علاقات » عربي

تجاهلت وساطة السعودية.. انقلاب الإمارات في اليمن يتواصل

في 2019/09/12

متابعات-

وجهت حكومة اليمن تحذيراً جديداً للإمارات متهمة إياها بـ"محاولات إضعاف الدولة"؛ وذلك على إثر  اقتحام مسؤول سابق رفقة "عصابة" مبنى وزارة الإعلام في عدن.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في منصة "تويتر"، الأربعاء: إن "أي محاولة لإضعاف مؤسسات الدولة وكيانها الاعتباري المنتخب، لصالح كيانات طارئة ودخيلة، يضرب معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في مقتل، ولا يخدم أحداً إلا المشروع الإيراني وسياساته التدميرية التي تستهدف اليمن وكامل المنطقة".

وأضاف، في إشارة إلى قوات مجلس الجنوب الانتقالي المدعوم من أبوظبي: إن "من يدفع باتجاه هزيمة سياسية أو عسكرية أو معنوية للشرعية الدستورية في المحافظات الجنوبية، يكرس عملياً سيطرة المليشيات الحوثية، ويدفع النخب والشارع في مناطق سيطرة المليشيات للاستسلام والرضوخ لمشروعها".

من جانب آخر ناشد الإرياني اليمنيين إحلال السلام، قائلاً: "أوجه دعوة صادقة لأشقائنا وأصدقائنا الحريصين على إحلال السلام في اليمن، وكل أبناء شعبنا اليمني، أن يكونوا عوناً للدولة في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ اليمن، لا أن يكونوا عوناً عليها؛ فالتحديات التي تواجهها بلادنا ومنطقتنا العربية لا تقبل التنازلات التي تمس بجوهر المعركة الوطنية".

وكانت وزارة الإعلام اليمنية قالت، الأربعاء، إن عصابة مسلحة يتزعمها وكيلها الموقوف عن العمل والمحال للتحقيق، أيمن النواصري، اقتحمت ديوان الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد مصدر مسؤول بالوزارة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن عصابة مسلحة اقتحمت، يوم أول من أمس الثلاثاء، مقر الوزارة الكائن بالمعلا، عنوة، وعمدت بالقوة إلى تغيير مفاتيح مكاتب الإدارات العامة بالديوان، محذراً من العبث بمكونات ووثائق الديوان، ومعرباً عن إدانته للحادثة.

وتأتي التحركات الجديدة المدعومة من الإمارات، رغم صدور البيان السعودي الذي أكد دعمه للحكومة الشرعية ورفضه أي بديل عنها، بعد أيام من شكوى يمنية رسمية ضد الإمارات لمجلس الأمن، بسبب استهداف طيرانها قوات الجيش في زنجبار وعدن، وهو ما أغضب الرئيس عبد ربه منصور هادي في بيان عقب العملية.

وبعدها بيوم واحد خرج بيان جديد لطرفي التحالف السعودي الإماراتي، وصف ما حدث في عدن بين الحكومة اليمنية والانتقالي بـ"الفتنة"، إلا أن خطوات أبوظبي الجديدة تشكل بشكل واضح وقوداً لتلك الفتنة.

انقلاب واضح

وأدان المصدر اقتحام مقر الوزارة، محملاً أيمن النواصري كل ما يترتب على اقتحامه مقر الوزارة والآثار والأضرار الناجمة عن ذلك.

وحذر "المَكاتب والمَرافقَ والمؤسسات الإعلامية ووزارات الدولة المعنية بعدم التعامل مع المذكور؛ لكونه لا يحمل أي صفة شرعية، وقد أوقف عن العمل أواخر أغسطس الماضي".

وذكر المصدر قيام النواصري، رفقة عدد من المسلحين، في وقت سابق، بمحاولة الاستحواذ على مقر وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، في العاصمة المؤقتة عدن، وقيامه أيضاً مع قيادات "انتقالية" مدعومة بمسلحين بالاستيلاء على مقر مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر، وتحويلها من صحيفة عامة حكومية إلى صحيفة ناطقة باسم المجلس الانتقالي.

واعتبر أن هذه الحوادث تعد "انقلاباً واضحاً على الدولة ومؤسساتها، وتعدّياً سافراً على الصحيفة والعاملين فيها وعلى العمل الإعلامي في عدن".

وأشار المصدر إلى أن هذا "الاعتداء السافر" على مؤسسات الدولة يأتي في سياق التصعيد الذي يمارسه ما يسمى بالمجلس الانتقالي (المدعوم إماراتياً) منذ إعلان التمرد على الدولة في 10 أغسطس الماضي.

وتدعم الإمارات مليشيا الانتقالي التي فرضت سيطرتها على مؤسسات ومقار الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، منذ أغسطس الماضي، معلنة الانقلاب على الشرعية سعياً لإعلان دولة الجنوب.

والشهر الماضي، حمّلت الحكومة اليمنية دولة الإمارات "المسؤولية الكاملة" عن التمرد المسلح لمليشيا "المجلس الانتقالي"، وما ترتب عليه في العاصمة المؤقتة عدن.

وقالت في بيان لها: إن "دعم وتمويل الإمارات للتمرد المسلح يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وأهداف تحالف دعم الشرعية".

وأشار إلى "استمرار مليشيات الانتقالي المدعوم من الإمارات بالتصعيد والممارسات العنصرية وانتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

جدير بالذكر أن تحالفاً عسكرياً تقوده السعودية والإمارات يشن، منذ مارس 2015،  معارك في اليمن لمواجهة مليشيات الحوثي؛ في إطار دعم الحكومة الشرعية للبلاد، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، حسب الأمم المتحدة.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء منذ سبتمبر 2014، قبل أن تتوسع هيمنتهم لتشمل عدة محافظات.