مجتمع » حريات وحقوق الانسان

قمع بن سلمان يستهدف جيرانه.. أكثر من 60 أردنياً في سجونه

في 2019/09/12

الخليج أونلاين-

لم يكتفِ ولي العهد السعودي باعتقال المئات من نشطاء بلاده والدعاة والمؤثرين المعارضين لسياساته، بل وصلت سياسة القمع التي يتبعها منذ توليه منصبه إلى زج العشرات من المواطنين العرب في السجون السعودية.

وكشف "الخليج أونلاين"، نقلاً عن النائبة السابقة في البرلمان الأردني، هند الفايز، والكاتب الصحفي حلمي الأسمر، عن اعتقال السلطات السعودية أكثر من 60 مواطناً أردنياً، بينهم حجاج، دون توجيه أي تهم لهم.

وتعطي هذه الخطوة السعودية دلالة على تدهور الأوضاع السياسية بين السعودية والأردن الذي بدأ بإعادة ترميم علاقاته مع قطر، التي توجت بقرار ملكي صدر في 16 يوليو الماضي؛ بتعيين أمين عام وزارة الخارجية، زيد اللوزي، سفيراً فوق العادة للأردن في الدوحة.

ولم تستهدف حالة القمع التي تنفذها السعودية المواطنين الأردنيين، إذ وصل سيفها إلى حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، بعد اعتقال أحد قيادييها ومسؤول إدارة العلاقة مع المملكة محمد الخضري، رغم تقدمه في السن (81 عاماً)، ونجله، وفق ما كُشف رسمياً أمس الاثنين.

عضوة مجلس النواب الأردني السابقة، هند حاكم الفايز، كشفت لـ"الخليج أونلاين"، عن اعتقال السلطات السعودية لمجموعة من الأردنيين.

وأوضحت الفايز أن أهالي المواطنين الأردنيين المعتقلين في السعودية يتظاهرون أمام سفارة المملكة بالعاصمة عمان من أجل الضغط لإطلاق سراحهم.

وقالت الفايز: "وزارة الخارجية الأردنية مقصرة بشأن أبنائنا في الخارج، وأحمّل المسؤولية علينا كشعوب لسكوتنا على هذه الممارسات، وعلى إهمال هذه المؤسسات في تأدية واجبها الدستوري".

ودعت الحكومة الأردنية إلى إظهار الحقيقة من خلال إطلاع المواطن الأردني على المعلومة حول قضية المعتقلين في السعودية من أجل قطع الشك باليقين.

الكاتب السياسي حلمي الأسمر يؤكد أن السلطات السعودية تعتقل أكثر من 60 أردنياً في سجونها، بينهم حجاج وامرأة من أصل فلسطيني.

وقال الأسمر، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "السعودية لا توجه أي اتهامات لهؤلاء المعتقلين ولم تعرضهم على أي محاكمات، وتمنع الزيارات عنهم من قبل ذويهم، وتحرمهم من أي تواصل، وكأنها عصابة تخطف البشر لا دولة".

وأضاف الأسمر: "لا ندري أي قانون يحكم الدولة السعودية، فهي بلاد بلا دستور، والحكم السائد بها مزاجي".

وبين أن السلطات الأردنية تلتزم الصمت حيال مواطنيها المعتقلين في السعودية، رغم تواصل أهاليهم مع الحكومة التي تكتفِي بالرد أنها تتابع مع الجهات المختصة قضيتهم.

وكان الأسمر أعلن، في أبريل الماضي، اعتقال السلطات السعودية الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة، دون توجيه أي تهمة إليه أو السماح بزيارته.

وقال الأسمر في حينها: "بلغني أن المواطن الأردني الصحفي الأستاذ عبد الرحمن محمد عبد الرحمن فرحانة، العضو في نقابة الصحفيين الأردنيين (رقمه الوطني 9571007537) تم اعتقاله في الدمام بالسعودية منذ أكثر من شهرين، دون أن يعرف أحد عنه شيئاً منذ ذلك الحين، علماً بأن الأستاذ عبد الرحمن (وهو ابن خالي) يبلغ من العمر 63 عاماً، ويعمل كاتباً صحفياً في صحيفة (السبيل) اليومية الأردنية".

ولم يقتصر اعتقال السلطات السعودية على المواطنين الأردنيين، إذ كشف الوزير الفلسطيني السابق والقيادي في حركة "حماس"، وصفي قبها، لأول مرة في تصريحات حصرية لـ"الخليج أونلاين"، عن اعتقال السعودية أكثر من 56 فلسطينياً ينتمون للحركة.

وقال قبها: إن "السلطات السعودية تعتقل، منذ أكثر من 6 أشهر، 56 عنصراً من أبناء حماس كانوا مقيمين داخل المملكة، وحتى هذه اللحظة فشلت كل الاتصالات والوساطات في تجاوز هذا الملف والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين".

وأوضح القيادي في حركة "حماس" أن العلاقات السعودية مع حركته بدأت تأخذ منحنيات توتر غير مسبوقة، منذ عامين تقريباً، وشهدت خلال تلك الفترات العديد من الملاحقات والاعتقالات، وتضييق الخناق على عناصر الحركة الموجودين داخل المملكة.

وأضاف: "كانت الحملة ضد عناصر الحركة فقط خلال الفترة الماضية، لكنها سرعان ما تطورت الآن لتشمل حتى مؤيدي الحركة بشكل خاص، وداعمي المقاومة الفلسطينية بشكل عام، وهذا تطور لافت وخطير قد يؤسس لمرحلة متوترة ومتصاعدة".

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وثق، الأسبوع الماضي في بيان له، احتجاز السلطات السعودية 60 فلسطينياً، بينهم حجاج وطلبة ومقيمون وأكاديميون ورجال أعمال، مطالباً في الوقت ذاته بالكشف الفوري عنهم، وإطلاق سراحهم على ما لم يوجَّه اتهام لهم بارتكاب مخالفة فيه.

يشار إلى أن السلطات السعودية تواصل حملات الاعتقال التي بدأتها منذ صعود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى سدة الحكم في عام 2017.

ومنذ ذلك، اعتقلت السعودية آلاف النشطاء والمثقفين ورجال الدين والصحفيين ورجال الأعمال، على مدى عامين ماضيين، في إطار القضاء على أي معارضة محتملة لمحمد بن سلمان.