مجتمع » ظواهر اجتماعية

تمارين مختلطة بحديقة سعودية عامة تثير الجدل

في 2019/10/24

متابعات-

تداول مغردون مقطع فيديو لشبان وفتيات يمارسون تمارين رياضية معا في إحدى الساحات العامة في السعودية، الأمر الذي أثار جدلا واسعا.

وتظهر في الفيديو، مجموعة من الشبان والفتيات يرتدون ملابس رياضية عصرية متحررة، وقد شكلوا حلقة كبيرة لممارسة تمارين رياضية تشرف عليها مدربة كما يبدو، دون أن تُعرف جنسية المشاركين في التمارين.

ووثقت إحدى المتدربات، بكاميرا هاتفها الجوال، التمرين الذي جرى في ساحة عامة بمدينة جدة.

وتقول مصورة المقطع، إن التمرين تمت ممارسته دون أي إساءات، حيث انشغل كل متدرب بنفسه، قبل أن توجه الكاميرا نحو سيدتين منقبتيْن كانتا تقفان بالقرب من حلقة التمرين، حيث وجّهتا لها انتقادات تضمنت عبارات مسيئة احتجاجا على قيامها بالتصوير، على حد قولها.

وأعيد تداول الفيديو بشكل كبير بين المدونين السعوديين، وسط سيل من التعليقات التي انقسم أصحابها بين مؤيد للمبادرة الرياضية التي ستشجع الآخرين على الخروج إلى الساحات العامة وممارسة الرياضة، وبين معارض يرى فيها مخالفة للعادات والتقاليد المتبعة في البلاد.

معارضون

ونشر الأمير السعودي الشاب، "سطام بن خالد آل سعود"، مقطع الفيديو عبر حسابه على موقع "تويتر"، وكتب معلقا: "هذا الفعل مُنافٍ للذوق العام والآداب العامة، وهذا مكان عام وليس ناديًا رياضيًا، وهناك صالات رياضية مختصة لذلك، والتنمر من قِبل المصورة ووصفها للمحجبة بأنها نينجا وكريهة، هذا التصرف سوء أدب، وتستحق عليه العقاب.. بجاحة، و جراءة، و قلة أدب، وعدم تربية".

مؤيدون

وتشهد السعودية تغييرات اجتماعية ضخمة منذ اطلاق قطاع الترفيه في المملكة الذي شهد تطورات ضخمة وانتقادات منذ تأسيس هيئة خاصة به عام 2016، يرأسها حاليا "تركي آل الشيخ" المثير للجدل والمقرب من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وذلك بالتزامن مع تحولات اجتماعية واقتصادية مهمة في البلاد.

وواجهت الكثير من نشاطات هيئة الترفية منذ انطلاقها، انتقادات واسعة بسبب الفعاليات البعيدة عن ثقافة المجتمع المحافظ، كالحفلات الغنائية الصاخبة، والاختلاط غير المسبوق.

لكن المملكة تعول على قطاع الترفيه لتنويع اقتصادها المتضرر جراء تراجع أسعار النفط مصدر الدخل الرئيسي في البلاد، عن مستويات منتصف 2014، التي تجاوزت 120 دولارا للبرميل.

ويشهد قطاع الترفيه في المملكة تطورات ضخمة منذ تأسيس هيئة خاصة به عام 2016، بالتزامن مع تحولات اجتماعية واقتصادية مهمة في البلاد.

وأكد خبراء اقتصاد سعوديون أهمية قطاع الترفيه في البلاد كونه سيحقق عوائد اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، في ظل التهافت الكبير عليه بعد غياب، خاصة أن ثلثي مواطني المملكة تحت سن 35 عاما.

وتستهدف رؤية السعودية 2030 رفع مساهمة قطاع الترفيه من إجمالي الناتج المحلي من 3% إلى 6%.

وقال ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، في تصريحات سابقة، إن بلاده تستهدف توطين 50% من قطاع الترفيه، إذ ينفق المواطنون 26 مليار دولار على الترفيه في الخارج سنويا.

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت هيئة الترفيه السعودية أنها تنوي استثمار 64 مليار دولار في القطاع الترفيهي خلال السنوات العشر المقبلة.