ثقافة » احصاءات

غضب وإرهاصات حراك.. المعلمون السعوديون يتأهبون للاحتجاج

في 2019/10/11

متابعات-

ما إن انتهى إضراب المعلمين الأردنيين، الذي استمر أربعة أسابيع متواصلة وتوج بإقرار العلاوة التي يطالبون بها وحصولهم على حقوقهم، حتى تعالت أصوات المعلمين السعوديين؛ بعد وضع وزارة التربية والتعليم في بلادهم اشتراطات قبل صرفها للعلاوة السنوية على راتبهم الأساسي.

وعمّت حالة من الغضب بين المعلمين السعوديين؛ بعد استمرار وزارة التربية والتعليم في بلادهم بتبني لائحة وظائف وسلم رواتب جديدين، أبرزها خضوع المعلم لشروط بعينها قبل إقرار العلاوة السنوية له على راتبه.

ويرى المعلمون السعوديون الذين غرّدوا في "تويتر" عبر وسم "العلاوة 105" أنه يجب على وزارة التربية والتعليم عدم المساس بعلاوة الراتب الاعتيادية، التي تعد جزءاً من راتبه وأمانه الأسري، وتحفيز المتميزين بعلاوة خاصة بهم.

وتشترط لائحة وزارة التربية والتعليم السعودية الجديدةُ أن يحصل المعلم على رخصة مزاولة المهنة بعد اجتيازه اختباراً خاصاً بها، وفي حال عدم الحصول عليها يُحرم من العلاوة السنوية.

وتصل العلاوة السنوية إلى ما بين 300 و600 ريال سعودي (80 و161 دولاراً) لمعلمي المستوى الأول، و320 و620 ريالاً (86 و166 دولاراً) لمعلمي المستوى الثاني. أما معلمو المستوى الثالث فتصل إلى ما بين 340 و640 ريالاً (91 و172 دولاراً)، وتتراوح بين 310 و580 ريالاً (83 و156 دولاراً) لمعلمي المستوى الرابع.

وتبلغ علاوة معلمي المستوى الخامس 380-510 ريالات (102 و137 دولاراً)، و400 ريال (107 دولارات) لمعلمي المستوى السادس، وفق اللائحة الجديدة التي أعلنتها الوزارة السعودية.

غضب المعلمين

ماجد محمد آل سعد تساءل في تغريدة له: "(نصف مليون معلم ومعلمة) لا يجدون مكاناً يعالجون فيه !!! وهم من يُخرّج الأطباء وغيرهم".

صاحب حساب أبو نورة، يرى أن لائحة وزارة التربية والتعليم الجديدة سبب لتقاعس المعلمين، حيث أصبحوا يرون التعليم وظيفة وليس رسالة، والطلاب مراجعين وليس أبناء.

وقال أبو نورة خلال تغريدة له عبر وسم "العلاوة السنويه 100": "نتائج هذه الخطوات قتل في الرياض وفي جدة، والقادم للأسف مظلم".

وأضاف موجهاً حديثه لوزير التربية والتعليم السعودي، حمد آل الشيخ: "اللائحة ستكون نتائجها دماً، وهذا في رقبتك، وكل طالب يتضرر من عدم إنسانية المعلم أنت السبب".

فوزية الحربي أكدت أن أبرز مطالب المعلمين السعوديين هي استمرار العلاوة السنوية، والقفزة، ونهاية السلم الوظيفي عند 20 ألفاً كما في السابق، ومكافأة نهاية الخدمة 90 ألف ريال، وتحسين مستوى المتضررين عند بند 105، ووضع شيك ذهبي للتقاعد المبكر، وتأمين طبي وبدل سكن.

فايز الخمشي شدد على ضرورة إعادة وزارة التربية والتعليم العلاوة للمعلمين على النظام السابق، والفروقات، واحتساب بند 105 ذهبت عن المعلمين من 5 سنوات، وتوفير مبانٍ حكومية وصحية، وأدوات مدرسية.

نورة صاحبة أحد الحسابات عبر "تويتر"، نشرت صوراً لصفوف فصلية في إحدى المدارس السعودية، وظهرت عليها علامات السوء وانتشار القمامة، وخطت تغريدة بالقول: "من هنا يبدأ التطوير يا معالي الوزير"، بمعنى ضرورة إعادة تأهيل البنى التحتية للمدارس بدلاً من خصم رواتب المعلمين".

وأعلن وزير التربية والتعليم، حمد آل الشيخ، مؤخراً عن لائحة خاصة لمنح العلاوة السنوية ضمن سُلَّم الرواتب؛ تتضمن عدة شروط يجب على المعلم استيفاءها كشرط للحصول على حقه الذي أقره النظام السعودي.

وأثار قرار "آل الشيخ" غضب المعلمين، حيث ربط منح العلاوة السنوية للمعلمين المبدعين والمتميزين بإرسال قائدي وقائدات المدارس أسماءهم، مع تغييرات واشتراطات جديدة سيتم وضعها قبل صرف المكافآت.

وبين "آل الشيخ" في حينها أن اللائحة الجديدة للمعلمين تأتي تماشياً مع رؤية 2030 وبرامجها التنفيذية، و"تعد نقلة تاريخية في مسيرة تطوير التعليم بالسعودية، وتعتمد على فكرة تحويل التعليم من وظيفة إلى "مهنة احترافية".

وتأتي الإجراءات الرسمية السعودية ضد المعلمين في ظل غلاء للأسعار في الشارع، شملت غالبية البضائع والخدمات بفعل تطبيق ضريبة القيمة المضافة، الأمر الذي جعل الدولة السعودية تستنفر الوزراء لتبرير القرارات.

وكانت آخر إجراءات غلاء المعيشة في السعودية إعلان شركة "أرامكو" السعودية، في يوليو الماضي، رفع أسعار البنزين.

وقالت أرامكو في بيان، إن تعديل أسعار البنزين يأتي في إطار خطط الحكومة لإصلاح أسعار الطاقة والمياه، وسوف تكون خاضعة للتغيرات في أسعار الصادرات العالمية، ليصبح سعر بنزين "91 أوكتين" 1.53 ريال ارتفاعاً من 1.44 ريال، وبنزين "95 أوكتين" 2.18 ريال ارتفاعاً من 2.10 ريال.

ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، انتهجت المملكة سياسة تقوم على رفع الضرائب، وأسعار المنتجات المدعومة من الدولة، في وقت يعاني فيه اقتصاد المملكة من جراء حملة اعتقال رجال الأعمال والمستثمرين والتضييق عليهم، وحرب السعودية في اليمن المستمرة منذ سنوات، وتخصيص أموال طائلة لهيئة الترفيه التي تواجه انتقادات لاذعة.