تواصل » تويتر

حذف الهاشتاغات.. وسيلة جديدة للإمارات للترويج للسياسات القمعية

في 2019/10/05

الخليج أونلاين-

مرة أخرى يعود الغضب ضد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد أن شهد خلال الأيام الماضية حذف وسوم أطلقها ناشطون عرب، وتصدرت حينها الترند العالمي.

وكلما تعرض وسم للحذف تتجه الاتهامات مباشرة إلى دولة الإمارات، التي فيها مقر مكتب "تويتر" الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يشار إلى أبوظبي لكونها متهمة بأنها قادت الثورات المضادة ووفرت شرعية للاستبداد والفوضى في المنطقة.

وتتُّهم الإمارات بالتدخل في سياسات "تويتر" من خلال حذف صفحات، ووسوم متصدرة، واختراق حسابات معارضة، كما باتت تحتضن كتائب إلكترونية – بحسب اتهامات "فيسبوك" – تسهم في الترويج للسياسات القمعية في كل من السعودية ومصر.

ترند "محمد بن نايف"

سياسة الحذف التي تستهدف الوسوم والحسابات طالت هذه المرة وبشكل مفاجئ، في الـ2 من أكتوبر الجاري، وسماً كان يحمل اسم ولي العهد السعودي السابق الأمير "محمد بن نايف"، بعد تصدره الترند في السعودية.

وعقب ظهوره معزياً في وفاة عبد العزيز الفغم، الحارس الشخصي للملك سلمان بن عبد العزيز، انتشر المقطع الخاص بابن نايف على وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية مع عبارات مديح، لكن محبيه صدموا بعد ساعات من تغير اسمه المستخدم في الوسوم.

وتحول الاسم إلى "محمد بن ناصر"، وهو اسم وهمي لا أحد يعرف من هو، في حادثة لا يمكن حصولها دون تدخل تقني من الشركة الأم "تويتر"، حسب مغردين.

وقال آخرون إن ما حصل هو طريقة يقوم بها "الذباب الإلكتروني"، لتشتيت الأفكار وإبعاد المجتمع عن القضايا الهامة، حيث ما يزال السعوديون يذكرون الإزاحة المفاجئة لـ"بن نايف" عن ولاية العهد وتنصيب "محمد بن سلمان" مكانه.

وقال آخرون إن ما حصل هو طريقة يقوم بها "الذباب الإلكتروني"، لتشتيت الأفكار وإبعاد المجتمع عن القضايا الهامة، حيث ما يزال السعوديون يذكرون الإزاحة المفاجئة لـ"بن نايف" عن ولاية العهد وتنصيب "محمد بن سلمان" مكانه.

وتقدمت وسوم أخرى أعلاها كان بها 38 ألف تغريدة فقط، فيما أكد نشطاء تعرض عدد من الحسابات المعارضة للسيسي للإغلاق من قبل مكتب "تويتر" في الشرق الأوسط بدولة الإمارات.

حرب حذف الهاشتاغات!

وخلال سبتمبر الماضي حذف "تويتر" وسوماً مختلفة في مصر، التي شهدت غضباً شعبياً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط فضائح متداولة ضده هزت الشعب المصري.

وفوجئ رواد موقع "تويتر"، منتصف سبتمبر، باختفاء مفاجئ لوسم #‏كفايه_بقى_ياسيسي من قائمة الأعلى تداولاً، بعد تجاوزه المليون تغريدة خلال أقل من 24 ساعة، ووصوله إلى المرتبة الثالثة ضمن قائمة الأكثر تداولاً في العالم.

وفي المقابل سمحت إدارة "تويتر" بانتشار الوسوم البديلة المشابهة، أبرزها #كفايه_بقى_ياسيسيي، بإضافة ياء في آخره، حيث تصدر سريعاً قائمة الأكثر تداولاً في مصر.

كما فوجئ المغردون، في 27 سبتمبر، بحذف وسم "#جمعة_الخلاص" الذي تخطى نصف مليون تغريدة من قائمة الأعلى تداولاً، واستبداله بوسوم أخرى مؤيدة للسيسي رغم ضعف التفاعل عليها وقلة عدد التغريدات عبرها.

وحذفت إدارة "تويتر" وسوم ارحل يا سيسي وميدان التحرير، وجميع الوسوم المعارضة للنظام.

ليست المرة الأولى

عقب الحادث الذي شهدته محطة القطار الرئيسة في مصر، في مارس الماضي، والتي راح ضحيتها 21 قتيلاً، وأصيب نحو 52، خرجت التظاهرات في عدة محافظات لتطالب الرئيس بالرحيل، وهو التصعيد الذي قوبل باستنفار أمني انتهى باعتقال 200 متظاهر بعدة محافظات مصرية، لتتحول الشوارع بعدها إلى ميادين صامتة، والصفحات الإلكترونية إلى ساحاتٍ صاخبة.

ودشن المغردون وسم #ارحل_يا_سيسي، والذي أطلقه المصريون لأول مرة بعد خطاب ألقاه الرئيس، وأكد من خلاله استعداده لترك منصبه على الفور شريطة أن تكون تلك رغبة كل المصريين، وهو الوسم الذي تصدر قائمة الأكثر تداولاً في مصر والعالم لأيام.

وفي المرة الرابعة التي أطلق فيها المغردون الوسم، تدخلت الكتائب الإلكترونية التابعة للنظام لمواجهة التظاهرة الإلكترونية عبر تفعيل وسم مضاد مثل: "السيسي زعيمي وأفتخر"، و"السيسي مش هيرحل"، لكنهما لم يصمدا أمام الوسم الذي تصدر قائمة الأعلى تداولاً لستة أيامٍ متتالية متضمناً أكثر من 400 ألف تغريدة، وهو ما دفع النظام المصري للتدخل لحذفه عبر التواصل مع الشركة التي يقع مقرها في الإمارات.

هاشتاغات معارضة للنظام السعودي  

وفي السعودية وبعد تداول وسم "#اعفاء_تركي_الشيخ" على وسائل التواصل في المملكة اعتراضاً على سياسة الترفيه التي يتبناها وتعارض عادات المجتمع المحافظ، برز فجأة وسم في أعلى الترند السعودي حمل عنوان "#دعم_تركي_ال_الشيخ_مطلب_الشعب".

ودُشن الوسم بعد اعتراضات من نشطاء على فعاليات موسم الرياض التي تنظمها هيئة الترفيه. وفي دليل على عدم تأثره بالانتقادات اللاذعة التي تصل إلى حدّ الإهانة، أعاد تركي آل الشيخ نشر بعض هذه التغريدات الواردة على هذا الوسم على صفحته الرسمية في "تويتر"!

الأمر المعتاد في السعودية، حليفة الإمارات، بدأ في ديسمبر 2017، حين سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على الكتائب والذباب الإلكتروني التابع للنظام السعودي والإماراتي بمواقع التواصل، مشيرة إلى الاختفاء المفاجئ لوسوم نشطة دشنها معارضون سعوديون بـ"تويتر" لمهاجمة النظام.

واستندت المجلة في تقريرها إلى شهادة عدد من المعارضين السعوديين حول الأمر، منهم المعارض السعودي عمر عبد العزيز، طالب العلوم السياسية، الذي مُنِحَ لجوءاً سياسياً في كندا، والذي تساءل بدوره عن سبب اختفاء وسم أطلقه بعد انتشاره على نطاقٍ واسع تحت عنوان "#اوقفوا_عبث_ال_الشيخ_بمال_الشعب".

وقال عبد العزيز إن عدداً من الوسوم المكتوبة باللغة العربية كانت قد اختفت من على الموقع بعدما بدأت بالانتشار على نطاقٍ واسع، خاصةً تلك التي تُوجِّه انتقاداتٍ للمملكة ووليّ عهدها الأمير محمد بن سلمان.

وأضاف: "أطلقتُ هذا الهاشتاغ على رجلٍ وثيق الصلة بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هذا الرجل ينفق الملايين من الأموال على فعالياتٍ وحفلاتٍ غبية في السعودية، وللأسف تم حذفه".

تجاهل الرد

ورغم توجُّه مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية، ووسائل إعلام مختلفة، بالسؤال لموقع "تويتر" عن السببِ وراء حذف الشركة للوسوم فور أن بدأت بالانتشار الواسع، فإنهم لم يتلقوا الإجابة.

وتقول قناة "الحرة" على موقعها في الإنترنت إنها وفي رسالة بريد إلكتروني طلبت من إدارة الموقع إجابات عن الأسئلة التي أثيرت حول القضية، "لكن لم يصل الرد بعد".

بدورها قالت قناة "الجزيرة" إنها بعثت ببريد إلكتروني إلى "تويتر"، للسؤال حول اتهامات الناشطين المصريين والسعوديين بحذف الوسوم الأخيرة، إلا أنها لم تتلقَّ الرد أيضاً.

مطالبات بإغلاق مكتب تويتر

وسيكون على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" أن تنظر بالمطالبات العديدة التي بدأت أعدادها بالارتفاع في وسم على المنصة؛ بغية إغلاق مكتبها في الإمارات.

المطالبات هذه لم تكن جديدة، لكن المنصة الشهيرة تأكدت من وجود حسابات استغلت المنصة لأغراض سياسية وإسقاط الخصوم والإساءة إليهم، إضافة إلى اتهامات لمكتب دبي بتنفيذ توجيهات دبي.

وسبق أن دُشن على "تويتر" وسم حمل عنوان "#تغيير_مكتب_تويتر_بدبي"، سرعان ما تفاعل معه العديد من المغردين العرب.

وافتتح مكتب شركة "تويتر" في إمارة دبي بدولة الإمارات، في 19 أغسطس 2015، بصفته مكتباً إقليمياً للعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ولم يمر الكثير من الوقت على وجود هذا المكتب المهم في دبي حتى تبين القصد من وراء سعي الإمارات لافتتاحه، إذ إنه يغطي جزءاً كبيراً من العالم داخل أراضيها، وكشف لاحقاً عن اختراق شركة "تويتر" وأخذ معلومات عن نشطاء واعتقالهم؛ وهو ما أدى لبروز مطالب من جهات دولية بإغلاق مكتب "تويتر" في الإمارات.