سياسة وأمن » حروب

يهدد به الحوثيون أمن السعودية.. ما هو الصاروخ المجنح؟

في 2019/08/30

الخليج أونلاين-

أثبت الحوثيين امتلاكها قدرة صاروخية مؤثرة؛ من خلال استمرارهم في قصف مواقع سعودية، واستهدافهم لأماكن حساسة؛ منها مواقع عسكرية ومطارات.

ويؤكد الحوثيون الذين يتلقون دعماً عسكرياً من إيران، أنهم نجحوا في تطوير الصواريخ بقدرات ذاتية.

وفي عديد من الضربات يعلنون تمكُّن صواريخهم من تنفيذ إصابات مؤثرة لمواقع عسكرية سعودية حساسة، وغالباً ما تنفي الرياض نجاح هذه الضربات، معلنةً التصدي لها.

لكن وقوع قتلى ومصابين، فضلاً عن الهلع الذي يصيب سكان مدن المملكة نتيجة القصف، بحسب ما تذكره مصادر حكومية رسمية سعودية، يؤكد أن هذه الصواريخ ضربت أهدافها.

وما يؤكد نجاح هذه الصواريخ في أداء مهماتها؛ الإعلان مرات عديدة عن توقف الطيران في مطارات سعودية تعرضت لقصف بصواريخ حوثية.

آخر توقُّف للطيران في مطار سعودي بسبب قصف صاروخي حوثي، جرى الخميس (29 أغسطس الجاري)، حيث أعلن  "الحوثيين"  أنهم شنو هجوماً صاروخياً جديداً على مطار أبها الدولي جنوبي السعودية.

وقال المتحدث باسم "الحوثيين" يحيى سريع، في بيانه: إن الحوثيين "هاجموا مطار أبها بصاروخ كروز من نوع (قدس 1 المجنح)"، موضحاً أن الضربة استهدفت "مركز العمليات العسكرية ومرابض الطائرات الحربية".

وزغم أن الصاروخ "أصاب هدفه بدقة عالية"، مشيراً إلى أن العملية أدت إلى "تعطيل الملاحة الجوية في المطار".

في السياق ذاته، علّق المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية باليمن، العقيد تركي المالكي، على الواقعة؛ إذ قال: "سقط مساء الأربعاء، مقذوف مُعادٍ على مطار أبها الدولي، الذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين ومن جنسيات مختلفة".

وأوضح أن الحادث تجري متابعته من الجهات المختصة، وأنه لا توجد أي إصابات.

وعلى الرغم من عدم إعلان المالكي تعطُّل الملاحة الجوية، فإن تعرُّض أي مطار لهجوم مماثل أو أقل منه خطورة، يحتم على السلطات إيقاف الملاحة فيه، بحسب ما يؤكده مختصون.

وأضاف المالكي موضحاً: "المليشيا الحوثية الإرهابية مستمرة في ممارساتها اللاأخلاقية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، حيث أعلنت عبر وسائل إعلامها مسؤوليتها الكاملة عن هذا العمل الإرهابي".

وتابع قائلاً: "هذا يمثل اعترافاً صريحاً ومسؤولية كاملة باستهداف الأعيان المدنية والمدنيين، وهو ما قد يرقى إلى جريمة حرب".

وبيّن المالكي أن "استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية وبقدرات نوعية متقدمة يثبت استمرار تورط النظام الإيراني في دعم المليشيا الحوثية الإرهابية واستمرار انتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار (2216) والقرار (2231)".

ما هو الصاروخ المجنح؟

هناك عدة أنواع من الصواريخ المجنحة التي تنتجها بعض الدول المتطورة في مجال التصنيع العسكري، وبالعودة إلى أنواع الصواريخ التي أطلقها الحوثيون، خلال السنوات الماضية، خاصة من طراز كروز، يظهر أن الصاروخ المستخدم من نوع "كي إتش 55"، الذي سبق أن أعلنت إطلاقه على مصفاة نفطية بأبوظبي ومطار أبها في وقت سابق.

وبحسب ما أعلنه الحوثيون في يونيو الماضي، فإنهم يملكون النسخة المعدلة من الصاروخ، وهو صناعة روسية بدأ برنامج تصميمه في نهاية 1970.

وكان الهدف من المشروع إيجاد صاروخ قادر على إيصال شحنة نووية لمسافة كبيرة، بالإضافة إلى إمكانية حمله على جميع أنواع القاذفات السوفييتية حينها.

دخل هذا الصاروخ الخدمة في القوات الروسية عام 1984، وامتلكته إيران لاحقاً، وصنعت عدداً منه وأطلقت عليه اسم "سومار".

وهناك تطويرات عديدة من هذا الصاروخ "KH-55SM" الذي دخل الخدمة عام 1987، و"KH-55SE" الذي دخل الخدمة عام 2000، ويبلغ مداه 3 آلاف كيلومتر.

ووفق خبراء عسكريين، فإن الصاروخ المجنح له قدرة على حمل رأس نووي، ورأس متفجر بوزن 410 كيلوغرامات، وتبلغ سرعته 8/10 من سرعة الصوت، ومداه يصل إلى قرابة 2500 كم.

وقال الخبراء إن الصاروخ يطلق من الجو بحسب النسخة الروسية، لكن يمكن تحويره للإطلاق من قاعدة برية، ويمتلك جهاز توجيه وملاحة، ولديه دقة أكثر في إصابة الهدف من النسخ السابقة له.

وتواجه أنظمة الرادارات الحديثة صعوبة في التصدي لهذا النوع من الصواريخ، مقارنة بالباليستية الأخرى، بسبب تحليقه على مستويات منخفضة، ربما لا تلتقطها أنظمة الرادار؛ وهو ما يربك أنظمة الدفاع السعودية.

يشار إلى أن الدول التي تستخدمه حالياً هي روسيا وإيران والصين، وتسلمت بكين وحدات منه عام 1995، وعملت على تصنيع نسختها الخاصة.

ودأب الحوثيون خلال الفترة الأخيرة، على إعلان استهدافهم منشآت ومواقع استراتيجية بالسعودية تشمل مطارات ومنشآت نفطية في المملكة بطائرات مسيَّرة وصواريخ، في حين يعلن التحالف السعودي-الإماراتي تصدّيه لكثير من تلك الهجمات وإفشالها.

ويشهد اليمن، للعام الخامس توالياً، حرباً بين القوات الموالية للحكومة، ومليشيا الحوثي، التي ما تزال تسيطر على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014، وتُتهم بتلقي دعم من إيران.

ومنذ مارس 2015، يدعم تحالف عسكري بات يقتصر حالياً على السعودية والإمارات، القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وأدى القتال إلى مقتل 10 آلاف شخص وإصابة 60 ألفاً آخرين، حسب تقديرات أممية.