مجتمع » حريات وحقوق الانسان

"اللاعبون بالنار" يواصل هزاته الارتدادية في البحرين.. كيف واجهت الفضيحة؟

في 2019/07/17

الخليج أونلاين-

لا تزال آثار برنامج "ما خفي أعظم"، الذي بثته قناة "الجزيرة" يوم الأحد الماضي، تحمل الكثير من التداعيات على السياسة الداخلية لمملكة البحرين، وأثارت الرعب في أوساط الأسرة الحاكمة في الدولة الأصغر خليجياً.

وتهربت السلطات البحرينية من الرد على ما تم كشفه، وغطت على الفضيحة داخلياً بإصدار مزيد من الاتهامات نحو قطر والإساءة إليها، كما قامت بإصدار أحكام إعدام بحق من تحدثوا في البرنامج، وإجبار عائلاتهم على التبرؤ منهم.

ولم يكشف البرنامج الكثير من المعلومات، حيث وعد معد ومقدم البرنامج الإعلامي تامر المسحال، في الاثنين (15 يوليو)، بتقديم مزيد من الأدلة التي لم تكشف بعد.

وسخر المسحال من الحملات الإعلامية التي هاجمت البرنامج، قائلاً إنه تعرض لحملة واسعة من التشكيك والفبركة، "حتى قبل بث الحلقة".

كما تحدث عن أحد الشهود (محمد صالح)، الذي قال إنه لا يزال موجوداً في البحرين "وبإمكان السلطات الحاكمة هناك، بالتحقق  ممّا أوردنها بالبرنامج عبر هذا الشخص، ليتأكدوا من صحتها".

إرغام العائلات

لجأت السلطات البحرينية إلى نشر بيانات ادعت أنها صادرة عن عائلتي "الجلاهمة" و"البلوشي" وعشيرة "بوفلاسة"، تتبرأ من أبنائها الذين ظهروا في البرنامج الذي بثته قناة "الجزيرة".

ونشرت وسائل إعلام حكومية بياناً قالت إنه من عائلة الجلاهمة معلنة تبرؤها من ابنها ياسر الجلاهمة، وممَّا "قدمه من شهادة ملفقة تضمنت الكثير من التسجيلات المفبركة لمهاجمة البحرين وقيادتها".

ولم تتوقف البحرين عند ذلك، بل أجبرت عائلة هشام محمد البلوشي، على إصدار بيان قالت فيه: إن "هشام توفي في وقت سابق، وهو خائن لوطنه وأهله".

كما حملت تلك البيانات عبارة "تجديد الولاء لملك البحرين"، وهي عادة ما تُكتب في البيانات الرسمية والأمنية في البحرين.

ودعا الإعلامي القطري جابر الحرمي السلطات الحاكمة في البحرين إلى "مواجهة الواقع بمصارحة حقيقية للشعب البحريني (..) وليس الدفع بالعوائل لإصدار هذه البيانات".

اتهامات بالخيانة!

وواصلت البحرين شن اتهاماتها ضد المتحدثين في البرنامج، وأصدرت "قوة دفاع البحرين (قوات مسلحة نظامية)" اليوم الثلاثاء 16 يوليو، بياناً وصفت فيه ما نشرته "الجزيرة"، بأنه يأتي "ضمن سلسلة التآمر ضد المملكة عبر معلومات مغلوطة تستهدف إثارة الفتنة".

ورغم أن الجلاهمة كان قائد قوة فض اعتصام "دوار اللؤلؤة" في 2011، فإن البيان حاول نفي تلك الصفة عنه، وذكر أنه كان ضمن "كتيبة الأمن الداخلي وكانت مساندة لوزارة الداخلية لتأمين مستشفى السلمانية، ولم يكلف بأية مهام في عملية دخول الدوار".

ورغم أن الجلاهمة موجود في قطر منذ سنوات، فإن البيان اتهمه بالقيام "في عام 2018 بتجنيد خلايا تجسسية عنقودية لصالح دولة أجنبية (قطر)".

ومن بين الاتهامات التي كالتها البحرين لمن شهدوا ضد تلك الأعمال التي قامت بها ضد معارضيها، "الإفضاء بمعلومات رسمية وإيضاحات عن مسائل وأمور عسكرية سرية إلى أشخاص غير مصرح لهم بالاطلاع عليها".

حكم الإعدام

لم يتوقف الرعب الذي أحدثه برنامج "ما خفي أعظم" عند هذا الحد، بل دفع السلطات البحرينية إلى إصدار حكم بالإعدام بحق أحد المتحدثين.

وتحدث البيان الذي أصدرته "قوة دفاع البحرين" أيضاً عن قيام النيابة العسكرية بالتحقيق في قضايا ضد الجلاهمة وآخرين، والقيام بإحالتهم غيابياً في 30 أبريل الماضي، وصدرت أحكام حضورية متفاوتة بحق المتهمين ما بين السجن المؤبد والسجن المؤقت.

وأضاف: "صدر غيابياً بحق المدعو ياسر عذبي الجلاهمة حكم بالإعدام وتنزيل رتبته إلى جندي، وطرده من قوة الدفاع وعدم التحلي بأي وسام أو نوط، وشطب اسمه من قائمة أعضاء القوة الاحتياطية، حيث ما زال المذكور مطلوباً للعدالة".

لكن البيان يكشف عن مدى التخبط الذي تعيشه السلطات البحرينية، والذي تحدث عن إصدار أحكام بالأعدام سابقاً قبل أكثر من شهرين ونصف الشهر وعدم معرفة الرأي العام بها، على عكس ما تلجأ إليه وسائل إعلام دول حصار قطر مؤخراً بتصيد أي مشكلة وتحميلها الدوحة؛ وهو ما لم يحدث في هذا الحكم.

اتهامات لا تتوقف!

وتواصل البحرين اتهاماتها ضد قطر ، حيث سبق أن وصف وزير الخارجية البحريني البرنامج بأنه "تآمر دولة مارقة على مملكة البحرين"

وقال خالد بن أحمد آل خليفة، عن البرنامج: إنه "يحمل أكاذيب واضحة ومغالطات فجة"، متجنباً تقديم إثباتات تنفي صحة الحقائق التي عرضها الوثائقي.

ولم يكتفِ الوزير بذلك بل واصل هجومه ضد قطر، وقال: إنها "تشكل الخطر الأكبر على دول مجلس التعاون الخليجي"، رغم تسبب بلاده بانقسام المجلس وحصار جارتهم قطر.

وكانت قناة "الجزيرة" بثت برنامج "ما خفي أعظم"، الأحد، والذي أظهر تحقيقاً حول أحداث البحرين 2011، واتهم المخابرات البحرينية بالتعاون عام 2003 مع عناصر بتنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات اغتيال بحق رموز المعارضة.

وأشار البرنامج إلى أن ثلاثة مسؤولين في جهاز الأمن الوطني تورطوا في المخطط بتكليف مباشر من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وذكر البرنامج أن قائمة الاغتيال ضمت قياديين سياسيين في المعارضة البحرينية على رأسهم عبد الوهاب حسين.

وأضاف "ما خفي أعظم" أن ملك البحرين تدخّل شخصياً لدى الرياض للإفراج عن قائد خلية الاغتيال محمد صالح.

وكشف التحقيق قيام المنامة باعتماد التمييز الطائفي كسياسة دولة، ودعم التيارات السنية بأنواعها لإقصاء الطائفة الشيعية، للحفاظ على حكم "آل خليفة".