علاقات » عربي

استغلال على حساب الدين.. حجاج غزة يشتكون ظلم السعودية ومصر

في 2019/07/16

متابعات-

"وظلم ذوي القربى أشد مرارة" خاصة إذا كان على حساب واجباتهم الدينية، فها هم حجاج قطاع غزة يتعرضون لاستغلال جديد على حساب الركن الخامس، تقف وراءه سلطات السعودية ومصر.

فقد اتهم مسؤولون وحجاج فلسطينيون سلطات البلدين العربيَّين المسلمَين باستغلال حجاج غزة الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة، من خلال رفع تسعيرة هذا العام إلى نحو 4 آلاف دولار أمريكي، معبرين عن استيائهم من التسعيرة غير المسبوقة.

وتحدّث مصدر فلسطيني مسؤول عن أن السلطات المصرية تستغل حجاج قطاع غزة (فلسطين) من خلال تحصيل مبلغ مالي كبير لنقل كل حاج من معبر رفح البري (متنفس غزة الوحيد) إلى مطار القاهرة الذين ينطلق منه الفلسطينيون في غزة نحو العالم.

وأكد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، اليوم الأحد (14 يوليو 2019)، أن السلطات المصرية رفعت تسعيرة نقل الحجاج من معبر رفح إلى مطار القاهرة من 300 دولار إلى 610 دولارات عن كل حاج.

واعتبر المصدر أن المبلغ مرتفع جداً ومبالغ فيه؛ "لأن التسعيرة المعمول بها من سنوات طويلة لم تتجاوز الـ300 دولار، وكانت قبل ذلك 100 دولار فقط".

ويستخدم سكان قطاع غزة معبر رفح البري الحدودي مع مصر للتنقل للعالم الخارجي، عبر قطع مسافة 500 كيلومتر إلى مطار القاهرة، ومن ثم إلى وجهتهم العالمية.

وتصل تسعيرة نقل المسافرين الفلسطينيين من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي في حالة كانت الأسعار مرتفعة إلى (20 دولاراً).

وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن تسعيرة الحج لهذا العام تبلغ (2790) ديناراً أردنياً (3941 دولاراً)، بعد أن كانت 2435 ديناراً أردنياً (3440 دولاراً) العام الماضي.

زيادة سعودية 

من جانبه، أكد رئيس جمعية شركات الحج والعمرة بغزة، عوض أبو مذكور، أن السلطات المصرية رفعت من نسب أجرة نقل حجاج غزة من معبر رفح إلى مطار القاهرة، وهذا تسبب بارتفاع جزء من تسعيرة الحج لهذا العام.

وأرجع أبو مذكور، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، الارتفاع الكبير في تسعيرة الحج إلى الزيادة التي تطلبها السعودية عن كل حاج، بسبب الإصلاحات الجديدة التي تقوم بها في محيط جبل عرفات ومشعر منى.

وأوضح أن استئجار السكن لحجاج غزة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ارتفع بنسب غير بسيطة، وكل ذلك تسبب في رفع تسعيرة الحج إلى الـ2790 ديناراً أردنياً.

مشروع استثماري 

الحاج محمد بدير عبر عن استيائه من وصول التسعيرة إلى هذا المبلغ، دون مراعاة ما يمر به قطاع غزة من حصار إسرائيلي متواصل منذ 12 عاماً.

وقال بدير لـ"الخليج أونلاين": "الحج أصبح مشروعاً ربحياً تهدف السعودية ومصر من خلاله إلى زيادة الأموال في خزائنها. هذا لا يجوز شرعاً، وعليهم مراجعة سياساتهم".

وعبْر مواقع التواصل الاجتماعي أكد الفلسطينيون أن السلطات السعودية والمصرية تستغل الحصار المفروض على غزة من خلال تحصيل مبالغ مالية كبيرة من الحجاج.

مدير تحرير صحيفة "الرسالة" الفلسطينية، محمد أبو قمر، أكد في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك"، أن "الحج مشروع استثماري يتقاسم الجميع فيه الأرباح".

وينقل أبو قمر عن مصدر له أن "تذكرة الطيران تقريباً 1000دولار، والأصل ألا تتجاوز 400 دولار. والنقل من معبر رفح لمطار القاهرة 620 دولاراً، الأصل ألا يتجاوز 100 دولار، كذلك أرقام السكن خيالية".

وتساءلت الفلسطينية رشا الزريعي عن الأسباب وراء رفع السلطات المصرية رسوم النقل البري لكل حاج من معبر رفح البري لمطار القاهرة الدولي.

محمد الشبطي كتب عبر حسابه في موقع "تويتر" ساخراً من رفع التسعيرة: "مش حرام هيك ولا بدهم يطلعوا حق الديسكو بالسعودية؟".

وسيغادر 2700 حاج غزة إلى الأراضي السعودية، يومي 25 و26 من الشهر الجاري على أربع دفعات من خلال معبر رفح إلى مطار القاهرة.

وتعاني غزة أوضاعاً اقتصادية متردية للغاية، من جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ نحو 13 عاماً، عقب فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية عام 2006.

كما شنت "إسرائيل"، خلال السنوات الماضية، ثلاث حروب على غزة، في 2008، و2012، و2014، ونجم عنها آلاف القتلى والجرحى، وتدمير آلاف الوحدات السكنية.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) فإن نسبة البطالة (في الضفة الغربية وقطاع غزة معاً) ارتفعت إلى 31% خلال عام 2018، صعوداً من 28% في 2017، وبلغت نسبة البطالة 18% بالضفة الغربية خلال 2018، في حين بلغت 52% بقطاع غزة.