ملفات » القبض على الدعاة

محاكمة عاجلة بدأت.. هذه التهم الـ37 بحق سلمان العودة

في 2019/09/24

الخليج أونلاين-

عاد الحديث مجدداً، في الأيام الأخيرة، عن قضية الشيخ سلمان العودة، الذي تعتقله السلطات السعودية بتهم توصف بـ"الباطلة".

فقد نفذت سلطات المملكة خطوة جديدة قبل أيام بنقله إلى سجن في الرياض وتعجيل محاكمته، حيث تجري، يوم الثلاثاء (24 سبتمبر 2019)، جلسة جديدة، بحسب ما أكد نجله عبد الله العودة.

وفي 19 سبتمبر الجاري، اتخذت السلطات السعودية خطوة مفاجئة بنقل عدد من المشايخ المعتقلين إلى الرياض تمهيداً لمحاكمتهم؛ وذلك قبل المواعيد المحددة مسبقاً، بينهم العودة.

وقال عبد الله العودة: "اليوم حصلت جلسة للوالد في المحكمة المتخصصة بالرياض، وعند قضاة يختلفون عن الفريق القضائي الذي كان ينظر القضية سابقاً، وقد حددوا الثلاثاء القادم كجلسة قادمة".

وعن صحة والده أوضح عبد الله، في تغريدة له على موقع "تويتر": "صحة الوالد جيدة، وظروف النقل تحسنت.. ونسأل الله أن يفرّج عن الوالد سلمان العودة وعن البقية".

وأوضح العودة: "اليوم تفاجأت العائلة باتصال من إدارة السجن على الأهل في السعودية، وأخبروهم بنقل الوالد سلمان العودة على عجل للرياض لأجل جلسة تم تعجيلها ضمن محاكمة الوالد".

وأضاف أن الاتصال جاء "بالرغم من أن الموعد الأساسي يفترض أن يكون بعد أكثر من شهر من الآن".

تهم غريبة

كشفت صحف سعودية، في وقت سابق العام الماضي، أبرز التهم الموجهة للداعية السعودي سلمان العودة، والتي أدت إلى مطالبة النيابة العامة السعودية القضاء بإعدامه (القتل تعزيراً). 

الداعية "العودة"، المعتقل منذ سبتمبر 2017، وسط انتقادات حقوقية دولية لظروف اعتقاله، وُجهت إليه 37 تهمة خلال الجلسة التي عقدتها المحكمة الجزائية المتخصّصة في العاصمة الرياض، في 4 سبتمبر 2018.

وأوردت صحف محلية سعودية محاكمة مساعد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي صنّفته المملكة كـ"كيان إرهابي".

ولم تذكر وسائل الإعلام المحلية "العودة" بالاسم، مكتفية بالإشارة إلى وظيفته ضمن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وآنذاك، حضر المحكمة بعض أقارب المتهم، وعدد من وسائل الإعلام، وسُلّم لائحة الدعوى للرد عليها في الجلسة المقبلة، وفق ما بينته صحيفة "سبق" السعودية.

التهم الموجهة إليه!

ومن أبرز التهم الموجهة إليه بحسب "سبق": "الإفساد في الأرض بالسعي المتكرر لزعزعة بناء الوطن وإحياء الفتنة العمياء وتأليب المجتمع على الحكام، وإثارة القلاقل، والارتباط بشخصيات وتنظيمات، وعقد اللقاءات والمؤتمرات داخل وخارج المملكة لتحقيق أجندة تنظيم الإخوان الإرهابي ضد الوطن وحكامه".

كما اتُّهم العودة بـ"دعوته للتغيير في الحكومة السعودية، والدعوة للخلافة بالوطن العربي، وتبنيه ذلك بإشرافه على (ملتقى النهضة)، الذي يجمع الشباب كنواة لقلب الأنظمة العربية، وانعقاده عدة مرات في عدة دول بحضور مفكرين ومثقفين، وإلقائه محاضرات محرضة".

ووُجهت له تهمة بـ"دعوته وتحريضه للزج بالمملكة في الثورات الداخلية، ودعم ثورات البلاد العربية من خلال ترويجه مقاطع تدعمها، ونقل صورة عما تعانيه الشعوب، واستثماره الوقت في التركيز على جوانب القصور بالشأن الداخلي، وإظهار المظالم للسجناء، وحرية الرأي".

واعتُبر انضمامه إلى تجمعات واتحادات علمية دينية تهمة، واعتُبرت "مخالفة لمنهج كبار العلماء المعتبرين، وتقوم على أسس تهدف لزعزعة الأمن في البلاد والوطن العربي، ودعم الثورات والانشقاقات والصمود ضد الحكومات، والانضواء تحت قيادة أحد المصنفين على قائمة الإرهاب (يوسف القرضاوي)، وتوليه منصب الأمين المساعد في الاتحاد".

تأجيج المجتمع!

كما اتُّهم بـ"تأليب الرأي العام، وإثارة الفتنة، وتأجيج المجتمع وذوي السجناء في قضايا أمنية؛ بالمطالبة بإخراج السجناء على منصات إعلامية".

ومن بين تلك التهم الموجهة للداعية سلمان العودة حيازته صوراً للدكتور يوسف القرضاوي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وتدخله في شؤون دولة مصر، وتنصيب نفسه مفتياً لجماعة الإخوان ورفضه وصفها بمنظمة إرهابية، بحسب نص التهم التي أوردها الإعلام السعودي.

كما كان من بين التهم ما يتعلق بالأزمة الخليجية، حيث ورد أن للداعية سلمان العودة علاقات مع قطر، واعتراضه على بيان دول حصار قطر، "وبث معلومات مغلوطة عن المقاطعة".

كما اتهم بوجود علاقة له مع النظام الليبي السابق، واتهم أيضاً بالدعوة لجمع التبرعات ودفعها للثورة السورية والتحريض، على الرغم من أن الدولة السعودية كانت تدعم الثوار السوريين على الأرض وتمدهم بالمال والسلاح.

وبيّن نجل "العودة"، على حسابه بـ"تويتر"، في 4 سبتمبر 2018، أن من بين التهم التي وُجّهت لوالده "إنشاءه منظّمة النصرة في الكويت للدفاع عن الرسول، وأنه عضو بمجلس الإفتاء الأوروبي، واتحاد علماء المسلمين، مع تهم أخرى تتعلّق بتغريدات على تويتر".

حياة العودة

ودشّن "العودة" رحلة مليئة بالعلم انتهت بتغييبه في السجون، دون أن تفلح في طمس مسيرة مثمرة أو تغييب حاضنته الشعبية الكبيرة.

وكان يُعتبر من أكثر علماء الدين المسلمين استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي؛ مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام وسناب شات، ويحظى بمتابعة مئات الآلاف من مستخدميها.

كما شارك في العديد من الجلسات الشبابية، والمحاضرات، وحاور في الندوات. وتنوّعت مجالاته، مركّزاً على التفكّر والتأمل واستنباط المعاني والتجديد بالفهم والعمل.

وعن سبب اعتقال "العودة" قال أحد أقاربه، في يناير 2018، نقلاً عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، إنه يعتقد أن "العودة" محتجز لأنه لم يمتثل لأمر من السلطات السعودية بنشر نصٍّ محدّد على "تويتر"، ونشر تغريدة، في 8 سبتمبر، جاء فيها: "اللهم ألّف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، وهي -كما يبدو- دعوة للمصالحة بين دول الخليج.

وتردّد على نطاق واسع أن السعودية طالبت المشايخ بتأييد الحصار على قطر، وأن تغريدة "العودة" بدت كأنها تمرّد على أوامر ولي العهد، محمد بن سلمان.

وبدأ حصار قطر في يونيو 2017، من قبل الرياض وأبوظبي والمنامة، بدعوى دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة وتؤكّد أنها تتعرّض لحملة للتأثير على سيادتها وقرارها الوطني.

ومنذ تولّي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ولاية العهد، شنّت السلطات السعودية موجة من الاعتقالات لمئات المسؤولين والأمراء والدعاة والمعارضين السياسيين، وحتى الناشطين الليبراليين والمتحرّرين.

واستخدم بن سلمان مختلف أساليب الترهيب والترويع ضد من يعارضه، وأحدث الكثير من التغييرات التي لم يسبقه إليها أحد في بلاده، ما يقوّض حقوق الإنسان وحرية التعبير بالسعودية.