ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

فضيحة عالمية.. هكذا سقط إعلام دول حصار قطر مجدداً

في 2019/09/11

الخليج أونلاين-

على الرغم من سقوط إعلام دول حصار قطر في سلسلة فضائح مدوية، على مدار العامين الأخيرين؛ فإنه يواصل المضي قدماً بأسلوبه الحالي، الذي بات معروفاً للجميع، ويرتكز على تلفيق التصريحات وبث الشائعات ونسج روايات كاذبة على أساس أنها صحيحة، وهي ليست كذلك.

ودائماً تزعم دول حصار قطر، وهنا يدور الحديث حول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بأن قناة "الجزيرة" القطرية "غير مهنية في طرحها للمواضيع والأحداث التي تتعلق بها"، وهو ما تنفيه الأخيرة وتؤكد أنها ترحب دائماً وأبداً بـ"الرأي والرأي الآخر".

وأثبتت الوقائع والحقائق -بما لا يدع مجالاً للشك– بأن القناة القطرية هي الأكثر متابعة ومصداقية وانتشاراً في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، خاصة أن سياستها التحريرية مبنية على نقل تطلعات الشعوب وتوقها للحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، خلافاً لإعلام الطرف الآخر.

فضيحة جديدة

و"لأنه لا يتعظ من فضائحه وعثراته السابقة"، سقط إعلام دول الحصار وعلى رأسها السعودية "في شر أعماله" من جديد؛ بعدما لفق تصريحات "مفبركة" على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، تضمنت اتهامات لقطر بأنها تقف وراء هجمات حركة "طالبان".

ونشر "صديقي" تغريدة باللغة العربية، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الاثنين (9 سبتمبر 2019)، هاجم من خلالها قناة "العربية" وصحيفة "الشرق الأوسط"؛ لنقلهما على لسانه تصريحاً مفبركاً مفاده أن "قطر تقف وراء هجوم طالبان".

وكتب المسؤول الأفغاني قائلاً: "الصحافة الطائشة، والاقتباسات غير الصحيحة تماماً والتي لا أساس لها من الصحة ونسبت إليّ، لم أصرح بهذا في مؤتمر صحفي (الأحد)، وأنا أرفض ما تناقلته عني القناة العربية بكل شدة"، مع عمل إشارة إلى القناة السعودية.

وأعاد نائب وزير الخارجية الأفغاني للشؤون السياسية، إدريس زمان، كلام "صديقي" عبر حسابه في موقع التغريدات القصيرة، فيما يشبه "صفعة قوية لإعلام دول حصار قطر على مرأى ومسمع الجميع".

إدريس زمان

ما سبب ارتباك الرياض وأبوظبي؟

يقول مراقبون إن الرياض وأبوظبي تخشيان بشدة نجاح قطر في مهمتها بإنهاء النزاع في أفغانستان المندلع منذ 18 عاماً بين الولايات المتحدة و"طالبان"، خاصة أنهما دأبتا على الادعاء كذباً بأن الدوحة تدعم الإرهاب وتموله.

وتعد قطر من طلائع الدول التي تستثمر في الإنسان، وتغيث المنكوبين، بفضل مؤسساتها الخيرية وقوتها الناعمة في مختلف أرجاء العالم، وخاصة تلك الدول التي تشهد صراعات ونزاعات وكوارث طبيعية.

ولا تزال كلمة وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، مادة دسمة للتندر والتهكم والسخرية في الشبكات الاجتماعية؛ عندما زعم، في يوليو 2017، بأن هواية قطر هي "رسم الحزن على وجوه الناس"، وأنها "لا تهتم بأشقائها بقدر ما تهتم بالإرهاب والتطرف"، وفق وصفه.

في الجهة المقابلة يعرف المواطن العربي البسيط أن السعودية والإمارات تدعمان الأنظمة القديمة ذات الخلفية العسكرية، وساهمتا بأموالهما في سفك دماء الشعوب العربية، كما حدث في مصر وليبيا وسوريا واليمن والسودان والعراق والصومال.

ودعمت دول حصار قطر "الثورات المضادة" والانقلابات العسكرية، ووأدت التجارب الديمقراطية، كما نفذت السعودية إحدى أبشع الجرائم الوحشية؛ بقتلها الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض بمدينة إسطنبول التركية، وتقطيع أوصاله عبر فريق اغتيال من المخابرات السعودية، ووضعها في حقائب سوداء، وتخلصت منها لاحقاً بالحرق.

أما الإمارات فإنها تدعم بوضوح كامل المليشيات الانفصالية في اليمن وليبيا، وتزودها بالأموال والعتاد والسلاح، وهنا يدور الحديث حول المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، متحدية السلطات الشرعية في البلدين والمعترف بها دولياً.

كيف علقت قطر؟

بدورها استنكرت الخارجية القطرية عبر لسان الناطقة باسمها، لولوة الخاطر، ما اقترفه إعلام السعودية، مؤكدة أن قطر "ستظل دائماً وسيطاً موثوقاً لإنهاء الحرب في أفغانستان"، وداعمة للدولة الأفغانية وشعبها الشقيق.

أما مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، فسلط الضوء على الإعلام السعودي، حيث وصفه بـ"المحترف في الأكاذيب"، كما أبرز التناغم التام بين الرياض وأبوظبي فيما يتعلق بالمستجدات الأخيرة في أفغانستان.

وقال الرميحي عبر حسابه في "تويتر"، إن هناك "تناغماً واضحاً بين السعودية والإمارات، وسعياً حثيثاً لإفشال مفاوضات السلام التي تمت بين واشنطن وكابل في العاصمة القطرية الدوحة".

 

 

محادثات السلام

وفي الثامن من سبتمبر 2019، ألغى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على نحو مفاجئ "مفاوضات السلام" التي يجريها منذ عام مع "طالبان"، متذرعاً بهجوم نفذته الأخيرة بسيارة مفخخة على موقع أمني قرب مقر مهمة الدعم الحازم، التي يقودها حلف الناتو في العاصمة كابل.

وأسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصاً، من بينهم جنديان من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أحدهما أمريكي والآخر روماني الجنسية.

وكانت واشنطن و"طالبان" على وشك إعلان التوصل إلى اتفاق تاريخي؛ بعدما سلّم المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاد، (2 سبتمبر 2019)، مسودة اتفاق السلام إلى الرئيس الأفغاني، ورئيس الجهاز التنفيذي للحكومة، عبد الله عبد الله، بعد مفاوضات ماراثونية احتضنتها العاصمة القطرية منذ عام.

ونص الاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية، البالغ عددها 13 ألف عسكري، من أفغانستان، مع تحديد جدول زمني لذلك، وهذا مطلب أساسي لحركة طالبان، التي ستتعهد في المقابل بعدم استخدام الأراضي التي تسيطر عليها ملاذاً لهجمات المتشددين على الولايات المتحدة وحلفائها.

سجل حافل بالأكاذيب

"فبركة التصريحات ونسب أقوال زوراً وبهتاناً" هو ما اعتادت عليه وسائل الإعلام المحسوبة على دول الحصار، كان أبرزها قرصنة وكالة الأنباء القطرية، في مايو 2017، وبث تصريحات "عارية عن الصحة" على لسان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ورغم النفي القطري الرسمي على أعلى المستويات فإن إعلام السعودية والإمارات، ومن ضمنه قناة "العربية"، استمر في تناقل التصريحات على أنها "صحيحة"، واتضح لاحقاً أن ما حدث هو في سياق مخطط تم ترتيبه في "الغرف المظلمة" وتحت "جنح الظلام".

وبعد أيام من قرصنة الوكالة القطرية اندلعت الأزمة الخليجية "المفتعلة"، وكانت أطرافها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حيث قرروا، في الخامس من يونيو 2017، فرض حصار خانق على قطر، شمل إغلاق كافة المجالات والمنافذ الجوية والبرية والبحرية مع الدوحة.

وتزعم دول الحصار أن قطر تدعم "الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة جملة وتفصيلاً، وتؤكد أنها تواجه سلسلة من الأكاذيب والادعاءات تستهدف "التنازل عن سيادتها وقرارها الوطني المستقل".

وفي 20 يوليو 2017، أعلنت وزارة الداخلية القطرية التعرف على عنوانين للإنترنت في دولة الإمارات استُخدما لتنفيذ عملية الاختراق.

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يوم 24 يناير 2018، وقوف الإمارات وراء عملية اختراق الوكالة القطرية، وقالت إن الأمر تم بعلم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.