مجتمع » حريات وحقوق الانسان

قائد عسكري بحريني يكشف كيف زُيّفت الحقيقة بأحداث "دوار اللؤلؤة"

في 2019/07/15

متابعات-

قبل أن تبث قناة "الجزيرة" الحلقة الجديدة من برنامج "ما خفي أعظم"، كان القلق البحريني لافتاً للانتباه، إلا أن هذا القلق عززته شهادات مصوَّرة لشخصيات معلومة كشفت عن أسماء محددة بأجهزة الأمن البحرينية، وهو أمر من شأنه إدانة البحرين بقمع المعارضين فيما يُعرف بأحداث "دوار اللؤلؤة" في عام 2011.

إحدى أهم الشهادات في البرنامج كانت للواء الركن ياسر الجلاهمة، قائد القوة التي أوكلت إليها الحكومة البحرينية مهمة فض اعتصام "دوار اللؤلؤة" بالعاصمة المنامة في مارس 2011. فماذا كشف؟ وهل ما كشفه يجعل المعارضة تعيد حساباتها وتحركاتها ضد نظام الحُكم؟

الجلاهمة، الذي غادر بلاده قبل نحو خمس سنوات، ظهر في حلقة برنامج "ما خفي أعظم" التي بثتها قناة "الجزيرة" الفضائية مساء الأحد، ليكشف لأول مرةٍ حقيقة ما دار في "دوار اللؤلؤة"، وكيف وُضعت أسلحة في خيام المتظاهرين، وكيف زُعم أن المتظاهرين كانوا مدجَّجين بالسلاح.

ويقول اللواء الركن ياسر الجلاهمة إنه لم تكن هناك أسلحة في "دوار اللؤلؤة" بالمنامة في أثناء فض الاعتصام، لكن لاحقاً عُرضت صور لأسلحة بعد تعمُّد جهات أمنية بحرينية وضعها.

وأضاف مفصِّلاً بشهادته: "قوات أمنية بحرينية لا نعرفها وضعت الأسلحة في مستشفى السلمانية، لشيطنة المعارضة، واتهامها بالعمل على قلب نظام الحُكم"، مشيراً إلى وقوع قتلى بعد استخدام الجيش البحريني الدبابات والأسلحة النارية لفض الاعتصام السلمي.

تضليل قوة فض الاعتصام؟

"ما خفي أعظم" عرض في حلقته حديث ملك البحرين عن قوانين بلاده التي تضمن حرية  التعبير والتظاهر، إلا أن واقع الحال كشف كيف قمعت قوات الأمن البحرينية، التي استعانت بقوات "درع الجزيرة" لفض اعتصام "اللؤلؤة" بقوة السلاح.
وقال الجلاهمة في شهادته: "كانت هناك تجمعات واحتجاجات في فبراير 2011، وفرَّقتها وزارة الداخلية، وكان هناك قتلى من الطرفين الداخلية والمتظاهرين"، مشيراً إلى أن كتيبة من الأمن الداخلي، شُكِّلت في 16 مارس 2011 وقوامها 700 جندي، هي التي فضَّت اعتصام "دوار اللؤلؤة".

وأضاف: إن "السلطات البحرينية ضللت القوات الأمنية؛ بإخبارنا بأن المتظاهرين مدججون بالسلاح، وأننا سنواجه قنابل مزروعة وكمائن في الطريق إليهم، كأننا سنواجه قوة عسكرية! لكن الواقع كشف شيئاً آخر".

وأوضح أن "المتظاهرين أول ما رأونا -وكان معنا دبابات وطائرات مروحية- اتجه بعضهم إلى بيوتهم، وانضم آخرون إلى المحتجين أمام مستشفى السلمانية"، مشيراً إلى أنه "لم يسجَّل وقتها ضحايا من جانب المتظاهرين، وإنما سجَّلنا حالتي دهس لرَجلي شرطة من قِبل المتظاهرين"، قائلاً: "لم نتعرض لأي إطلاق نار، وكانت المواجهة سهلة جداً، لأنهم لم يقاوموا أصلاً".
وكشف الجلاهمة أن "ما عُرض على التلفزيون البحريني من أسلحة عُثر عليها في دوار اللؤلؤة غير صحيح بالمرَّة"، وأنها "وُضعت بعدما طهَّرنا الدوار؛ بهدف تصويرها داخله، ومَن وضعها هم أفراد قالوا إنهم يتبعون لقوات الأمن، وإن لديهم أوامر بذلك".

دوار اللؤلؤة

ارتبط "دوار مجلس التعاون"، الذي اشتُهر لاحقاً باسم "دوار اللؤلؤة"، والواقع وسط العاصمة المنامة، بالاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البحرين في عام 2011، وهدمته السلطات البحرينية يوم 18 مارس 2011؛ أملاً في طي ملف يثير كثيراً من قلقها، خصوصاً أنه ظهرت حالياً روايات جديدة لأحداث فضه، سعت المنامة إلى دفنها تحت ركام "الدوار".

الدوار، الذي يسمى أيضاً "ميدان الشهداء" نسبة إلى القتلى الذين سقطوا برصاص الجيش وقوى الأمن منذ بدء الاحتجاجات، ظل مَركزاً للمعتصمين الذين نصبوا فيه خياماً للإقامة على مدار الساعة، حيث ارتاده المحتجون لحضور برامج خطابية، واستخدموه نقطة انطلاق لمسيراتهم.

وقد ترسَّخ الدوار بأذهان البحرينيين، وحتى على لسان كبار المسؤولين في المملكة منذ اندلاع الاحتجاجات في فبراير 2011، باعتباره رمزاً للمعارضة وأنصارها. كما أضحى اسمه من أشهر الأسماء التي تناولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي تابعت أحداث البحرين.

كما شكَّل شرياناً رئيساً للتنقل داخل المنامة من خلال مَداخله الخمسة القادمة من المحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية وحتى القادمين من جنوبي العاصمة؛ وهو ما دفع المعتصمين إلى اختياره مقراً لهم، لأهمية موقعه الجغرافي.