفى والدها، مضيفة: "أما يكون عندي أب وإخوان سند لي من بعد الله، حتى لو أن عليهم حركات، ما أفكر بالموضوع".

وفي السياق ذاته، علق حساب مغرد آخر، يحمل صورة ولي العهد السعودي السابق "محمد بن نايف": "اللهم أرنا في محمد بن سلمان عجائب قدرتك، خائن دينه ووطنه علشان الغرب، من يوم ما صار ولي عهد وحنا ضايعين"، في إشارة إلى رفض ولي العهد السابق لفكرة إسقاط الولاية بالمملكة.

وكانت قضية الفتاة السعودية الهاربة من ذويها إلى كندا "رهف القنون" سببا في تسليط الضوء الدولي أكثر على قضية ولاية الرجال على النساء بالمملكة؛ حيث عد البعض ما تعرضت لها الفتاة من عنف على يد أسرتها -حسب زعمها- من آثار هذا النظام، فيما اعتبر البعض الآخر حالتها دليلا على مدى الانفلات الذي يمكن أن يمثله رفع ولاية الأقارب الذكور عن الفتيات.

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلن النائب العام السعودي "سعود المعجب" أن المملكة "تجري دراسة على مشروع متكامل حول الإهمال في الولاية تمهيدا لرفعه إلى الجهات العليا لاعتماده"، مشيرا إلى استشعار النيابة لمسؤوليتها تجاه "تجاوزات ضعاف النفوس" الذين تسول لهم أنفسهم ممارسة سلوكيات خاطئة استنادا لولايتهم على النساء، حسب تعبيره.

وكانت السعودية قد نفذت سلسلة من الإصلاحات على مدى السنوات الأخيرة لتخفيف القيود المفروضة على المرأة، شملت السماح للمرأة بالمشاركة في الفضاء السياسي عبر دخول مجلس الشورى (2013)، والمشاركة في انتخابات المجالس البلدية ترشحا وانتخابا (12 ديسمبر/كانون الأول 2015)، والسماح للمرأة بقيادة السيارة (24 يونيو/حزيران 2018)، وتعيين نساء في مناصب حكومية رفيعة.