علاقات » ايراني

السعودية أدركت ضعفها وتطلب الجلوس مع إيران

في 2019/10/05

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية-

اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن اضطرار ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" للخيار الدبلوماسي لوضع حد للصراع مع إيران يدل على الفشل الذي انتهت إليه السياسات التي اعتمدها منذ توليه منصبه.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته السبت، إن الدبلوماسية باتت الخيار الوحيد المتاح أمام السعودية لمواجهة التحديات التي تمثلها إيران، مشدّدة على أن "بن سلمان" أدرك أن ضعف بلاده وعدم مقدرتها على مواجهة طهران عسكريا يقلصان من هامش المناورة أمامها.

ونوهت الصحيفة إلى أن "بن سلمان" توجه بالفعل إلى عدد من الجهات، طالبا منها التوسط لدى إيران بهدف التوصل لتفاهمات تضع حدا للصراع القائم بين الدولتين؛ إذ أقر رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" بأنّه كان أحد الذين توجهت إليهم الرياض.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولا في ديوان رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي" أكد أن الزيارة الأخيرة له للرياض جاءت في إطار محاولة التوسط بين السعودية وإيران.

وحسب الصحيفة، فإن حماسة السعودية للحلول الدبلوماسية تأتي في أعقاب شعورها بالعزلة في أعقاب تأكيد وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بعد لقائه الأخير مع "بن سلمان" بأن أي قرار بالردّ عسكريا على مهاجمة المنشآت النفطية السعودية سيكون قرارا سعوديا وليس أمريكيا؛ إذ أنّ دور واشنطن سينحصر في تقديم المساعدات وليس القتال نيابة عن السعوديين.

وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تعمد إحراج "بن سلمان" مجددا، عندما شدّد على أن السعودية ستكون مطالبة بدفع مقابل مالي، حال قدّمت واشنطن مساعدات لها في أي تحرك ضدّ إيران.

وأضافت أنه حتى عندما تحدث وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية "عادل الجبير" عن مطالب الرياض من طهران، امتنع عن القول إنها تمثل شروطا مسبقة للحوار. كما أن "الجبير" حرص على عدم توجيه اتهام مباشر لإيران بالمسؤولية عن الهجمات على المنشآت النفطية.

واعتبرت "هآرتس" أن العجز عن مواجهة إيران ينضم إلى الإخفاق في مواجهة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وفشل حصار قطر والفضيحة التي انطوى عليها التعامل السعودي مع الشأن اللبناني، عندما حاول "بن سلمان" إجبار رئيس الحكومة اللبناني "سعد الحريري" على الاستقالة.

ورأت أن حادثة اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" حولت السعودية تحت قيادة "بن سلمان" إلى "دولة مارقة" في نظر الدول الأوروبية، لافتة إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية في شرق السعودية مثلت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وأظهرت ولي العهد في أعقابها "زعيما فاشلا غير قادر على الدفاع عن المصالح الحيوية لبلاده".

وشددت على أن "بن سلمان" بات مضطرا لإحداث تحول في سياساته تجاه إيران كي لا تظهر السعودية في عهده خارج دائرة التأثير على الأحداث في المنطقة.